خبر يوسي سريد، 1940 - 2015 -هآرتس

الساعة 09:45 ص|06 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

فتى كان يوسي سريد وكذا شيخ، وفهمه، نقاء فكره ودقته لم يفقدها ابدا. معظم سنواته خدم الجمهور – كمنتخب من الجمهور لاكثر من ثلاثة عقود وكصحفي وكاتب رأي. تولى عضوية الكنيست كنائب، كوزير وكواحد من زعماء حزب ميرتس. وبالتوازي علم التربية الوطنية في مدارس في كريات شمونه، في سديروت وفي كابري، وأدى رسالته كرجل تربية وتعليم. لم يدعي سريد بانه صدّيق ولكنه كان صادقا في نهجه الاساس في سياسة الامن والسلام، المجتمع والاقتصاد. قاتل سريد ضد الفساد ومظاهر الترف، ومن أجل حقوق الانسان. وسواء بين مؤيديه ام بين خصومه ساد توافق حول معاييره الاخلاقية النادرة.

 

لقد نشأ سريد في حزب مباي، الحزب الحاكم، حين شغل منصب الناطق بلسان الحزب ومستشارا لبنحاس سبير وليفي اشكول. ومنذ انتخب للكنيست لاول مرة بعد حرب يوم الغفران، كان احد البرلمانيين البارزين في تاريخها. صوته الواضح وصياغته المنمقة أثرت حتى في خصومه.

 

رجل مبادىء شجاع كان يوسي سريد، مصمم ومتواضع في حياته، حتى لو اعترف بقيمة نفسه. فقد أيد المجتمع العادل، الملزم في صالحه للتحرر من عبء احتلال شعب آخر. وعندما خاب أمله بعد انتخابات 1984 من قرار قادة حزب العمل تشكيل حكومة مشتركة مع الليكود، والذي أدخل اسرائيل في مستنقع لبنان، تخلى عن فرصه للانخراط في القيادة وانتقل الى راتس، الذي تحول الى ميرتس. لقد سار سريد عن وعي الى الصحراء بأمل المساعدة في تحويل بيته السياسي الجديد الى واحة في الصحراء، والعمل منها لازدهار القفر السياسي.

 

كان لسريد دور هام في النجاح النسبي لحكومة رابين في 1992 – 1995 في رفع اسرائيل الى مسار الاقلاع الى السلام مع الفلسطينيين، الاردنيين والسوريين – دون التنازل عن الذخائر الامنية. لقد كانت هذه سنوات طيبة ايضا لمكانة اسرائيل الدبلوماسية، للنمو الاقتصادي وتحسين الموقف من السكان العرب. كوزير لجودة البيئة تصدر عملا جديا ومتفانيا لتشريع متفرع

 

وزيادة الوعي في الموضوع. كوزير التعليم في عهد حكومة ايهود باراك، ادخل الى جهاز التعليم قيم التعددية والتعايش، حين قرر بشجاعة ان يدخل الى المنهاج التعليمي قصائد الشاعر الفلسطيني محمود درويش. لقد كان رجل كتاب وكاتبا مثمرا، ومقالاته التي كانت تنشر كل يوم جمعة في « هآرتس » برزت بمضمونها الحاد وبلغتها الثرية والخاصة.

 

لقد كان سريد مشروعا صهيونيا متفانيا لدولة اسرائيل. لم يتردد ابدا عن التعبير عن الاحباط وخيبة الامل من اعدائه، كما شهد على نفسه: « اسمي اكتسبته في مناصبي المختلفة كشخص مصمم على ان يسير ضد الريح حين تكون شريرة، وأن أسبح ضد التيار عندما يكون عكرا ». صوته المميز الذي صمت سينقصنا.