خبر اكتشاف كوكب شبيه بالأرض يثير جدلا بين علماء الفلك

الساعة 06:22 ص|06 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

نشر فريق من علماء الفلك ورقة علمية حول اكتشاف كوكب صخري جديد يقارب الأرض في حجمه في العدد الأخير من مجلة «الطبيعة» الصادر في منتصف الشهر الماضي ويحمل الكوكب الجديد الرمز GJ 1132b ويبعد عن الأرض حوالي 39 سنة ضوئية. والكوكب الجديد هو أقرب كوكب غير شمسي شبيه بالأرض من حيث الحجم والتركيب الصخري يتم اكتشافه حتى الآن، حيث أن الكواكب غير الشمسية الشبيهة بالأرض الأخرى التي تليه أبعد عن الأرض بحوالي ثلاث مرات منه.

وحسب العالم الفلكي دريك ديمنغ فان لاكتشاف هذا الكوكب غير الشمسي أهمية لدى علماء الفلك بسبب قربه من الأرض الذي يمكن العلماء من دراسة غلافه الغازي بواسطة مراصدهم الفلكية بشكل جيد.

وتعتبر دراسة الغلاف الجوي للكواكب غير الشمسية التي تدور حول النجوم في المجرة خارج المجموعة الشمسية من أهم الأهداف المستقبلية لعلماء الفلك لأنها تكشف إذا ما كانت الحياة موجودة على هذه الكواكب أم لا، لكن هذه العملية في الوقت الراهن صعبة للغاية لأن الكواكب غير الشمسية الشبيهة بالأرض بعيدة جداً ولا يمكن دراسة الغلاف الغازي فيها لمعرفة إذا ما كانت الحياة عليها موجودة أم لا، وذلك بحسب علماء البيولوجيا الفلكية.

ويعتمد علماء الفلك في دراسة الغلاف الغازي للكواكب السيارة في المجموعة الشمسية على عدة طرق منها دراسة اختراق الضوء لطبقات الجو للكوكب، حيث تتفاعل المواد الكيماوية والجزيئات في الغلاف الجوي بحسب الطاقة المختلفة للضوء، وكل جزيء يترك بصمة معينة من الضوء يراها العلماء على شكل «طيف»، لكن رصد الطيف الناتج عن الغلاف الجوي في الكواكب غير الشمسية البعيدة جداً عملية شبه مستحيلة لان الطيف يكون مختلطا بطيف النجم الذي يدور حوله الكوكب ومن الصعب تمييزه عن طيف الغلاف الغازي للكوكب الباهت جداً.

لكن تغيرت الفكرة والعملية الآن بعد اكتشاف الكوكب غير الشمسي الصخري الشبيه بكوكب الأرض GJ 1132b حيث يتيح قربه من الأرض علماء الفلك من دراسة الغلاف الغازي للأرض، فهو أكبر حجما من الأرض بحوالي 16في المئة كما أن حرارة سطحه معتدلة وتصل إلى حوالي 450 درجة فهرنهايت.

أما الباحث المشارك في الدراسة ديفيد شاربونيو وهو فلكي يعمل في مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية، فقال أن هدفهم الرئيسي هو البحث عن توأم لكوكب الأرض «لكن من خلال الدراسة الحقيقية وجدنا توأما لكوكب الزهرة، لكننا نشك أن يكون للكوكب جو ثقيل جدا مثل جو كوكب الزهرة، كما أن حرارة سطح الكوكب المرتفعة العالية هي نتيجة لقربه من نجمه الأم التي تصل إلى حوالي 1.4 مليون ميل أي أقل بحوالي 26 مرة من المسافة بين كوكب عطارد أقرب الكواكب السيارة من الشمس، كما أن الكوكب يستغرق فقط 1.6 يوم أرضي للدوران حول نجمه الذي يختلف كثيرا عن الشمس».

وأشارت الأرصاد الفلكية إلى أن النجم الذي يدور حوله الكوكب غير الشمسي هو قزم أحمر ومن النجوم الشائعة في مجرتنا درب التبانة، والنجوم القزمة الحمراء أصغر حجما وأبرد وأقل لمعانا من الشمس، والنجم الذي يدور حوله الكوكب غير الشمسي أصغر حجما بحوالي خمس مرات وأقل لمعانا بحوالي 200 مرة من الشمس.