بالصور الشهيد طه ودع أشقاءه بطريقته الخاصة وترك وصيةً لمن بعده

الساعة 09:06 ص|05 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

بعد موت والده بالسرطان قبل عامين، تكفل الشهيد « أحمد طه » 20 عاما،بعائلة  كاملة مكونة من خمسة شقيقات وإثنين من الأشقاء، ترك مدرسته وعمل في كل شئ ليعيلهم جميعا وهو أكبرهم سنا، إلا أن هذه المسؤولية الثقيلة لم تمنعه من الانتقام لرفيقه الشهيد « أنس طه » ولكل الشهداء الذين سقطوا بانتفاضة القدس وتلبية نداء الجهاد في سبيل الله والرسول، فخرج من بيته بعد توديع أشقائه للقاء ربه شهيداً.

أحمد جمال طه، من قرية قطنه المقدسية المعزولة، نفذ عملية بطولية بالقرب من مستوطنة موديعين القائمة على أراضي المواطنين غربي رام الله، طعن خلالها ثلاثة من جنود الاحتلال قتل أحدهم مباشرة وجرح إثنين بجراح خطيرة، وذلك في 23 من نوفمبر- تشرين أول الفائت، وهو نفس المكان الذي نفذ فيه صديقه أنس طه عملية طعن أيضا واستشهد خلالها في التاسع من آب- أغسطس الفائت.

وبحسب عمه، حسام طه، فإن أحمد كان شابا عاديا يعمل في كل شئ بعد أن ترك الدراسة ليتكفل بأخوته، ويحرص على تلبيه كل احتياجاتهم، وخاصة الثلاثة الصغار (محمود ومحمد وحلا) حيث أصبح لهم الأب والأم بعد زواج شقيقاته، إلا أن نقطة التحول كانت لديه بعد استشهاد صديقه، حيث كان دائم التردد على قبره ويذكره باستمرار.

وتابع العم:« أحمد كانت لديه غِيره على وطنه ودينه، وهو ما دفعه للقيام بهذه العملية البطولية، انتقاما للشهداء وللشهيدات اللواتي كن يقتلن أمام الجميع، لا نعرف كيف أتخذ هذا القرار ولكنه خياره فهو أختار طريقه بالشهادة و نحن نحترم هذا القرار وهو يعلم جيدا أننا لن نترك أشقائه وسنتكفل بهم ».

وكان الشهيد قد ترك وصيته مكتوبة في المنزل قبل استشهاده، قال فيها:« بسم الله الرحمن الرحيم...قال تعالى » أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير .. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله « صدق الله العظيم...

فلسطين اليوم تنشر وصية الشهيد طه لاول مرة



الشهيد

 

وكان الشهيد قد ترك وصيته مكتوبة في المنزل قبل استشهاده، قال فيها: » بسم الله الرحمن الرحيم...قال تعالى « أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير .. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله » صدق الله العظيم... إن هذه الآية تنطبق طبق الأصل على واقعنا هذا . لما يفعله المستوطنون اليهود بنا وبالقدس . فعلينا أن نثأر منهم...وأنا أوصيكم أن تكونوا على نهج الشهداء وأن لا تترددوا بتنفيذ عملياتكم البطولية... فمن كياني الشخصي أعلن تنفيذ عملية نصرة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونصرة للمسجد الأقصى والمساس بأعراضنا...ولا تحزنو ان هُدم البيت فبإذن الله يبني الله لنا بيتا في الجنة« .

وأن كانت العائلة والمحيطين بأحمد لم يلحظوا عليه أي تغير يوم العملية، إلا أن أشقائه الصغار شعروا بذلك وهو يودعهم على طريقته، تقول حلا (10 أعوام) أنه زارها ومحمد في المدرسة وأحضر لها »كعكة عيد الميلاد« لتحتفل بين زملائها، فيما أعطى لمحمد (7 سنوات) مصروفا لأسبوع كامل وقال له » ديروا بالكم على حالكم وعلى محمود« .

وتحدثت حلا والتي بدت عليها الصدمة من نبأ استشهاد شقيقها، أنه كان حنونا عليهم كأبيهم، وأنه كان يدرسهم ويعتني بهم ويوفر لهم كل ما يحتاجونه، قالت: » كنت أطلب منه كل شئ... أحمد كان أجمل شئ في حياتنا« .

وكما باقي الشهداء الذين نفذوا عمليات يقوم الإحتلال بالانتقام منهم بحجز جثامينهم ورفض تسليمها لعائلاتهم لدفنهم، كان أحمد الذي لا تزال العائلة تسعى لإغلاق قبره الذي فتح بجانب قبر صديق روحه »أنس« ، وهو ما جعل العائلة تخرج في كل الفعاليات التي تنظم لإسترداد الجثامين للمطالبة بإسترداد جثمانه.

تقول شقيقته حلا: » نحن نريد أن ندفن أحمد كما كان يريد بجانب صديقه أنس، فقد كان يزوره باستمرار ويتحدث عن أمنيته بالدفن بجواره« .

وبمقدار ما أوجع أحمد الإحتلال بقتله أحد جنوده وإصابة الآخرين، كان يهدد العائلة بهدم المنزل مقابل الجندي الذي قتل، قال لجدته خلال اقتحامه المنزل أحد الجنود: » البيت مقابل الجندي"، ومع كل مداهمة لمنزله، كان التهديد ذاته بهدم المنزل، وتشريد العائلة.



الشهيد طه

الشهيد طه2

الشهيد طه1