تقرير الشهيدة مرام حسونة... انتقمت لمعاناتها في سجون الاحتلال

الساعة 04:23 م|02 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

عام ونصف لم تنس خلالها الشابة مرام حسونة ما عانته في سجون الاحتلال ولحظة اعتقالها، فعادت بعد عامين لتنتقم بعملية طعن على حاجز قريب وتستشهد عليه.

مرام الشابة المدللة، هي وحيدة من بين ثلاثة أشقاء لعائلة ميسورة الحال من مدينة نابلس شمال الضفة، لم يمنعها ذلك من تلبية نداء الواجب الديني والوطني، كما يقول والدها:« مرام إنسانه متدينة وتعرف واجبها اتجاه دينها وبلدها ».

وكانت مرام استشهد في الأول من ديسمبر الحالي بعد إطلاق النار عليها من قبل الجنود عند حاجز عناب على مدخل مدينة طولكرم أثناء زيارتها لمنزل جدتها هناك، مما أدى إلى استشهادها على الفور.

وعن يوم الاستشهاد قال الوالد لـ « فلسطين اليوم »:« خرجت مرام من المنزل كما كل يوم إلى جامعة النجاح القريبة من منزلها حيث تسكن، أو كما كنا نظن، وأثناء وجودي في العمل أتصل علي أحد أبنائي وقال لي أنه قرأ على الفيسبوك نبأ استشهاد مرام، وعندما وصلت إلى المنزل تعرفنا عليها من خلال الصور التي تم نشرها ».

والد مرام لم يستغرب ما قامت به ابنته، قال إن أخبار الشهداء وما يجري يوميا على الحواجز وعند اقتحام الجنود لمنازل المواطنين لاعتقال أبنائهم كان حديثها الدائم، وكانت تتابع الأحداث باستمرار.

وتابع:« مرام كانت شديدة الحساسية لما يجري حولها، وفي الفترة الأخيرة كان كل حديثها حول الشهداء وحول الجنود الذين كانت تقول دائما لنا كم هم جبناء وضعفاء لولا السلاح الذي يحملونه ».

هذه الأحداث كما يقول الوالد، كان يذكر مرام دائما بما تعرضت إليه خلال اعتقالها في سجون الاحتلال، فقد كانت اعتقلت قبل عامين، 30 نوفمبر 2013،  من على حاجز على مدخل مدينة طولكرم أثناء زيارتها أيضا لجدتها في المدينة.

حينها تعرضت مرام للإهانة والتعذيب من قبل الجنود الذين ألقوها على الأرض وقام أحد الجنود بالدعس بحذائه على رأسها أثناء اعتقالها، مما تسبب لها بجروح صعبة برأسها، ورفضت بعد نقلها إلى مستشفى للعلاج تلقي العلاج حتى نقلت إلى السجن وقامت الأسيرة لينا الجربوني بعلاجها.

يقول الوالد أن هذه المواقف بقيت عالقة في رأس مرام حتى بعد الإفراج عنها بعد سبعة أشهر من سجون الاحتلال، كانت تتحدث باستمرار عن قسوة السجانين والمعاملة السيئة التي تعرضت لها وهي مصابة، وتابع:« لقد تأذت من الاحتلال كثيرا ».

وتحدث الوالد عن ابنته التي كانت تحب الحياة وتطمح بأن تنهي دراستها الجامعية التي انقطعت عنها خلاله اعتقالها، وهي لم تكن تتجاوز 18 من عمرها، وعادت لتكمل دراستها في الأدب الانجليزي حيث حصلت في التوجيهي على معدل 89%.

وتابع الوالد:« أبنتي الآن تبلغ من العمر 20 عاما، وهي فتاه واعية وتفهم جيدا ما يجري حولها وهي تعرف ماذا فعلت تماما، مرام تحب أرضها ودينها وقامت بواجبها اتجاه وطنها ».

الوالد الذي كبت حزنه على أبنته الوحيدة، تمالك نفسه وهو يقول:« الشهادة كانت خيارها الذي سعت إليه وتمنته كثيرا ونحن نحترم خيارها »، وتابع« أبنتي الله يرحمها هي شهيدة عند ربها، ما يهمني الآن هو استرداد جثمانها ودفنه كما يليق بها ».