خبر التصوير جيد أيضا في عالم مثل عالمنا- اسرائيل اليوم

الساعة 10:41 ص|01 ديسمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: بوعز بسموت

 (المضمون: ما زال من غير الواضح اذا كان سيكون اتفاق في نهاية مؤتمر الاجواء، لكن يمكن أن نعزي أنفسنا بحقيقة أن هناك صورة مشتركة في عالمنا الآخذ في السخونة. وهذا ايضا انجاز - المصدر).

 

          في عالم مثل عالمنا التصوير ايضا جيد. اليوم الاول لمؤتمر الاجواء البيئية أعطى الفرصة لقادة العالم من اجل الالتقاء. كل واحد تحدث ثلاث دقائق عن مدى التزام بلاده بمكافحة الانحباس الحراري وجميعهم كانوا مُقنعين بأحاديثهم.

 

          إن ثلاث دقائق هي وقت كافٍ لضمان عدم الانحراف عن الموضوع.

 

          زعماء العالم لا يجتمعون كل يوم، وليس هناك كل يوم صورة مشتركة للذكرى. الزعماء الجدد مثل رئيس حكومة كندا الشاب، كانت هذه فرصة ممتازة له من اجل أن يفهم من هي العائلة التي ينضم اليها. والزعماء القدامى تحدثوا عن تجارب سابقة حيث كان العالم أكثر برودة.

 

 

          اليوم الاول للمؤتمر كان مناسبة جيدة لتلمس ما يقف على رأس أولوية العالم. صحيح أن الجميع تحدثوا عن الحفاظ على البيئة ومكافحة ارتفاع حرارة الكرة الارضية، لكن فعليا تم الحديث في اللقاءات الجانبية والأروقة عن محاربة الارهاب ومحاربة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش). دقيقة الصمت في بداية المؤتمر لذكرى 130 شخصا قُتلوا في عمليات باريس، أثرت على برنامج العمل اليومي الحقيقي.

 

          بنيامين نتنياهو سافر أمس في زيارة سريعة الى باريس للمشاركة في المؤتمر. بالنسبة له هذه فرصة ليس فقط من اجل القول لزعماء العالم إن الموضوع مهم بالنسبة له ايضا، بل ايضا من اجل الالتقاء مع زعماء قدامى (اوباما، بوتين وأولاند)، وزعماء جدد مثل الرئيس الكندي ترودو.

 

          العدد الكبير لزعماء العالم الذين صافحوا نتنياهو يؤكد أن اسرائيل ليست معزولة، كما تحاول وسائل الاعلام تصوير ذلك. ايضا اولئك الذين يشتاقون للمحادثات السياسية كانت لهم أمس فرصة نادرة لمشاهدة المصافحة بين نتنياهو وعباس، الامر الذي لم يحدث منذ خمس سنوات. من المؤسف أن هذه المصافحة قد حدثت بعيدا عن عدسات الكاميرا.

 

          الرئيس اوباما يعتبر دائما أن مشكلة ارتفاع درجة حرارة الكرة الارضية هي المشكلة الأساسية بالنسبة للعالم (ليس مشكلة المشروع النووي الايراني). وقد أثنى اوباما على باريس لأنها وفت بالتزامها واستضافت المؤتمر رغم تهديدات الارهاب.

 

          خطاب اوباما جاء ليضع خطوط متوازية بين تهديد الارهاب وبين تهديد تغيير الأجواء. « لا يجب التفريق بين الحرب ضد الارهاب وبين ارتفاع حرارة الكرة الارضية »، قال الرئيس الامريكي الذي اعترف بمسؤولية بلاده كدولة ملوثة. لكن بعد الخطابات الجميلة والمختصرة ظهرت أمس الاختلافات بين قادة الولايات المتحدة وقادة فرنسا الذين طلبوا التوقيع في نهاية المؤتمر على اتفاق يُخفف من اشعاع غاز الكربون وبين دول مثل الهند والصين التي قالت إنه ليس من العدل أن تفرض الدول الصناعية ذلك بعد أن حققت ما تريده.

 

          لغة جسد بوتين التي تعاملت ببرود مع الولايات المتحدة (في أعقاب حادثة اسقاط الطائرة الروسية والرد الامريكي)، تشير الى أنه في الحرب ضد الارهاب مثلما في الحرب ضد الاجواء والبيئة، نحن بعيدين جدا عن الاجماع.

 

          ما زال من غير الواضح اذا كان سيكون اتفاق في نهاية مؤتمر الاجواء، لكن يمكن أن نعزي أنفسنا بحقيقة أن هناك صورة مشتركة في عالمنا الآخذ في السخونة. وهذا ايضا انجاز.