خبر روسيا لم تأبه لتحذيرات تركيا حيال استخدام قواعد الاشتباك

الساعة 06:38 م|27 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

 جاء إسقاط تركيا، مقاتلة روسية من طراز « سوخوي 24 »، الثلاثاء الماضي، ضمن تطبيق قواعد الاشتباك، حيث أخفت المقاتلة هويتها، غير آبهة للتحذيرات التركية، ما استدعى استخدام قواعد الاشتباك، واعتبارها عنصرًا يشكل خطرًا على أمنها. 

وحذرت تركيا، الجانب الروسي مراراً من أنها ستطبق قواعد الاشتباك بشكل حازم، عقب الانتهاكات الثلاثة لمجالها الجوي الشهر الماضي. 

و كان آخر تحذير وجهته تركيا - قبل اسقاط المقاتلة - إلى هيئة عسكرية روسية، في مركز رئاسة الأركان التركية، في 15 تشرين الأول/ أوكتوبر الماضي، وذلك بعد انتهاك المقاتلات الروسية المجال الجوي التركي. 

وذكرت مصادر عسكرية تركية، للأناضول، أن مقاتلات تابعة لسلاح الجو الروسي، اخترقت المجال التركي ثلاث مرات قبل تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، وذلك في تواريخ 3 و4 و29 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بعد بدء حملتها العسكرية بسوريا في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي. 

وقالت المصادر إن سلاح الجوي التركي، تدخل عقب الانتهاك الرابع للمجال الجوي التركي، وأسقطت المقاتلة الروسية، وفق قواعد الاشتباك، منوهة بأن هوية المقاتلة لم تُعرف إلا بعد إسقاطها. 

وأضافت المصادر العسكرية، أن الخارجية التركية استدعت السفير الروسي في أنقرة، عقب اختراق المجال الجوي التركي، من قبل الطائرات الروسية في 3 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كما أن رئاسة الأركان التركية اجتمعت مع مسؤولين عسكريين روس، في مركز الأركان بالعاصمة أنقرة، في 5 تشرين الأول/ أكتوبر، عقب الانتهاك الروسي الثاني، الذي جاء في الرابع من الشهر نفسه. 

واجتمع الجانب التركي مع « ألكسندر كانتيميروف »، مستشار السفارة الروسية بأنقرة، في مقر قيادة رئاسة الأركان التركية، وذلك في إطار تحذيرات تركيا لروسيا بخصوص الانتهاكات الجوية. 

وكان الجانبان قد اجتمعا آخر مرة في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، في قيادة الأركان التركية، حيث التقت هيئة تركية، ضمت 12 مسؤولاً، من الطرف التركي، ومثل الجانب الروسي هيئة، تكونت من لواء و8 ضباط آخرين، تباحثوا فيه العلاقات العسكرية الثنائية، وركزوا على موضوع الانتهاكات الروسية المتتالية للأجواء التركية. 

يذكر أن النظام السوري أسقط طائرة تركية « غير مسلحة » من طراز « RF-4E »، في 22 حزيران/ يونيو 2012، ضمن المجال الجوي الدولي، دون سابق إنذار، حيث كانت تقوم بتجربة رادارية على الحدود التركية السورية. 

ودفع إسقاط الطائرة تركيا إلى تغيير قواعد الاشتباك لها، والإيعاز إلى قواتها المسلحة بالتدخل الفوري لأي طائرة تنتهك مجالها الجوي، والرد على جميع المصادر الخارجية التي تشكل خطرًا على سلامتها، وفق قواعد الاشتباك الجديدة. 

وأرسلت وزراة الخارجية التركية، إنذارًا إلى قنصلية النظام السوري، في اسطنبول، وأكدت أن عملية الإسقاط « غير مقبولة »، ملقية المسؤولية كلها على النظام، كما أعلمت تركيا عددًا من وزراء الدول العربية، وحلف شمال الأطلسي، بهذا الصدد. 

من جهته عقد حلف شمال الأطلسي، اجتماعًا على خلفية إسقاط النظام الطائرة التركية، وأعربت دوله عن تضامنها مع حليفها تركيا. 

من جانبه أفاد رئيس الوزراء، آنذلك، رجب طيب أردوغان، عقب اجتماع مجلس الأمن القومي التركي، في 28 حزيران/يونيو 2012،  بالعاصمة أنقرة، أن بلاده عدلت من قواعد الاشتباك لديها، قائلاً « سنعتبر كل عنصر مسلح يقترب من الحدود التركية من الجانب السوري، بمثابة خطر يهدد أمننا، وسنرد عليه وفق قواعد الاشتباك ».  

وفي هذا الإطار، ردت القوات التركية في تشرين الأول/ أوكتوبر 2012، على مصدر قذيفة أتت من الجانب السوري، وسقطت في بلدة « أقجة قلعة »، بولاية شانلي أورفا، جنوبي البلاد، مع الحدود السورية، وأدت إلى مقتل 5 أشخاص. 

وكانت طائرتان تركيتان من طراز « إف-16 »، أسقطتا مقاتلة روسية من طراز « سوخوي-24 »، الثلاثاء الماضي، انتهكت المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا في ولاية « هطاي » (جنوب)، وذلك بموجب قواعد الاشتباك المعتمدة دوليًا. 

وقد وجهت المقاتلتان 10 تحذيرات للمقاتلة الروسية خلال 5 دقائق، قبل أن تقوم بإسقاطها.