خبر هؤلاء يطعنون واولئك يشحذون- يديعوت

الساعة 10:52 ص|24 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: يرون لندن

 (المضمون: المزيد من اليهود واثقون بان البلاد اعطاهم اياها الرب تعالى اسمه، يطورون كراهية للاجانب، يتطلعون الى شطب مساجد الحرم ويحتقرون القانون الدولي. فمن سيصدق الفلسطيني، سيصدقهم هم او يصدق الحكومة؟ - المصدر).

في سيارتي، بين القدس وتل أبيب استمعت لاحدى محطات الاذاعة الدينية. أسمع فيها أحيانا آيات من التوراة. هذه المرة وقعت على برنامج في شؤون الساعة جرى فيه الحديث عن تحرير بولارد. وضمن امور اخرى بث فيه شريط قديم عن حاخام، يشجب الامريكيين لتشددهم مع يهودي اراد ان يساعد شعبه وفي نفس الوقت يطالبوننا بتحرير مخربين قتلة يهود. وقد نفخ وتنفس وبالتدريج ابتلعت كلماته حتى صعب علي فهمها.

تذكرت بانه عندما كان الحاخام ابن 31، حيث لم يعد فتى، كان ضمن اعضاء « حلف المتزمتين » وهي مجموعة سعت الى اسقاط مؤسسات الدولة واقامة دولة شريعة. فجمع رجالها السلاح، خربوا السيارات ومحلات اللحوم غير الحلال واطلقوا رسائل تهديد لاصحاب السيارات العمومية ممن كانوا يسافرون في السبت. وقد القي القبض عليه مع رفاقه في عام 1950، حين لم تكن الدولة الجريحة قد استقرت واستوعب جموع المهاجرين، وحكم عليه لعشرة اشهر في السجن لم يقضها بكاملها. لو كان فلسطينيا وادين بمحاولة عنيفة لاقامة دولة شريعة، لا شك ان فترة حبسه كانت ستكون أطول بكثير.

مرت سنوات والرجل المتحدث في الشريط واسمه مردخاي الياهو، انتخب لمنصب حاخام رئيس وصار من الزعماء الروحانيين للصهيونية الدينية. احد ابنائه، شموئيل، حاخام صفد، دعا الى الامتناع عن تأجير الشقق للعرب، ولكن مؤخرا، في رده على أمر المحكمة هدم الكنيس في جفعات زئيف، أوصى بتنغيص حياة القضاة بالتظاهر والصراخ. تصوروا كيف كانت مؤسسات الدولة سترد على تصريح موازٍ لرجل دين مسلم يتلقى أجرا من جيبنا.

بعد ذلك عني البرنامج بوباء السكاكين. واقترح المذيع الاكثار من الصلاة، ولكن حاخاما آخر تحدث معه طالب باضافة الافعال الى الاستجداءات واقتبس آيات من المكراه يؤمر فيها اليهود بوراثة اغيار البلاد. ودعا الى أداء فريضة الرب وطردهم توا وعلى الفور، نفيهم جميعا، رجال ونساء واطفال.

لا بد أن هذه الاقوال ليست غريبة علينا، لانه بذات الروح تروج وتوعظ عشرات وربما مئات النشرات، كتب الفقه ومواقع الانترنت التي تنشر مواعظ الدعاة والمعلمين المؤثرين. الكثيرون منهم ممولون، مباشرة او بشكل غير مباشر من الدولة وهكذا نحن نمول ايضا جمعيات تطور علم المقدس – الهيكل وتؤهل الكهنة لعبادة المقدس.

تنفي حكومة اسرائيل بان في نيتها طرد الاغيار او المس بالمساجد التي في الحرم، ولا يوجد اي شك بان الحق معها، ولكن اجتهدوا وتبنوا نظرة فلسطيني يعيش السطو المستمر لاراضي شعبه. فكروا رجاء هل سيعطي هذا الفلسطيني الثقة بقسم الحكومة، التي يقف على رأسها شخص بارادته أو رغم أنفه ينثني كعرف طري امام المتطرفين المتدينين – القوميين ويخاف من أن يميل المقترعون في الانتخابات التالية لهم او ربما ينصت للاصوات الصادرة عن أبناء جمهور يهودي آخذ في الازدياد واثقين بان البلاد بكاملها اعطاهم اياها الرب تعالى اسمه، يطورون كراهية للاجانب، مقتنعين بان اليهود يفوقون في مزاياهم ابناء باقي الشعوب، ويتطلعون الى شطب مساجد الحرم، يحتقرون القانون الدولي واولادهم يحملون آراء اكثر فظاظة.

اذا نجحتم في أن تنقذوا أنفسكم من وعيكم النرجسي، فاني واثق بانهم ستعترفون بان في الطبيعي الا يصدق الفلسطيني حكومة اسرائيل ويصدق المواعظ في المساجد على نمط الشيخ رائد صلاح. ضرب السكاكين هو تعبير بدائي عن احباطه الشخصي وايمانه، ولكن لا تعلقوا ايمانه حصريا بعصف التزمت الديني الذي يمر على العالم العربي. لسنا نحن من خلقنا السكاكين، ولكننا نستثمر في شحذها.