خبر أولمرت يكشف تفاصيل ما عرضه على عباس لتوقيع اتفاق

الساعة 08:29 م|23 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

كشف رئيس وزراء اسرائيل السابق ايهود اولمرت عن تفاصيل ما كان عرضه على الرئيس محمود عباس عام 2006 بشأن القدس والاغوار وقضايا الحل النهائي الاخرى في سبيل التوصل الى اتفاق سلام، الامر الذي ادى كما يبدو للاطاحة به من رئاسة الحكومة الاسرائيلية حيث اوضح ان ما عرضه على الرئيس عباس اصاب ارئيل شارون والادارة الاميركية بصدمة شديدة، لدرجة ان كوندليزا رايس (وزيرة الخارجية الاميركية انذاك) ابلغت الرئيس الاميركي بان اولمرت يريد السلام وقالت له بان « رابين قتل على اقل مما يعرضه اولمرت ».

وقال اولمرت في تصريحات ضمن تحقيق تلفزيوني اعدته القناة العبرية العاشرة « اللحظة الاصعب في حياتي كانت عندما جلست امام محمود عباس وقلت له اننا مستعدون للتنازل عن السيادة على البلدة القديمة في مدينة القدس بما في ذلك حائط البراق ».

واضاف « قلت له (للرئيس عباس) إسمع، انا اريد ان اقول لك انه سوف تمر 50 سنة قبل ان يأتي مسؤول اسرائيلي آخر ويقترح عليك ما اقترح عليك الان ».

واوضح اولمرت ان « التغيير حصل عندي حينما كنت ما ازال اشغل منصب رئيس بلدية القدس، حيث كان التفكير عندنا باننا نحن اصحاب البيت ونُملي على الفلسطينيين ما نريد وانه يتوجب عليهم التصرف وفقا لذلك، ولهذا شعرت بان هناك خطأ كبيرا، فبدأت بمراسلة ابو مازن وقلت له بانني اريد الالتقاء به، الا انه وفي كل مرة كان يتصل صائب عريقات ويقول متأسفون حدث امر طارئ ولن نتمكن من الحضور ».

واضاف « بعد تصريحي عن التنازل عن القدس اتصل بي شارون وقال لي: في اي جزء أجدك؟ هل ساجدك في الجزء الذي سلمته للفلسطينيين ام في في الجزء الذي بقي لنا؟ فأجبته في الجزء الذي سيبقى معنا ».

وقال اولمرت « اخيرا تم تحديد موعد للقاء ابو مازن بتاريخ 23-12-2006 الا انه بتاريخ 22-12-2006 اتصل بي ابو مازن وقال بانه سيذهب الى غزة، وان حماس وعدته بان تسلمه جلعاد شليط، فقلت له: اسمع سيدي الرئيس، ان امرا كهذا لا يمكن ان يحدث، وقد يسلموني اياه قبل ان يسلموك اياه.. عندها قال لي ابو مازن حسنا انا قادم ».

ومضى قائلا:« سألته عن عدد المعتقلين الذين يرغب بإطلاق سراحهم، فقال 500 فقلت له لن تكون هناك مشكلة لو اطلقنا سراح 900 معتقلا، فقال لي، اننا نريد اموالا، فقلت له كم تريد؟ فقال 50 مليون شيكل، فقلت له لا يمكن ابدا ان يحصل هذا، وعندها ضرب بيده على الطاولة وقال لعريقات ولابو علاء : ألم اقل لكما انه لن يوافق.. فقلت له سيدي الرئيس: انت لست بحاجة الى 50 مليون شيكل، انت بحاجة الى 100 مليون دولار وسأعطيك اياها لانها أموالكم من الضرائب التي نقوم نحن بتحصيلها ».

ويواصل اولمرت رواية ما جرى انذاك وما قدمه من عروض للتوصل الى حل سلمي وفقا لذات المصدر وقال: « قلت له انا اريد ان اتحدث معك عن كل شئ وكل شئ مطروح على الطاولة، فقال لي ابو مازن: الامر الاهم هو مشكلة اللاجئين وانا لا اريد ان اغير طبيعة دولتكم (اسرائيل)، ولا احد يريد العودة الى هنا، ولكن تعال لنشكل صندوقا دوليا لتعويضهم. وابلغني بانه يريد تعيين ابو علاء مسؤولا عن المفاوضات، وهذا ما اقلقني فقلت له: لماذا تريد تعيين ابو علاء؟.. فتعيين ابو علاء يعني ان الامور سوف تستمر عشر سنوات اخرى، وانا اريد سلام الان ولا اريد ان اطيل ذلك ».

ويشير اولمرت انه اخبر كوندليزا رايس عما اقترحه على الرئيس ابو مازن « فصعقت واتصلت بالبيت الابيض، وقالت: اخبروا الرئيس (الاميركي) ان اولمرت يريد السلام، ولكنه (اولمرت) قد يموت قبل ان يحصل ذلك، فرابين قُتل على اقل من ذلك ».

ويشير اولمرت بخصوص منطقة الاغوار الى انه تحدث مع الرئيس ابو مازن عن « عدم تواجد اي اسرائيلي في غور الاردن » اما بشأن القدس فقد قلت له وقال بان « جميع الاحياء التي تم بناؤها في القدس ستظل تحت السيادة الاسرائيلية، والاحياء العربية ستكون تحت السيادة الفلسطينية، ولتكن عاصمة الدولة الفلسطينية.. اما بالنسبة للحرم القدسي والبلدة القديمة فنحن سنتنازل عن السيادة عليها، وفي نفس الوقت لن تكون السيادة عليها لكم، فعلى مجلس الامن ان يكلف خمس دول بذلك من بينها السعودية والاردن ».

واضاف اولمرت « قلت له انا جاهز للذهاب الى حدود العام 67 مع تبادل 6.3٪ من الضفة لتبقى تحت السيادة الاسرائيلية وان تنقل 5.8٪ من اسرائيل للفلسطينين، مع نفق يربط بين قطاع غزة والضفة بمساحة 0.5٪ وبذلك تكون نسبة التبادل متساوية 6.3٪ مقابل 6.3٪ كما عرضت عليه خارطة تُظهر المناطق التي نريد التنازل عنها والمناطق التي ستظل تحت سيادتنا، وهو (ابو مازن) ادرك ان الحديث لا يدور عن اراض في الصحراء، وقلت له: وقع على الخريطة بالاحرف الاولى الا انه رفض ذلك. وقلت له اذا قمت انت بالتوقيع اليوم، فاننا سنذهب الى مجلس الامن خلال ثلاثة ايام ونعرض امامه الاتفاق، ومن ثم سندعو جميع قادة العالم للحضور الى القدس، الى نقطة الالتقاء، ولنفترض انها بوابة يافا، وعندها سنعلن انا وانت عن موعد للانتخابات خلال 3 اشهر، وانا متأكد انك ستحصل على الاغلبية وانا ساحصل على الاغلبية ».

ويرى اولمرت انه « لا يمكن ان يكون فتح 12 ملف تحقيق ضد رئيس الحكومة (اي ضد اولمرت ذاته) في اول سنة من ولايته قد حدث مصادفة، وهذا ما اقلقني، وكان من الواضح انه كلما اسرعت في تقديم استقالتي كان هذا افضل لي » موضحا انه « بعد الاعلان عن التحقيقات فان تسيبي ليفني طلبت من رايس /عدم عرض او طرح ما تحدث به معك به اولمرت، فاولمرت لم يعد له اي وضع، ولم يعد له اي تأثير، واولمرت لم يعد يمثل شيئا »!!