خبر تحطم وهم الهدوء المتوتر- اسرائيل اليوم

الساعة 10:15 ص|21 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: يوآف ليمور

(المضمون: عمليتا أمس في تل أبيب وفي غوش عصيون قد تكون بداية انعطافة في الاضطرابات الاخيرة مما قد يستوجب تغييرا في السياسة الامنية التي اتبعت حتى الان - المصدر).

بعد بضعة ايام من الهدوء النسبي، تحطم أمس وهم الهدوء المتوتر بصخب كبير: عمليتان، خمسة قتلى وتخوف من أن نكون نقف على شفا انعطافة خطيرة في موجة الارهاب الحالية.

ذكّرت العملية الاولى في تل ابيب بالعملية التي نفذت بالضبط قبلها بسنة ويوم في حي هار نوف في القدس. مرة اخرى كنيس، مرة اخرى مصلون، مرة اخرى الخليط الفظيع من الدم وأدوات الصلاة. مثلما في الاحداث السابقة في الاسابيع الاخيرة، هذه المرة ايضا منع العمل السريع الذي قام به بعض المواطنين وقوع اصابات اكبر. وخلافا لاحداث سابقة لم يكن المخرب ماكثا غير قانوني، بل عامل يعمل في اسرائيل بتصريح، متزوج واب لاطفال.

تعد هذه حالة اولى بعد فترة طويلة يقوم فيها فلسطيني يحمل تصريح عمل بتنفيذ عملية. وامتنعت اسرائيل حتى الان عن فرض اغلاق على المناطق وعقاب جماعي للفلسطينيين بدعوى ان من يعمل يوجد خارج دائرة العنف لان لديه ما يخسره. والميل في جهاز الامن هو للامتناع في هذه المرحلة عن تغيير السياسة، ولكن مزيدا من العمليات من جانب أصحاب التصاريح ستلزم على الاقل بتشديد الفحوصات للخارجين والداخلين ويحتمل ايضا سحب التصاريح من بعضهم.

 

العملية الثانية، في غوش عصيون، كانت استمرار للميل الذي يلوح منذ نحو اسبوعين – الانتقال من عمليات الطعن الى عمليات اطلاق النار. في هذه اللحظة لا تشخص اسرائيل انتظامات مرتبة تقف خلف العمليات المختلفة، ولكنها جملة مصادقة من الفلسطينيين الذين نجحوا في أن يحصلوا على أسلحة ويخرجوا لقتل اسرائيليين.

ومع ذلك فان استمرار الميل سيلزم بتغيير السياسة هنا ايضا: فتكاد تكون كل العمليات تمت في اثناء الحركة، في المحاور المشتركة التي تتحرك فيها سيارات اسرائيلية وفلسطينية بالتوازي، ويحتمل الا يكون مفر امام اسرائيل من العودة لتنفيذ فصل في الطرقات. المؤيدون الرئيسون لمثل هذه الخطوة هم المستوطنون في المناطق؛ اما في جهاز الامن فيعارضونها ليس فقط لانها أثارت في الماضي انتقادا دوليا شديدا بل وايضا خشية أن يسهل بذلك على المخربين تشخيص السيارات الاسرائيلية والمس بها (احد القتلى امس كان فلسطينيا، كنتيجة خطأ في التشخيص).

عمليتا أمس، في ما كان اليوم الاكثر دموية منذ بدء موجة العنف الحالية قبل سبعة اسابيع، خرجت هي ايضا من منطقة الخليل، التي تصدر في الشهر الاخير معظم العمليات والمصابين. ويحشد الجيش والمخابرات معظم الجهود في هذه المنطقة، بنجاح جزئي فقط؛ التقديرات هي ان العمليات ستستمر وستستوجب الابقاء على حجم كبير من القوات في الضفة بشكل عام وفي الخليل بشكل خاص في الاشهر القريبة القادمة ايضا.

ورغم الثمن الدموي الباهظ، معقول ان تحاول اسرائيل الامتناع عن خطوات كاسحة في المنطقة، والسبب ليس فقط الزيارة القريبة لوزير الخارجية الامريكي جون كيري (في مسعى معد للفشل لاعادة تحريك الاتصالات بين نتنياهو وابو مازن) والتخوف من أن تنضم الى دائرة العنف من الطرف الفلسطيني القوات المدربة والمسلحة للتنظيم، بل وايضا الرغبة في الامتناع عن توجيه الاضواء الى الضفة بينما يركز العالم على الحرب ضد داعش.