خبر إسرائيل والتعقيد السوري: نضرب ولا نصعّد! ..حلمي موسى

الساعة 11:14 ص|19 نوفمبر 2015

استغلّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المؤتمر السنوي للديبلوماسيين الذي تعقده صحيفة «جيروزاليم بوست» ليجدّد مواقف حكومته ممّا يجري في المنطقة عموماً، وفي سوريا على وجه الخصوص، مشدداً على أنَّ إسرائيل تركّز على تجسيد خطوطها الحمراء هناك لمنع انتقال أسلحة جوهرية إلى لبنان. وفي هذا السياق، اعتبر الإعلام الإسرائيلي أنَّ أهم خطاب أُلقي في المؤتمر ذاك الذي قدّمه الجنرال أمير أيشل والذي تحدّث فيه عن أنَّ الصراع يدور، بالنسبة إلى إسرائيل، على طريقة القفز بين حدّين: الهجوم، ولكن ليس الذي يقود إلى تصعيد.

وفي كلمته أمام المؤتمر الذي حضره حوالي 400 ديبلوماسي من السفراء والملحقين من إسرائيل والخارج، قال نتنياهو إنَّ هناك «فقط إرهابيين سيئين. لا يهمّ إن كانوا فلسطينيين أم فرنسيين. وهم متأثرون بالإسلام المتطرف. ومعظم المسلمين يعارضون ذلك، لكن الإسلام الكفاحي، موجود في الشرق الأوسط، في أفريقيا وفي شوارع أوروبا. عليكم إدانتهم، عليكم مهاجمتهم، عليكم هزيمتهم. أولاً أنت تهزمهم، بعد ذلك تتحدّث إليهم. ينبغي أن تكون هذه هي الأجندة حالياً». وعندما سُئل عن دور إسرائيل في هذه الحرب، قال: «ينبغي لنا أن نواصل أداء دورنا».

وتطرّق نتنياهو إلى الحرب في سوريا، فقال إنَّ إسرائيل لا تتدخّل هناك «عدا في أمرين»: «الأول ـ ونحن أول دولة تفعل ذلك ـ عرضنا خدمات طبيّة، على مقربة من حدودنا معهم. وقد أخذنا آلافاً للعلاج، لا رجالاً فقط، بل لاجئين، أطفالاً ونساء، جرت معالجتهم على أيدي يهود وأطباء إسرائيليين. وكان هذا مذهلاً، وقد تحدّثت إلى جزء منهم قالوا إنَّ الشيطان تحوّل إلى ملاك في نظرهم، وكان بوسعنا تصويرهم، لكنّنا لو قمنا بتصويرهم، لكانوا سيُعدمون للتو في سوريا إذا ما عادوا إليها».

وأردف نتنياهو: «والأمر الثاني هو أنّنا عملنا ضدّ نقل سلاح أو اقتراب من حدودنا وتشكيل خطر علينا. ولا ننجح دائماً في ملاحظتهم، عندما يمرون برعاية إيران وحزب الله، لكن عندما نرى ذلك، نحن لا نتردّد للحظة في تدمير جزء من ترسانة الجيش السوري».

وفي هذا السياق، تطرّق نتنياهو إلى العلاقات مع روسيا، التي سيلتقي رئيسها فلاديمير بوتين بعد أيّام في باريس، فقال: «اتفقنا أنا وبوتين على ألّا يضرّ أحدنا الآخر، ودعونا نقول إنّنا ننسق في ما بيننا. ومن السابق لأوانه القول، ولكن بوسعي أن أقول إن إسرائيل ستكون ضالعة في الاتفاق العام، فنحن ملزمون بوضع المصالح الإسرائيلية على الطاولة. ونحن لن نسمح لحزب الله وإيران باستخدام سوريا كقاعدة متقدمة، وسنواصل الدفاع عن مصالحنا».

وقال مكتب نتنياهو «لقد تحدّث رئيس الوزراء ظهر (أمس) هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتقدّم بتعازي إسرائيل حكومةً وشعباً في ضحايا تحطم الطائرة الروسية في سيناء»، وأضاف أنّهما «اتفقا على الالتقاء في باريس بعد 10 أيام، في إطار مؤتمر المناخ الذي سيُعقد هناك، من أجل مواصلة محادثاتهما حول الأوضاع في سوريا».

من جانبه، أوضح قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال أمير أيشل في كلمته، رؤيته لمستقبل السلاح الذي يقوده، وخصوصاً ما يجري خلف الحدود في سوريا. وقال إنَّ هناك حاجة لاستمرار إسرائيل في الدفاع عن نفسها وأن تكون جاهزة لمواجهة كل الاحتمالات، لكنّه حذّر أيضاً من مغبّة الإقدام على فعل قد يشعل المنطقة بأسرها.

وأضاف أنَّ إسرائيل «تصر على ثلاث نقاط من وجهة نظر سلاح الجوّ، أولاً الدفاع عن «الدولة»، ثانياً أن تكون جاهزة لمواجهة كل السيناريوهات، والأمر الثالث أن تحول دون ضربة محتملة. وفي الوضع القائم، ينبغي لنا أن نمنع الحرب أو التصعيد وهذا أمر هام. فحدودنا ساخنة وتغلي، ليس بسبب أنَّ الجيوش تحتشد حولها، وتحاول احتلالها، فهذا ليس الحال. تكفي عمليات برية، أو حتّى إطلاق صاروخ واحد يضرب إسرائيل وحينها بوسعكم تخيّل ما يمكن أن ينجم عن ذلك. فحتى فعل واحد يمكن أن يسبب تصعيداً. وعملنا هو للحفاظ على الحدود، وعبر هذه الطريق، ينبغي أن نردّ على التهديدات هذه فوراً وبشدّة. والأمر الثاني هو رسم خطوط حمراء».

وتابع إيشل: «والآن، وكاستعارة، إسرائيل مثل تويتر، ترسل تغريدات تقول: هذا سيؤلمكم، إذا تجاوزتم هذا الخط. وهذا وضع يخلق معضلة كبيرة: كيف ترسل رسالة قويّة، لكن لا تصعّد النزاع. هذه هي حدودنا التي نحاول أن نلعب داخلها. هذه لعبة إشارات، صحيح، فنحن فقط سلاح جو، لكن ينبغي أن نكون فعّالين، وأن يكون لخطواتنا الوقع الصائب، من أجل منع التصعيد».

وبعد ذلك، أشار إيشل صراحة للوضع في سوريا، خصوصاً أنَّ طائرات تابعة لأسلحة طيران أخرى تعمل هناك، فقال: «الوضع الجديد هو أنَّ السماء مزدحمة في الشرق الأوسط. وبالنسبة إلينا هذا أمر جديد. ثمة قوات تحالف، وقوات روسية، وسواها. وينبغي لنا أن نناور من أجل عدم المس بأحد لا نريد المس به. ونحن نتّخذ إجراءات احتياطية من أجل أن لا نؤذي ولا نتأذى. وهذا جديد».

وأنهى قائد سلاح الجوّ الإسرائيلي كلامه قائلاً: «عندما نركّز على كل هذه الأمور، فإنَّ لدينا استخبارات إسرائيلية ممتازة، وسلاحاً بالغ الشأن والفعالية ضدّ الإرهاب. ونحن نواصل العمل من أجل ضرب المخاطر ومنع أمور كهذه من التحقق. الأمر يتطلب راقصين اثنين لمثل هذه الرقصة، ولكن الراقصين صاروا كثراً، لكننا حتى الآن نقوم بعملنا بنجاعة».