خبر بين دم ودم .. وإرهاب وإرهاب.. يغرق الإنسان..علي عقلة عرسان

الساعة 01:25 م|18 نوفمبر 2015

 

من منا لا يحزن عندما يُقتل الأبرياء، وتسيل الدماء، ويحتلّ الخوفُ القلوب، وتُزهَق الأرواح؟! ومن منا لا يصيبه الذعر عندما يشعر أن أمنَه، وأمن غيره من الناس، أصبح في مهب الريح، وأن الفوضى تنتشر انتشار النار في الهشيم، وتأتي على الحق والعدل وكل نظام يحفظهما، وقيمة تحكمهما؛ وأن المآسي تتدحرج وتكبر، والقوة بأشكالها أصبحت الحاكِم والحَكَم والمُحتَكم إليه، وما يشكل حوامل العمل والأمل لدى كثيرين، وأنها الأساس، ليس في كل صراع وخلاف، بل وفي حلهما؟! وأنها تجُب ما عداها من أساليب التفاهم والتعاون وحل الخلافات بين بني البشر، في دولهم ومجتمعاتهم، وبين دولهم وشعوبهم؟!

لكن الناس يتفاوتون في قبول مبدأ القوة، وخياراتها، والإقبال عليها.. فمن مبادر إليها، محترف لها، ولوعٍ بها.. إلى مكتوٍ بنارها، راغبٍ عنها، مضطر إليها.؟! ولكن حين تفرض، تلك الغشوم، نفسها، وتشكل بيئة العيش والمناخ العام في بيئة ما، وعماداً من أهم أعمدة البقاء على قيد الحياة، يصبح الناس بين قاتل وقتيل، جلاد وضحية.. وما بينهما يُمعَك الناس معْكاً. وتجد أن كثيرين من الناس يستمرئون هذا النمط من السلوك، حتى ليكاد ينغرس في أنفسهم طبعاً وليس تطبعاً؟! وكثير من القوى والتنظيمات والدول تختار هذا الخيار، لمعالجة الأمور وتحقيق المكاسب، وحماية المصالح، حتى ليغدو منطق السياسات مصالح، والسبل إليها قوة، ومن ضحياها: الإنسان، والعمران، والأخلاق، والقيم بأنواعها.؟!

من المؤكد أن معظم الناس يتأثرون بتلك الأوضاع، ومنهم من يعاني منها أكثر من سواه، ذلك لأن الإنسان هو الإنسان، في كل مكان وزمان، ولأن القتل هو القتل، ولأن الفوضى وانعدام الأمن يحوّلان الإنسان، ويحوِّلان مجرى حياته، عن كل مجرى طبيعي لها، سواء أكان ذلك ما يعيشه، أو ما يتطلع إليه ويتمناه.

وعندما يسود الحياة ذلك النوع من المنطق والسلوك، لا يتساوى الناس لا أمام العدالة الإضية أو الافتراضية، ولا في المصائ، ولا حتى في المقابر، وهم في الحياة العادية لا يتساوون.. فمنهم الضحية، ومنهم الغارق في دمه وألمه، ومنهم الذي يطحنه الحزن، ومنهم الضعيف الذي تزيده تلك الأوضاع ضعفاً على ضعف، وبؤساً على بوس.. ومنهم من يشهر سيفه على الحياة والحق والحرية، وينذر دمه لإراقة دم الآخرين.. ولكل أسبابه، ولكل منطقه.. لكن الحياة والأحياء يدفع،ن الثمن الفادح. والبشر في الحزن، كما في الحكم على الحدث، والسبب، والشخص، والقيمة.. إلخ، يتفاوتون. ويتفاوتون في القوة، ودرجة الرعب، ومقدادر البؤس، وأبعاد الحزن.. وفي غير ذلك مما هو مادة الحياة البشرية وزادها؛ ومن ثم فيهم يتفاوتون في الأحكام، وردود الأفعال، والمشاعر والمواقف. وقد ينقلب أمر ما، في مكان ما، ومن منظور ما، إلى ضده.. وينسحب ذلك على بلدان ودول ومجتمعات، وتصاب به تنظيمات وفئات وأشخاص.. بينما الدم هو الدم، والقتل وهو القتل، والمعاناة هي المعاناة، والإنسان هو الإنسان.؟! إن ذلك الأمر المأساوي، المجانف للعدل والعقل والحكمة، يحدث، عندما لا يرى الإنسان نفسه في الآخر، وعندما يتجرد الشخص من مواصافته الإنسانية، أو يتبلد، أو يقسو، أو يتوحش.. وعندما تضيق رؤيته إلى المدى الذي لا يرى فيه غير ذاته، من منظار تورمه النفسي وتورم شهواته وتدفق نزواته، وحين تعميه القوة، أو تعميه نتائجها، عن رؤية المشهد الواقعي رؤية أقرب إلى الشمول والموضوعية، إذ أنه حينذاك لا يرى من المشهد إلا جزئية تخصه أو تعنيه، هي تلك التي تملأ نفسه، وتحكم سلوكه، وتستقطب قواه، ويسوغها عقله ومنطقه، ويختار الوصول إليها مستبيحاً كل وسيلة. إنه يشطب الإنساني العام، ويبقي على الذاتي الوحشي الخاص، فيرى بعين يغيب عنها القيمي والخلقي، والشمول الإنساني، أو حتى المشتَرَك  البشري.. ويستفحل أمر ذلك عندما يرتبط بمواقع، ومواقف، وأفكار، ومعتقدات، وسياسات، وأيديولوجيات، وترعاه دول أو تنظيمات ومؤسسات، تملي عليه الشخص ما هو، وكيف يكون، وكيف يتصرف ليكون.. فيمارس ممارسات المفتون بجنون، وبما يملك من قوة، وما يستند إليه من معطيات سواء أكانت في تكوينه الذاتي، أو الجمعي، أو التاريخي.. معطيات يتغلب فيها التمييز بين الدم البشري بتعسف لا يفهَم ولا يُقبَل، ويقوم على أسس غير منطقية ولا أخلاقية ولا معرفية، ولا إنسانية، ومن ثم يصبح عنصرية بغيضة هوجاء، ونوع من فتنة يصغر أمامها الجنون، وخللاً إنسانياً في التكوين، والمشاعر، والعواطف، ينسحب على المواقف والخيارات والأساليب والأدوات، أو يؤسس للمرفوض منها عقلاً وخلقاً وديناً.

وهناك أمثلة لا تُحصى ولا تُعَد على ذلك، منذ القدَم وحتى الآن، وفي أماكن تشمل الأرض، وفي أوقات هي صهوات الدهر أو من ذراه.. ومن يبحث عن ذلك، ويتقراه في صفحات من التاريخ، يجد منه الكثير، ولدى كل الأقوام، والأمم. ومن ذلك ما نغرق فيه نحن اليوم في منطقتنا، ومنذ سنوات، وهو ما يغلّ لنا دماً وحقداً وفتنة وجنوناً، وما ينتج عن ذلك ويفيض منه، ويرتبط به على نحو ما، ويمتد إلى أماكن أخرى. ولكن اللافت والمثير في ذلك كله هو: النظرات، والأحكام المتضادة، والصفات التي تطلق على الأفعال والفاعلين، وموقف الناس منها. وهي في نهاية المطاف، أفعال ذات تأثير واحد صاعق على كثير من الناس، إن لم يكن عليهم جميعاً، وسلبية المردود على الأفراد والجماعات، على الشعوب والدول، على العلاقات والصلات في وجهيها المادي والمعنوي، الثقافي والحضاري.

في التفجيرات التي حدثت في الأمس القريب، ومنها مثلاً: في أنقرة، وفوق سيناء، وفي بيروت، وباريس.. رأينا التفاوت في الحزن، وفي التضامن، وفي الحكم على الحدث وشدة الإدانة له، وفي ردود الفعل عليه، ومنها استخدام القوة أو التوعد والتعهد باستخدامها.. وما تركته في الأوساط السياسية وغير السياسية من حركة، تحتلف من جغرافية طبيعية - بشرية إلى أخرى. وهي كلها حوادث يتدفق منها الدم، وتثير الحزن، وتستند إلى أسباب ومواقف وممارسات، وتترافق مع فعل قوة يسبقها أو يتلوها، أو ينذر به معنيون أقربون بالحدث.؟! وفي المضمار ذاته، وبصورة شبه يومية، تقع مذابح بشعة، يذهب ضحيتها بشر، لهم أسماء، وأسر، وعلاقات، وكل مواصفات البشر ومقومات وجودهم وتكوينهم.. ولكن كل حدث من تلك الأحداث، المرافق بدماء، ودمار، وقهر، وتشريد، وحزن، وبؤس بلا ضفاف، لم يلق رد فعل مشابه أو قريب مما لقيه الحدث أو الأحداث الأخرى.. ولم يلق جزئاً ضئيلاً جداً مما لقيته الحوادث المؤلمة التي أشرت إليها، ولا هي بذاتها لاقت ردود أفعال، وتضامناً متشابهاً أو متقارباً. وفي سورية والعراق واليمن، على سبيل المثال لا الحصر، تقع يومياً مجازر بشرية، ويقع دمار، وتتم ممارسات وحشية ومفجعة بحق أبرياء، من أطفال ونساء وشيوخ، لا تجد من يذكرها، أو يتعاطف مع المصابين بها، أو من يذكِّر العالم بها، وبأهمية أن تحركه باتجاه وضع حد لدمويتهاو واجب؟!.. وكأن ذاك الذي تحدث فيه يختلف عن العالم، الذي منه عالم البشر؟! وكأن أولئك الضحايا، ليس لهم تكوين البشر، ومواصفات الإنسان وصفاته ومشاعره، وليس لديهم، في أوضاعهم ومصائرهم، من مسوّغات يقبلها العقل وتحرك الضمير، وأن هناك من الأسباب ما يجعل المعنيين بها، من فئة غير ذوي الأهمية، في موضوع التكوين والانتماء البشريين؟! أو كأن لسواهم من البشر الضحايا، في أماكن ودول أخرى، تكويناً آخر، ومشاعر مختلفة، مما يجعلهم موضع اهتمام، وردود فعل كبرى؟! وحتى حين يذكرون بتوظيف لا يُقصَد منه التعاطف معهم، يتم التفريق بينهم، حتى حين يكون المذكورون منهم ضحية طرف بعينه، ومثال ذلك ما ذكره الوزير جون كيري، حينما أشار في تصريح له يوم الاثنين إلى ما قامت به داعش من قتل، فقال: « قتلت أيزيديين، وأكراداً، وشيعة » ولم يشر إلى ما يقوله معظم المتابعين بأن ٩٠٪ من ضحاياه هم من السنة؟! فهل لذلك كله، ولا أعني كلام الوزير كيري فقط، بل المواقف من كل ما يحدث من فواجع ومذابح ومآس ودمار وقتل، تلك الصادرة عن جهات هي كل الجهات الفاعلة المتقاتلة على الأرض، وتلك التي تتحالف معها أو تمولها، ومن دول هي كل الدول التي تتدخل في الحرب، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وتمولها، وتغذيها وتتخذ موقفاً منها وفيها؟!.

مئات آلاف البشر قتلوا في سورية، ومثلهم وأكثر منهم في العراق، منذ فاجعة العراق الأولى ٢٠٠٣، وفي فلسطين الفاجعة تلي الفاجعة منذ سبعة عقود من الزمن.. وكل فاجعة في المنطقة تتفتح عن فواجع، ويستمر ذلك سنوات، وينذر بالكثير الكثير من المآس والمخاطر.. ومع ذلك نجد أن المواقف من ذلك، أي مواقف قوى وتنظيمات ودول وهيئات ومؤسسات.. إلخ على الخصوص، هي مواقف من يتفرج، أو من يصبّ الزيت على النار، أو من يستثمر في تجارة الكراهية والعار.. ومن يعرقل كل جهد طيب نقي نظيف، يرمي إلى وقف القتل والكراهية والدمار، ووضع حد للمأساة البشرية المتنامية؟! أو نجده يستثمر سياسياً وأمنياً واقتصادياً في القتل والفوضى، ويُضري أوار النار التي وقودها الناس والحجارة، لكي يغالِب غيره من الأقوياء؟! وهو إنما يغالبهم بأرواح آخرين، وآمنهم، وممتلكاتهم ومقومات حياتهم.. يغالبهم بدم آخرين ينسكب يومياً بلا توقف، بينما هو ومن هم في معيته، ورعيته، وغوايته، يتلذذون بمعاناة من « لا يرونهم من طينة البشر، وإنما إدوات لبلوغ الوطر؟! »؟!. ذلك أمر مثير للاشمئزاز، قبل أن يكون مثيراً للمشاعر، وهو في الأحوال جميعاً مدان إلى أبعد الحدود، وتجد فيه ما تجد من أمراض الأنفس، والمجتمعات، والدول، والأيديولوجيات، والتنظيمات، والديانات، والسياسات، والثقافات.

الدم البشري متساوٍ، ومن ينظرون إليه نظرة مغايرة إنما يتدرجون في العنصرية أن يدرجون نحوها.. وموقفهم ذاك لا يفضي إلا إلى مزيد من التمييز، والكراهية، والمقت، وكل ذلك يفضى إلى التطرف، والتعصب، والعنف، ويساهم في بيئة الإرهاب وأصنافه ومصادره: إرهاب الأفراد، والجماعات، والعصابات، والدول.. وهو أمر أكثر من مدان ومرفوض وكريه، ولكن رفضه وإدانته وكراهيته لا يحل المشكلة، ويقود كثيرين إلى حلول « القوة » التي تسفر عن قوة هي رد فعل على القوة، تسعى إلى أن تكون مساوية للفعل، مضاد له في الاتجاه.. الأمر الذي يدخلنا في دوامة جنون القوة أو جنوحها، تلك التي تفتك بالعقل كما تفتك بالإنسان، وبمقومات مجتمع السلم وقيمه، وتبقى دوامة الكراهية في تصاعد، وكل ما يتصل بها، وينتج عنها، ويفضي إليها، في تأجج.

الدم البشري متساوٍ، وروح الإنسان ليس مما يُباح ويُستباح، إلا بالحق الذي يقيمه العدل، والمعنى الحقيق لحياة البشر يكمن في حريتهم وكرامتهم وحقوقهم، وفي عمل يفتح بوابات الأمل. والمعارف، كل المعارف، معارج يرتقيها الإنسان، فيعلو خلقياً وحضارياً، روحياً ونفسياً، اجتماعياً وسلوكياً.. ذاك الذي كرَّمه الله، وجعله في أحسن تقويم، ومنحه الحياة التي يستحقها.. وجعلها حقه المقدس الذي لا يمنّ به عليه أحد، ولا يسلبه منه أحد. تلك قيم تحتل، أو ينبغي أن تحتلَّ، قمة القيم الروحية والحضارية، وتلك بعض مداخل لنظرة سليمة إلى الآخر الإنسان، الشريك في الشرط الإنساني والمصير الإنساني، في الإرادة والقرار، وفي صنع الحياة التي تسودها علاقات طيبة، وتنتج علاقات سلمية طيبة بين الناس، والدول، والشعوب، وتؤدي إلى استقرار وازدهار، وأمن من جوع وخوف.

نعم، إن حرباً شاملة ينبغي أن تتم ضد الإرهاب، بلا تمييز بين إرهاب وإرهاب، ومن دون تحريف، أو تزييف، وبعيداً عن أية نظرة قاصرة، أو معَوَّقَة برسيس قديم من إي نوع: « عرقي، أو ديني، أو ثقافي، أو.. إلخ ». إن الإرهاب لا دين له، ولا عرق له، ولا بيئة مخصصة له، ولا هوية ولا انتماء له.. فكل من يعتدى على ثوابت الحياة البشرية ومقوماتها الراسخة، بأية صورة من صور العدوان.. هو إرهابي، ويؤسس للإرهاب، ولبيئة تحتضن الإرهاب ويُستَنبَت فيها. القتل، والظلم، والتمييز العنصري، والاستداد، والاستعمار، والنهب، والنظرة الفوقية، والاستعلاء، واللجوء لمنطق القوة.. إلخ، كل ذلك يؤسس للإرهاب، ولبيئة ينمو فيها الإرهاب وتحتضنه.. وإذا كان يبدأ من« تمرد، فتطرف، فتعصب »، ثم يستخدم القوة بروح الإجرام والعدوان والتعسف التام« ، فذاك يحتاج إلى »حرب شاملة« ، هي حرب اجتماعية، ثقافية، دينية - روحية، وسياسية بالدرجة الأولى. ويحتاج إلى إيجاد بيئة مغايرة للبيئة التي ينمو فيها، وتلك التي تحاربه بالحديد والنار فقط. إنه يحتاج إلى عدالة، وحرية، وتربية، ومستويات معرفية بالدرجة الأولى، لا سيما في البيئات والحاضنات التي تفتقر إلى ذلك. إن الحرب على الإرهاب، ليست حرباً دينية ولا هي حرب على دين من الأديان، إنها حرب على العنصرية، والعبودية، والاستعمار، والاستبداد، والظلم، والقهر، والجهل، والفساد والإفساد.. وحرب على النظرة التمييزية المريضة تجاه: »الأديان، والقوميات، والشعوب« ، ومن أجل الدم البشري المتساوي، والحياة البشرية التي هي حق لكل الناس. 

إن الأعمال الإرهابية، أو تلك التي توسم بسمة الإرهاب، لا تتم كما يقال ضد » حضارة، أو مستوى حضاري، أو ضد مستوى معاشي، أو تحت ذريعة من تلك الذرائع« إنها غالباً، أو دائماً، تكون لها أسباب أخرى، تتصل بمواقف وأعمال وحروب وسياسات.. إلخ، وقد تكون ردات فعل جنونية ضد أفعال قوة، أو ضد طغيان وظلم تدعمه قوة بغي، أو ايكون نوعاً من استهداف في مقابل استهداف.. وفي هذه الحالات وسواها يبقى الإرهاب مداناً ومرفوضاً وما سببه مدان ومرفوض، وكل يؤذي الحياة والحضارة والناس. ولا معدى عن تعريف جامع مانع، علمي، قانوني للإرهاب، تتبناه الدول والشعوب، وتبني عليه. وهو ما عارضته بعض الدول الكبرى » الولايات المتحدة الأميركية"، التي ترعى إرهاباً منه إرهاب الدولة الصهيونية العنصرية، وتستثمر في أنواع من الإرهاب.. وقد حدث ذلك عندما اقتُرِح عقد مؤتمر دولي، في نطاق الأمم المتحدة، يصل إلى هذا الهدف المنشود، وتُبني عليه مواجهات متنوعة للإرهاب، مادية ومعنوية، ثقافية وسياسية، ومنها استخدام القوة بمسؤولية دولية ووفق القانون.. ولكن.. ولكن.. في عالمنا: دم ودم، وإرهاب وإرهاب.. وبينهما يغرق الإنسان!!

ولله في خلقه شؤون.