خبر الاكاذيب التي نرويها لانفسنا- يديعوت

الساعة 10:55 ص|17 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

باريس زاوية قلنديا

بقلم: يوعز هندل

(المضمون: الكذب، البارز جدا في الثقافة العربية، يوجد تحت السطح بالشكل الاهم في الثقافة الغربية. هو الذي دفع الاوروبيين لان يغمضوا عيونهم أمام التغيير الديمغرافي ومركز التطرف في وطنهم والتطلع الى النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني وكأن حله سينهي حرب الحضارات - المصدر).

تقول الاسطورة انه في العهود التي تنقلت فيها القبائل العربية ونشرت الدين الاسلامي انتشرت فيها ثقافة الكذب. طفل كان يجلس في مدخل الخيمة وسُئل اذا كان أبوه في الداخل – أُمر بان يكذب. دوما الاب يتواجد، دوما الخيمة محروسة. مسألة بقاء في مناطق قاسية. هكذا نشأت اكاذيب وتصورات، قصص وثقافات، من علي بابا والاربعين حرامي عبر التقاليد السياسية لاتفاق الحديبية (الذي وقع بين محمد وحكام مكة في العام 628 ميلادي وبموجبه يمكن خداع الكفار) وحتى « تقية » الشيعة – احد مبادىء الاسلام الذي يسمح بالخداع عندما تكون حاجة.

مريح أحيانا التعلق بالكذب لشرح فشل مسيرات السلام في الشرق الاوسط او الفوارق الاجتماعية. مريح استخدام الكذب لشرح لماذا يمتلىء الاتفاق مع ايران بالثقوب. مريح للغرب استخدام الكذب كي يشرح لماذا يقتاد الاسلام المتطرف مليار ونصف مليار مسلم من الانف الى حافة الجرف. الارهاب كحقيقة حياة، كلا مفر.

المشكلة هي ان الكذب، الذي يبرز جدا في الثقافة العربية، يوجد تحت السطح بشكل اكثر اهمية في الثقافة الغربية. من باريس وحتى اسرائيل زاوية قلنديا. الكذب هو الذي دفع الاوروبيين، ولا سيما السويد، الى تجاهل حرب الحضارات. اغماض العيون امام التغيير الديمغرافي الجاري في القارة وعن مراكز التطرف في فرنسا وفي بلجيكيا. هذا الكذب هو الذي أدى بالاوروبيين لان يتطلعوا الى النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني وكأن في حله الخلاص. هذا الكذب هو الذي ولد السلامة السياسية في الغرب الليبرالي. نعم، هم محقون: كل البشر ولدوا متساوين، كلهم جديرون ويستحقون معاملة متساوية. هكذا رأوا طريقهم الايديولوجي هم ايضا قادة الحركة الصهيونية التي نمت في اوروبا. هكذا أنا أرى نظرتي من عرب اسرائيل. هم محقون بالنسبة لبني البشر، ولكنهم يكذبون عندما يتعلق هذا بالثقافات. فليست كل الثقافات متساوية، ولهذا فانها تتصادم. كانت عهود ترسخت فيها الثقافة المسيحية الاوروبية على أنهار من الدم، حرق الساحرات والخزعبلات الفكرية. لقد كان الاسلام هو الذي ازدهر، واكتشف التعددية. هذه العهود انقضت. اوروبا ازدهرت والاسلام غرق. يمكن فحص هذا تقريبا في كل مجال، من مكانة المرأة وحتى كمية الحاصلين على جائزة نوبل. من عدد الاختراعات وشركات التكنولوجيا العليا وحتى الصناعات الثقيلة. العالم العربي لا ينجح.

بإسم الكذب تجاهلت اوروبا ما يحصل في الشرق الاوسط. نحو 300 الف مسلم ذبحوا في السنوات الاخيرة دون قول واضح ولا لبس فيه من جانب القارة. قبل اسبوع من العملية في باريس أعدم داعش 200 ولد، بالكاد فتيان – تقريبا كعدد قتلى العمليات في باريس – واوروبا صمتت. فقد منعهم الكذب من أن يروا بان تعدد الثقافات في دولة ليبرالية ليس بالضرورة نعمة.

من باريس الى قلنديا. اسرائيل هي الاخرى عضو في الطابور الغربي. هناك من يقول انها جبهة الصدام الحضاري. من القدس ايضا مريح التعلق بالكذب العربي. بتلفيقات عرفات عن تسميم الآبار، بتلفيقات خلفه عن تسميم عرفات وفريات الاقصى. بالتطهيرات العرقية التي لم تكن ابدا، بحملات الذبح التي تطورت في عقول الدعائيين الفلسطينيين.

مريح، ولكن عندها ننسى كذبنا. انظروا الى مخيم قلنديا للاجئين والذي جرت فيه أول أمس عملية هدم منزل مخرب. انظروا الى الصور، جنازة من هاجم جنود الجيش الاسرائيلي واستمعوا الى الاصوات. مخيم اللاجئين هذا يوجد خارج جدار الفصل، محاذٍ لرام الله ومع ذلك سكانه مع بطاقات هوية زرقاء وأموال التأمين الوطني.

أهكذا يبدو حي مقدسي أم أننا نكذب على أنفسنا؟ أهذه هي القدس الموحدة؟ مع مسلحين فلسطينيين، جهاز تعليم فلسطيني وأعلام حماس؟ ليس ثمة هناك تواجد اسرائيلي، باستثناء حالات شاذة مثل تلك التي وقعت أول أمس وانتهت بتبادل ثقيل لاطلاق النار. منذ سنتين وأنا أحاول الحصول على جواب من وزراء ورئيس البلدية لماذا تعتبر قلنديا جزءا من القدس، ولكن ما من مجيب. أجريت مقابلات صحفية مع كل من وافق. وعندما نصل الى حي مثل قلنديا نجدهم جميعهم يتملصون. لا يجيبون، يطمسون. كذب تقليدي، ولكن بالعبرية فقط.

من أجل مكافحة ارهاب الاسلام المتطرف ينبغي النظر الى هذا الواقع في العينين – لنتائج الهجرة الى اوروبا ولنتائج مخيم قلنديا للاجئين، الذي اصبح مصنعا للمخربين. الثقافات مختلفة: حيث  يمكن انتاج حكم ديمقراطي مع قيم ديمقراطية تكون متعددة الثقافات، وحيث لا – ستخرج العمليات التالية.