تقرير الاحتلال مرَّ من هنا.. في مخيم قلنديا موت وخراب بيوت

الساعة 10:22 ص|16 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

كان الهدف المعلن من اقتحام مخيم قلنديا للاجئين، الواقع بين مدينة القدس ورام الله، فجر اليوم الاثنين، هدم منزل الأسير محمد أبو شاهين، وهو الذي نفذ عمليه في حزيران الفائت وقتل خلالها مستوطن غربي رام الله، إلا أن ما حدث هو دمار حارة بأكملها واستشهاد اثنين من أبناء المخيم، لينسحب الاحتلال بعد معركة دامية مع شبان المخيم مخلفا ورائه خرابا وشهيدين.

ففي حارة الشواعنة، وسط المخيم يقع منزل الأسير أبو شاهين، وهو منزل مكون من ثلاث طوابق تسكن والدته الطابق الأول، وجدته الطابق الثاني، وهو في الطابق الثالث، تحولت كلها إلى خراب في دقائق بعد تفجيره.

وليس هي فقط، بل المنازل المحيطة، التي بدت وكأن زلزالا ضربها من قوة الانفجار الذي أدى إلى هدم جدرانها وتحطم نوافذها الزجاجية بالكامل وتعطل شبكات الكهرباء والهاتف أيضا.

تقول والدته عائشة لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »:« اقتحموا المنزل عند الساعة الثانية فجرا، طلبوا منا أخلاء المنزل خلال خمسه دقائق وأن نجتمع في ساحة البلدية، وبالفعل خرجنا كلنا من المنزل دون أن يسمحوا لنا بإخراج أي شيء منها، وبعد ذلك بقليل كانت سماعات الاحتلال تطالب سكان الحارة بإخلاء منازلهم أيضا، مهددةً إياهم بقصف المنازل بالطائرة في حال لم يخرجوا ».

وتتابع الوالدة:« أقل من نصف ساعة كان الانفجار الكبير وكان تعب العمر كله عبارة عن كومه تراب ».

وكانت قوات الاحتلال سلمت العائلة قرارا نهائيا بهدم المنزل يوم الخميس الفائت، ورغم رغم القرار لم تتوقع العائلة تنفيذه، حيث اعتبرت هذا الهدم سابقة في المخيمات التي تتلاصق منازل السكان هناك وتتداخل، وهو ما تسبب بإحداث الضرر الكبير في المنازل المجاورة.

والدة أبو شاهين جلست على أنقاض منزلها و لسان حالها يقول « الحمد لله أن محمد لا يزال على قيد الحياه » بينما كانت تسمع أنباء تتحدث عن سقوط شهيدين في المخيم وهو وعائلتها في ساحة الملعب.

وكانت قوات الاحتلال واجهت مقاومة قوية فور دخولها المخيم، حيث دار اشتباك عسكري في أزقة المخيم بينها وبين الشبان الذين خرجوا لمنع هدم منزل أبو شاهين، هذه المواجهات أسفرت عن سقوط الشهيدان  ليث مناصرة وأحمد أبو العيش.

ليث الذي يسكن ليس ببعيد من منزل أبو شاهين المهدم في حارة الشواعنه، أستشهد بعد إصابته بشكل مباشرة برصاصه في الصدر والكتف، من على سطح منزله الواقع وسط المخيم، من القناصة الذين أعتلوا المنازل المحيطة بمنزله.

يقول والد ليث لـ« وكالة فلسطين اليوم » :« حاولنا نقل ليث بعد إصابته بسيارة خاصة بعد منع جنود الاحتلال لسيارات الإسعاف دخول المخيم، إلا أنهم منعونا من التقدم وتركوه ينزف بحجة فحص بطاقاتنا الشخصية ». وتابع والد ليث :« أنزلوه من السيارة وتركوه على الأرض ينزف حتى استشهد ثم سمحوا لنا بنقله للمستشفى ».

ليث هو الابن البكر لعائلته ولا يتجاوز عمره 21 عاما، بدت والدته بحاله الصدمة وهي تتحدث عنه حيث كان يخرج من المنزل كل مرة يقتحم جنود الاحتلال المخيم ويقوم بالتصدي لهم.

وفي حارة الغزازوة في قلب المخيم أصيب أحمد أبو العيش 28 عاما، برصاصه في قدمه أمام منزله، شقيقته الكبرى نوال حاولت سحبه فقام أحد الجنود بدفعها داخل المنزل وإغلاق الباب، ولما تمكن من الهرب منه أصيب برصاص أحد القناصة الذي تمركز على منزل عائلة الأعرج برأسه فأستشهد على الفور.

أحمد متزوج ولده ثلاث بنات لا يتجاوز عمر الكبرى منهم ال5 سنوات، وكان يعيل شقيقته « نوال » والتي كانت قد تكفلت بتربيته بعد وفاة والدته هو وشقيقته وشقيقه الوحيد محمد. قالت نوال أنها أتصلت عليه بعد إصابته برجله وقال لها أنه بخير وأن لا تقلق عليه، ليمضي أقل من ساعة حتى تسمع خبر استشهاده.

وأمام المنزل، الذي كان صوت بكاء زوجته وشقيقته يملئه كانت أبنة أحمد الكبرى « صبا » تلهو مع أولاد عموميتها دون أن تدرك شيئا عن استشهاد أبيها.