بالصور أبو « فلسطين » ودع أهله ونفذ عمليته بسيارة مستأجرة

فلسطين اليوم

قبل خروجه من المنزل طلب الشهيد سليمان من والدته الاعتناء بطفلته الصغيرة حيث انشغلت والدتها بأعمال المنزل« ، وقال لها »الدنيا برد لبسيها« وغادر مع والده إلى حيث يعمل في حسبه رام الله، وبعد ساعات فقط كان نبأ استشهاده بعد تنفيذه عملية دهس على حاجز زعترة جنوب مدينة نابلس.

يقول والده »عادل شاهين« أنه أنتظره في مكان عمله لكنه لم يحضر، حتى الساعة العاشرة حيث تلقى اتصالا من أحد زملائه يسأله عن سليمان، قال له أنه لم يره في السوق، وبعد دقائق أتصل به من جديد ليقول له »أبنك أستشهد« .

الوالد خلال حديثه  خاص لـ »وكالة فلسطين اليوم« ، قال: »لم أصدق في البداية الخبر وخاصة أن لا عمل لسليمان في مدينة نابلس، لكنني تعرفت عليه من خلال الصور التي انتشرت عبر وسائل الإعلام« .

ووفقاً لوالده، حصل سليمان على رخصة القيادة قبل أيام فقط، وقام باستئجار سيارة يوم أمس وهي السيارة التي نفذ بها عملية الدهس، والتي جرح بها أربعة مستوطنين من بينهم اثنين وصفت حالتهم بالخطيرة.

وبالعودة إلى سليمان، يقول الوالد أنه كان يعمل معه في الحسبة في بيع الفواكه والخضار، وتحديدا الفراولة التي كان يحرص على ترتيبها بعناية، وعلى صفحته على الفيس بوك كان يضع صوره في عمله ويوقع عليها بملك الفراولة.

سليمان 22 عاما، متزوج وله طفلة عمرها سبعه أشهر فقط، أسمها »فلسطين« ، وكان قد أنهى تجهيز منزله »طابق ثاني بمنزل والده« لينتقل إليه خلال الأشهر القادمة.

أما والدته فتقول لفلسطين اليوم: » لم يكن يبدو عليه أي شيء هذا الصباح، تناولنا القهوة معا وأوصاني بالاعتناء بطفلته وخرج كما عادته« ، وتتابع الوالدة: » الله يرحمه سليمان شهيد مثله كباقي شهداء فلسطين والحمد لله على هذا الشرف« .

وتعود أصول عائلة سليمان إلى مدينة الرملة بفلسطين المحتلة عام 1948، حيث سكنت مدينة البيرة بعد لجوئها وثم أنتقل والد سليمان للعيش بقرية دير السودان القريبة من رام الله بعد شراء أرض وبناء منزل هناك.

ويرفض والد سليمان التشكيك بنيه أبنه تنفيذ عملية الدهس، وقال أنه »استشهاد« وتابع: » الله يرحمه أبني غالي لكنه لن يكون أغلى من فلسطين والشهداء الذين استشهدوا قبله".