خبر أربعة أسباب للإرهاب-معاريف

الساعة 09:22 ص|07 نوفمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: ليئور أكرمن

رئيس قيادة رئيس المخابرات سابقا

(المضمون: ما بدأ كانفجار للاحباط واليأس للافراد اصبح وباءً. وفجأة توجد شرعية لكل فلسطيني ليأخذ سكينا ويطعن يهوديا. فالرئيس ابو مازن بنفسه قال: « نحن قريبون من النصر ». إذن فبعض عمليات القتل الاخرى لا بد ستقرب الحل - المصدر).

كلام كثير قيل عن الاحداث الاخيرة في دولة اسرائيل، والسؤال اذا كانت هذه انتفاضة أم لا، أصبح غير ذي صلة تماما. فقد قال رئيس شعبة الاستخبارات، اللواء هيرتسي هليفي هذا الاسبوع في استعراضه ان موجة الارهاب اندلعت كنتيجة لاحباط المواطنين الفلسطينيين من شروط حياتهم ومن انعدام التقدم والتحسن في وضعهم. هذا القول صحيح، ولكنه جزئي فقط. فالوضع الحالي نشأ بسبب أربعة اسباب لا تزال قائمة وتواصل اشعال الدوافع لتنفيذ الارهاب.

السبب الاول هو انعدام مسيرة سياسية أو اتصالات مع السلطة الفلسطينية على تسوية ما. صحيح، في الطرف الفلسطيني ايضا لا يوجد مع من يمكن الحديث اليوم بسبب انعدام اداء ابو مازن وتركيزه على التحريض، نشر الاكاذيب والتوجه الى المؤسسات الدولية؛ ولكننا ملزمون بان نأخذ المسؤولية عن الوضع، دون ان ننتظر خطوات يقوم بها الفلسطينيون.

السبب الثاني للوضع الحالي هو انعدام استراتيجية اسرائيلية لمعالجة الفلسطينيين وبشكل عام. فليس فقط لا توجد مبادرة سياسية، بل ولا توجد ايضا خطة بعيدة المدى لشكل التصدي للارهاب الفلسطيني، لادارة شؤون الحياة الفلسطينية، لحماس في قطاع غزة وللحركة الاسلامية داخل اسرائيل.

 

مبدأ حكومة اسرائيل هو اطفاء الحرائق المحلية على أمل منع الانفجار الكبير. هكذا هو الحال على مدى السنين.

السبب الثالث هو انعدام كل مبادرة اسرائيلية. وهو ينبع من انعدام الاستراتيجية، والنتيجة هي ان دولة اسرائيل ترد دوما وابدا لا تبادر باي خطوة – لا سياسية، لا عسكرية، لا استخبارية، لا دولية. وليس هذا فقط، بل ان رد اسرائيل هو دوما مضبوط، محسوب، مكيف مع الضرر ومناسب للتوقعات العالمية. اما الطرف المقابل فقد تعلم كيف يقدر يعرف بالضبط أي رد عليه ان يتوقعه بعد كل خطوة يتخذها.

من السبب الثالث – انعدام المبادرة – ينبع السبب الاخير – انعدام الردع. لقد فقدنا الردع تماما. هذا يبدأ في كل حملات الجيش الاسرائيلي حيال قطاع غزة، والتي جاءت دوما كرد، كانت محسوبة ومضبوطة، وانتهت دون حسم ساحق؛ وهذا يتواصل في الخطوات والردود العسكرية في يهودا والسامرة، في الردود الضعيفة وفي غياب العقاب حيال المشاغبين في القدس في السنوات الاخيرة، في غياب كل فعل حيال الحركة الاسلامية في اسرائيل، في التعليمات المقيدة لفتح النار في المناطق، وبالاساس في الاعتذار الذي لا يتوقف عما نفعله للدفاع عن حياتنا وعن وجودنا هنا. كل هذا مس دراماتيكيا بقدرة الردع الاسرائيلية. فالفلسطينيون يعرفون بان الجيش الاسرائيلي عظيم، قوي وفظيع، ولكنهم يعرفون ايضا بانه مكبل.

 

والنتيجة المحتمة هي انفجار ينبع من كل الاسباب الطيبة: الاحباط، اليأس، الكراهية، التحريض، التعليم ضد الاحتلال، التطرف الديني الاجرامي، التطلعات الوطنية وغيرها. السبب ليس ذا صلة، النتيجة هي المقررة. معظم عمليات الارهاب التي نفذت في الاسابيع الاخيرة كانت لافراد، عمليات محلية وغير مخططة لا تعتمد على شبكات ارهاب وعلى تعليمات قيادات تنظيمية.

عملية تجر عملية. هذه ظاهرة معروفة وتكرر نفسها في كل مرة من جديد. الخلفية موجودة منذ الان، الدافع موجود، الواقع لا يتغير. وهكذا عملية واحدة ناجحة تشجع على الفور الاخرين

لتجربة حظهم هم أيضا. معظمهم شباب عديمو الاحترام والمكانة، ضحايا محيطهم أو عائلاتهم، ينتجون لانفسهم بحركة سكين وغرسها في يهودي مكانة ابطال في الامة الفلسطينية.

اذا قتل المخرب، فسيكون الى الابد شهيد مقدرا، وعائلته تعوض بمئات الاف الدنانير من السلطة الفلسطينية. اما اذا اعتقل فقط، فسينال المجد العالمي، مخصص شهري محترم من اسرائيل ومن السلطة الفلسطينية على حد سواء وتعليم شامل في السجن الاسرائيلي.

ما بدأ كانفجار للاحباط واليأس للافراد اصبح وباء منتشرا للبرابرة المتطرفين، الذين يتغذون على تحريض لا يتوقف من الزعامة الفلسطينية الدينية والعلمانية على حد سواء، والتي تتلقى تشجيعا من افلام الدعاية لحماس وداعش والتي تبث بلا انقطاع في التلفزيون وفي الشبكات الاجتماعية. وفجأة توجد شرعية لكل فلسطيني ليأخذ سكينا ويطعن يهوديا. فالرئيس ابو مازن بنفسه قال: « نحن قريبون من النصر ». إذن فبعض عمليات القتل الاخرى لا بد ستقرب الحل.