خبر هل يمكن تقسيم القدس -هآرتس

الساعة 10:24 ص|27 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: موشيه آرنس

 (المضمون: حكومات اسرائيل المتعاقبة أهملت وبشكل متعمد ومنهجي الاحياء العربية في القدس ويمكن القول ان هذا هو احد الاسباب لموجة العنف الاخيرة في المدينة - المصدر).

بعض المؤيدين لحل الدولتين والذين يطالبون عمليا فصل اليهود عن العرب في أرض اسرائيل يصورون موجة العنف الحالية كاثبات على ذلك وان اليهود والعرب لا يستطيعون العيش جنبا الى جنب. ويقولون يجب تقسيم القدس من أجل فصل سكانها العرب عن سكانها اليهود. حسب اقوالهم هذا لن يكون صعبا. جدار هنا وجدار هناك وستنتهي المهمة. عمليا قيل أن القدس مقسمة ومطلوب عدة جدران اخرى لمنع العرب من الوصول الى الاماكن اليهودية.

من يؤيد هذه الخطوات ويعتبرها حلا للعنف الذي يندلع في المدينة بين فترة واخرى وأن هذا جزء من الحل للصراع لم يزور القدس على ما يبدو في السنوات الاخيرة. يعرف سكان القدس ان حياة اليهود والعرب متداخلة الى حد كبير. لو طلبتم تاكسي في القدس فان احتمالية ان يكون عربي مساوية لاحتمالية أن يكون يهودي. اذا سافرتم بالباص فمن المحتمل أن يكون السائق عربي. الكثير من عمال الفنادق والمطاعم هم عرب. الكثير من الاطباء والتقنيين والموظفين ونصف الذين يتعالجون في مستشفى هداسا عين كارم وجبل الزيتون هم عرب سكان القدس او فلسطينيين مقدسيين كما يسمون احيانا. انهم يسكنون في احياء القدس العربية ويعملون في المناطق اليهودية.   

 

هناك من يعتبر الوضع تطور ايجابي وهناك من يعتبره لعنة. ويجب تغيير الوضع من خلال اقامة جدران واجبار سكان القدس العرب على العيش خارج مناطق السكن اليهودية. وليتدبروا امورهم بقواهم الذاتية تحت سلطة حماس او داعش او اي طرف آخر.

 

          من يعتقد أن اليهود والعرب ملزمون على العيش معا في البلاد في دولة اسرائيلي في القدس وفي باقي اجزاء البلاد في المستقبل – بالنسبة له ان الدمج بين السكان العرب وبين الاقتصاد الاسرائيلي والمجتمع الاسرائيلي هو انجاز. وما حصل في القدس في السنوات الاخيرة يبشر على ايام افضل في المستقبل. من يعتقد ان اليهود والعرب لا يستطيعون العيش معا في سلام يريد تحول هذه التطورات وقلبها رأسا على عقب. في هذه الحالة سواء أرادوا ذلك أم لا فانهم  موجودون في نفس المعسكر الذي يتواجد به افيغدور ليبرمان ورائد صلاح وجمال زحالقة.

 

          يجب الاسف على ذلك بان دمج عرب القدس باقتصاد المدينة اليهودية لم يقترن بالاستثمار بالاوضاع البيئية في الاحياء العربية في المدينة. من يعملون خلال اليوم في الاجزاء اليهودية للمدينة يعودون في المساء الى الظروف السيئة والاماكن السيئة التي كانت ولا زالت قبل حرب الايام الستة. الا انها اصبحت الان اكثر اكتظاظا.

 

          مخيم اللاجئين شعفاظ الذي انتقل بسيطرة دولة اسرائيل عام 1967 لم يتم اعماره ليكون مكان سكن ملائم لهم وهو نقطة سوداء في سجل حكومات اسرائيل وبلديات القدس المتعاقبة. يعيش في شعفاط 100 الف فلسطيني في ظروف سيئة وضائقة ويعتبر المكان دفيئة للجريمة والارهاب. سياسة الحكومة في معالجة هذه الاحياء في الـ 48 عام الاخيرة يمكن تسميتها وعن حق باسم الاهمال الفظيع.

 

          واضح أن هناك أسباب كثيرة لموجة الارهاب التي اندلعت في هذه الاحياء في الاسابيع الاخيرة ولكن لا شك بان شروط الحياة البشعة السائدة فيها هي أحد الاسباب الاساسية لذلك.

 

          هل حل الدولتين سيكون ردا على هذا العنف؟ من استطلاعات الرأي التي اجريت في الاونة الاخيرة يتبين ان معظم السكان العرب في القدس يفضلون استمرار العيش في حدود دولة اسرائيل. حتى وان قامت دولة فلسطينية. ولكن يمكن القول انهم لا يريدون البقاء في الشروط الحياتية الحالية.