تقرير خبراء: سقوط نتنياهو مسألة وقت بعد تصريحاته الكاذبة

الساعة 04:05 م|21 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

حظيت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة، التي برأ فيها زعيم النازية الألماني « هتلر » من حرق اليهود، وإلصاقها بالحاج أمين الحسيني مفتي القدس آنذاك ، بردود فعل غاضبة من قبل المعارضة الإسرائيلية، دفعته للتراجع عنها. فيما ردت عليه ألمانيا بأنها هي من تتحمل مسؤولية المحرقة.

خبراء في الشأن الإسرائيلي، أوضحوا أن نتنياهو فشل فشلاً ذريعاً في تصريحاته وأنها لم يحقق أي هدف منها، وأن تراجعه عنها كان متوقعاً.

الخبير في الشأن الإسرائيلي عطا صباح، رأى أن بنيامين نتنياهو يتصرف الآن كالغريق الذي يتعلق في قشة لإنقاذ نفسه من واقعه الصعب الذي يعيشه بفعل الهبة الشعبية الفلسطينية الناتجة عن اجراءاته العنصرية في المسجد الأقصى، وفي ظل الضغوط التي يواجهها خارجياً وداخلياً. خاصة وأنه يتعرض لانتقادات حادة من قبل ائتلافه الحكومي والمعارضة برئاسة هرتسوغ، إلى جانب الاتهامات على أعلى المستويات له بأنه فشل في تحقيق الأمن للإسرائيلييين.

الخبير في الشأن الإسرائيلي عطا صباح: سقوط ائتلاف نتنياهو مسألة وقت ولن يتعدى نهاية النصف الأول من العام القادم

وقال صباح، لـ « فلسطين اليوم »، ليست المرة الأولى التي يتهم فيها نتنياهو أحداً، لكن اللافت في هذه المرة حالة الجنون التي وصل لها لدرجة اتهام الحاج أمين الحسيني بالمسؤولية عن المحرقة اليهودية بشكل منافي للحقيقة والتاريخ، من أجل الحفاظ على كرسي الحكم الذي يتهاوى.

وأوضح، أن نتنياهو يحاول تقليد بعض الخبراء الصهاينة التاريخيين الذين اتهموا الحركة الوطنية الفلسطينية والرئيس الراحل ياسر عرفات بعلاقتهم بالمحرقة اليهودية ولم ينجحوا، لكنهم لم يصلوا لمرحلة جنون نتنياهو بالاتهام المباشر للحاج الحسيني بأنه هو من يقف خلف تحريض هتلر على حرق اليهود.

وأشار، إلى أنه توقع أن يتراجع نتنياهو عن التصريحات تحت ادعاء أن تصريحاته فهمت في غير سياقها لأن هذه التصريحات حظيت بسخط « إسرائيلي » ووجهت له انتقادات حادة من قبل الإسرائيليين قبل غيرهم، ليس حباً بالفلسطينيين وإنما من منطلق أنه أفقد « إسرائيل » ورقة ضغط لكسب التأييد الدولي من خلال ذكر المحرقة خاصة أوروبا.

وأعرب صباح عن اعتقاده أن مسألة سقوط ائتلاف نتنياهو أصبح حقيقة ثابتة، لكنها مسألة وقت ولن يستطيع ائتلافه أن يصمد لنهاية فترته، وعلى أقصى تقدير ستسقط الحكومة قبل نهاية النصف الأول من العام القادم.

شهاب: نتنياهو هدف من تصريحاته التحريض على الفلسطينيين

في سياق متصل، اعتبر عبد الرحمن شهاب الخبير في الشأن الإسرائيلي، في حديثه لـ « فلسطين اليوم »، أن نتنياهو يهدف من هذه التصريحات التحريق على الفلسطينيين والحق الفلسطيني في فلسطين التاريخية وتزويره للتاريخ، وأوضح أن توقيت هذه التصريحات في ظل الوضع الراهن الذي يشهد سخط فلسطيني على سياسة إسرائيل القمعية والهمجية ضد المقدسات والفلسطينيين ، لإظهار الفلسطينيين أمام العالم بأنهم لا يستحقون دولة. وأنهم جميعاً من الحاج أمين الحسيني والرئيس الراحل ياسر عرفات والرئيس الحالي محمود عباس بأنهم إرهابيين ودواعش. وقال:« بالأمس وصف نتنياهو »أبو مازن« بأنه انضم لمعسكر الإرهاب وداعش، واليوم يزور التاريخ ويبرأ هتلر من مسؤوليته في حرق اليهود ويلصقها بالفلسطيني الحاج أمين الحسيني.

وأضاف، نتنياهو الآن ينزاح إلى أقصى اليمين لأن جميع القيادات من حوله على اليمين حتى المعارضة متطرفة ضد الفلسطينيين، وهو يحاول أن يقنع الغرب بأن الفلسطينيين لا يستحقون دولة، ولا يستحقون أن يسيطروا على الحرم القدسي.

واعتبر تصريحات نتنياهو بأنها سقطة كبيرة لصالح الفلسطينيين لأن فيها تزوير للتاريخ المُسلم به من قبل العالم أجمع حول مسؤولية هتلر عن المحرقة اليهودية، وأن الغرب الحديث لن يقبل بتبرأة هتلر من مسؤوليته.

الخبير عصمت منصور: نتنياهو فشل فشلاً ذريعا في تحقيق أي هدف من هذه التصريحات الكاذبة

بدوره أكد عصمت منصور الخبير في الشأن الإسرائيلي لـ »فلسطين اليوم"، أن نتنياهو ارتكب مغالطة تاريخية، لأن المحرقة جاءت قبل زيارة الحسيني لهتلر في ألمانيا وهي مغالطة مقصودة يريد منها التحريض على الفلسطينيين ويصورهم في هذا الوقت وانتفاضهم انها امتداد تاريخي للحسيني.

وقال: أن نتنياهو يلفق الآن رواية يريد من العالم تصديقها وهي أن للفلسطينيين تاريخ حافل وطويل في ملاحقة اليهود وهذا نابع من عنصريته وتطرفه.

وأضاف، بكل الأحوال نتنياهو فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق أي هدف من هذه التصريحات، حتى أن ألمانيا التي سيزورها قريباً ردت عليه بتحملها مسؤولية ما حدث لليهود.

ولفت إلى أن نتنياهو حاول أن يربط بين هتلر والفلسطينيين ليبرر ما يقوم به من إجراءات عنصرية وإجرامية ضدهم في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة . وأكد أن هذه السقطة ستسجل في تاريخه الأسود لدى الإسرائيليين وسيعايرونه فيها في أوقات لاحقة.