خبر غزة كمثال- يديعوت

الساعة 09:53 ص|21 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

في الطريق الى حماستان في جبل المكبر

بقلم: يفعت ايرلخ

(المضمون: نحن نسعى لان نستورد الان الى القدس وان نجدر مدينة عاصمتنا حتى الجنون. هكذا، بكلتي يدينا، سنقيم حي حماستان في جبل المكبر - المصدر).

 

لقد دحرت المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الجيش الاسرائيلي على الجدار في قطاع غزة الى هوامش الاخبار. وهي تتواصل كل يوم، ولكن عندما يطلق المخربون النار ويطعنون في مراكز المدن، من الطبيعي أن المحاولات المتكررة لاقتحام الجدار تندحر الى الهوامش. وطالما أنها لا تجبي منا الضحايا بالطبع. هكذا هو الحال عندنا – فقط عندما يكون دم، تكون عناوين رئيسة.

 

غير أنه لا يمكن ان نفهم موجة الارهاب الحالية على نحو منقطع عن القصة الغزية. والجدار، الذي من فوقه ترشق الان الحجارة والزجاجات الحارقة، بغرض المس بجنود الجيش الاسرائيلي، هو لب لباب القصة.

 

لقد هربنا من المستنقع الغزي وتركناه من خلف الجدار. كم هذا مريح. فبرعاية ذات الجدار يمكن لنا أن نواصل اغماض العيون امام الواقع. فهذا هو بالضبط هدفه: ابقاء المشاكل خلفنا والامل بالخير. ولكن طبيعة المستنقعات هي ان يواصل البعوض التكاثر فيها، والجدران – كما هو معروف – لا توقف البعوض. ولا الصواريخ ايضا. ولا استخدام الارهاب من بعيد في يهودا والسامرة، في القدس وفي كل مدن اسرائيل.

 

في « الجرف الصامد » وفي حملات سابقة كانت لنا فرص لتجفيف مستنقع الارهاب، ولكننا خفنا من الثمن الدموي الذي سيجبيه اسقاط حكم حماس في غزة. وخوفنا عظم حماس فقط، وبالمقابل قزم السلطة الفلسطينية. وعندما فهم ابو مازن اين تهب الريح في الشارع الفلسطيني وكم يقف حكمه على جنحان دجاجة، انضم هو ايضا الى طريق الارهاب.

 

خفنا الغرق في الوحل الغزي. والان، بذات الوحل ترشقنا اليوم حماس وفتح على نحو مشترك، من خلال ارهاب في كل زاوية شارع في دولة اسرائيل. خفنا من غزة، حصلنا على غزة في رعنانا.

 

بدلا من استبدال القرص المشروخ، نعود الان بالضبط لنكرر ذات النغمة النشاز. ذات الطريقة الفاسدة – اخفاء الارهاب من خلف الجدار – نحن نسعى لان نستورد الان الى القدس وان نجدر مدينة عاصمتنا حتى الجنون. هكذا، بكلتي يدينا، سنقيم حي حماستان في جبل المكبر.

 

مغرٍ جدا التجدر. إذ أنه في المرحلة الاولى يخفض الفاصل المادي بالفعل مستوى الارهاب. ولكن المشكلة هي أنه برعاية الهدوء اللحظي نغرق في الروتين المدمن ونغمض عيوننا بقوة شديدة كي لا نرى ما تراكم من خلف الجدار. لا نرى الانفاق، لا نسمع اصوات التحريض. لا نتصدى لتعليم الكراهية، بل نبقي بانانية المشاكل للجيل التالي.

 

من خلف الجدران لا تقع معجزات. العكس هو الصحيح. الجدار هو دفيئة لارهاب مستقبلي، لانه رمز لغياب الحكم وللجبن. فقد سأل موسى اذا كان الناس يعيشون في مدن بلا حصون كي يدلهم على أن من يعيشون بلا حصون يشعرون بالامان. اما اذا كانوا محصنين من خلف الاسوار فهذا دليل على الضعف والهشاشة. وفي المكان الذي يوجد فيه ضعف وهشاشة، ينشأ العنف والارهاب.

 

من أجل البقاء لزمن طويل في الغابة الشرق اوسطية، يجب القضاء على الارهاب وليس تكنيسه من تحت الجدار. يمكن للجيش الاسرائيلي أن يواصل الجلوس على الجدار، قدم هنا وقدم هناك، ولكن آجلا أم عاجلا، من اجل اعادة السكينة الى الشوارع ستضطر دولة اسرائيل الى التغلغل الى داخل قلب غزة لتسقط حكم الارهاب.