خبر « جنود الاحتلال ».. بعضهم يخشى المواجهة وآخر ينسحب هارباً

إلى حد البكاء وصل الجندي المدجج بسلاحه , حين ركض خلفه طفل صغير أعزل لا يملك سوى ضحكات واثقة لا يتعدى سن الخمسة عشر , لينفجر ذاك الطفل من الضحك قائلا للجندي :« يآ أبله , أنا رايح ع الدكان مش لاحقك ».

الوسواس الذي بات يصاحب جنود الإحتلال وقطعان المستوطنين أينما حلوا في أرض فلسطين هي سكيناً تأتي على حين بغتة في رقبة أحدهم بينما يشد على سلاحه بكل قوة ويضغط على زناده مرتجفاً , هذا الوسواس المرحلة الذي يمر به جنود الاحتلال دفعهم لفقدان الثقة بأنفسهم ومن أفراد الجنود أمثالهم كذلك دفعهم لقتل أي روح يعتقدون بأنها تكاد تشبه الفلسطينية .

شعور الخوف والارتباك والارتجاف في ساعات الليل المتأخرة وفي ساعات الصباح الأولى وكذلك بقية النهار أجبرهم على عدم مغادرة منازلهم إلا تحت الأوامر القسرية من قبل حكومتهم , أو الانسحاب هرباً من طعنة شاب صغير لم يتعد العشرين من عمره .

تراجع

غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية المحتلة، أكد على أن الانتفاضة الجارية أوجدت حالة من الرعب في صفوف المستوطنين بالضفة، مشيرًا إلى تراجع هجمات المستوطنين منذ بدء عمليات الطعن.

وقال دغلس إن هجمات المستوطنين أصبحت مركزة وتتم بشكل جماعي على عكس ما كان سابقا؛ نتيجة الخوف من مواجهة الشبان الفلسطينيين. وأكدّ أن الهجمات التي ينفذها المستوطنين هي أقل مما كانت سابقا، موضحا أنهم يشنون اعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين بحماية جنود الاحتلال.

وتشير التقارير الإخبارية إلى تراجع ملحوظ بين صفوف قوات الإحتلال المجبرين على مواجهة الشبان المسلحين بالإرداة والإيمان لأجل أرض أيقنوا أنه لن يحيا عليها غيرهم , مما دفع بالقرارات الصهيونية التي تنص على تسهيل منح السلاح للجنود وبكل أنواعه لتعبيد الطريق لهم وتيسيرها .

الانسحاب أولاً

وأظهرت معطيات استطلاع للرأي العام، أن نحو ثلثي سكان (إسرائيل) يؤيدون انسحاب الجيش والمستوطنين بشكل كامل من الشطر الشرقي لمدينة القدس.

وبحسب نتائج الاستطلاع، فإن من تشكّل نسبتهم 66 في المائة من الإسرائيليين يؤيدون الانسحاب الكامل من الأحياء الفلسطينية في الشطر الشرقي بمدينة القدس المحتلة، بينما عارض ذلك 29 في المائة من الإسرائيليين.

وأفادت نتائج الاستطلاع التي نشرتها صحيفة معاريف العبرية الصادرة اليوم الجمعة، بأن نحو 67 في المائة من الإسرائيليين غير راضين عن طريقة تعامل رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو، مع انتفاضة القدس.

 وأيّد 61 في المائة فرض مقاطعة اقتصادية ضد المواطنين الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 1948، في حين عارض 29 في المائة من الإسرائيليين ذلك. وذكرت الصحيفة العبرية، أن 58 في المائة من الفئة المستطلعة آراؤها، أيّدوا تطبيق مقترح الوزير الإسرائيلي المُغتال رحبعام زئيفي، والمعروفة بـ « الترانسفير الطوعي »، ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

وفيما يتعلق بملف الأمن، قال 65 في المائة من فلسطينيي الداخل إنهم لا يشعرون بالأمن لدى التجول قرب الأحياء والمستوطنات اليهودية، بينما قال 92 في المائة من اليهود إنهم لا يشعرون بالأمن لدى تجولهم بالمدن العربية داخل أراضي الـ 48، كما أنه 80 في المائة منهم لا يشعرون بالأمن بالتجول في المدن المختلطة التي تضم مستوطنين وفلسطينيين كالرملة ويافا وعكا واللد وحيفا.