خبر هل سينجح كيري في وقف الانتفاضة؟

الساعة 02:27 م|19 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

مع اقتراب زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لـ « إسرائيل » ورام الله للالتقاء برئيس الوزراء « الإسرائيلي » بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، بهدف وقف الانتفاضة الشعبية والعودة للهدوء، يرى محللون أن هدف كيري لن يرى النور دون تقديم ضمانات للفلسطينيين من شأنها وقف التقسيم في المسجد الأقصى ووقف الإرهاب « الإسرائيلي » والتوسع الاستيطاني. مجمعين على أن الوضع بعد الانتفاضة الحالية سيكون أفضل حالاً مما كانت عليه قبلها.

الكاتب والمحلل الفلسطيني مصطفى الصواف، أكد لـ « فلسطين اليوم »، أن زيارة كيري للمنطقة هدفها معلن وهو « وأد الانتفاضة الجماهيرية » والعودة للهدوء. معرباً عن اعتقاده أن الرئيس محمود عباس لن يرفض الاستجابة للطلب الأمريكي، ولكن في نفس الوقت يريد أن يحقق مكاسب سياسية من خلال استثمار الانتفاضة.

وقال:« إن عملية وأد الانتفاضة ستكون محاولة، لكن تحقيق هذا الهدف الأمريكي يتوقف على مدى الإرادة لدى الجمهور الفلسطيني المنتفض في وجه الاحتلال نتيجة الإجرام وهذا الإرهاب وحق الفلسطينيين والمقدسات. مضيفاً أنه إذا كانت إرادة جماهيرية بمشاركة تنظيمية أقوى مما هي عليه الآن، فلا أحد سيستطيع أن يقف أمام إرادة الشعب الفلسطيني المعروف عنه بأنه صاحب إرادة قوية ويريد أن يحقق مكاسب من خلال الانتفاضة أقلها وقف الجرائم الصهيونية والتوسع الاستيطاني والتقسيم الزماني والمكاني للأقصى.

وشدد على أنه بدون تحقيق المكاسب التي يريدها الشعب فلن يستجيب لأي محاولة حتى لو تدخلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية بكل ما لديها من قوة.

وعن دور الأجهزة الأمنية، أوضح الصواف أن الأجهزة الأمنية رغم صمتها ووقوفها على الحياد وعدم التدخل الظاهر، فهي تقوم بعمليات اعتقال واستدعاء لعناصر ناشطة حتى لا يكون للانتفاضة قيادة تصعب من مهمة القضاء عليها متى أرادت. مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية الآن تخشى التدخل حتى لا تتحول المواجهة بينها وبين المواطنين ، إلى جانب عدم وجود أي عرض من قبل أمريكا وإسرائيل مقابل وقف هذه الانتفاضة.

واتفق الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل مع الصواف في أن كيري لن يستطيع تحقيق هدفه. وأوضح عوكل، أن كيري يريد هدوء فقط، وهذا أـمر مرفوض فلسطينياً. إلى جانب أنه فشل على مدار تسعة أشهر في إدارة المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني و »الإسرائيلي« .

وأعرب عوكل عن اعتقاده بان ملف المفاوضات غير قابل لأن يفتح مرة أخرى، كون نتنياهو يضع شروط قاسية، أما شروط فلسطينية معتدلة. مؤكداً أن هذه الانتفاضة لا يمكن لها أن تهدأ بكلمة، وأن كيري ليس لديه ما يقدمه للفلسطينيين.

وأوضح، لـ »فلسطين اليوم« أن كيري قادم للضغط على الفلسطينيين فقط، ولو أنه يحمل شيئاً جديداً لأعلن موقفاً إزاء ما تفعله اسرائيل بالفلسطينيين، وباخترافها للاتفاق مع الأردن حول المسجد الأقصى.

من جهة أخرى، أوضح عوكل أن لقاء كيري بالعاهل الأردني يهدف إلى تحييد الأردن وعدم دعمها بالمواقف للفلسطينيين لإضعافهم وتقوية الموقف الإسرائيلي.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أنه في كل الحالات فالواقع لن يكون كما كان قبل الهبة الجماهيرية التي ستهدأ بعد حين. موضحاً أن مخلفات الانتفاضة عميقة جداً ومهمة على صعيد الداخل الإسرائيلي، والقدس والمستوطنين. وأنها ستخدم سياسة نزع الذرائع من الإسرائيليين وبالتالي دعم مسار التقدم الفلسطيني في الأمم المتحدة.

وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد طالب الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وقف الأحداث الجارية والعودة للهدوء، وداعيا الطرفين إلى »ضبط النفس".

وتشهد الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتان منذ أسبوعين ونصف الأسبوع انتفاضة شعبية ضد السياسات الاسرائيلية العنصرية ضد المقدسيين والمقدسات، راح ضحيتها 46 شهيداً وأكثر من 5000 جريح في (القدس والضفة وقطاع غزة).