خبر الان يجب الانتصار -معاريف

الساعة 10:29 ص|19 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: عوزي دايان

لواء احتياط ورئيس مجلس الامن الاسرائيلي

 (المضمون: المعركة التي نعيشها لن تنتهي في غضون ايام وعلينا أن نكون مستعدين حتى لاشتدادها واتساعها، ولكن على الحياة ان تستمر. أما الان فيجب ان ننتصر - المصدر).

اسبوع جديد أمامنا ومعقول الا يكون أسهل من سابقة. فنحن نعيش معركة لن تختفي من تلقاء ذاتها ومحظور أن تنتهي بانجاز للفلسطينيين. علينا أن نعالج الوضع هنا والان، في الوجه الامني وفي الوجه الجماهيري على حد سواء.

باديء ذي بدء، مطلوب اعادة الامن الشخصي من خلال احباط ومنع العمليات وتصفية الحساب الفوري مع الارهابيين وعائلاتهم. للاحباط وللمنع مطلوب قوات كثيرة. يجب مواصلة تعزيز قوات الشرطة بوحدات من الجيش الاسرائيلي لتنفيذ الدوريات، الحواجز، « الاغلاقات » و « الاطواق » بل وفرض حظر تجول على احياء عربية في القدس. كل هذه لن « تقسم القدس »، مثلما لن يقرر الجدار الامني خط الحدود المستقبلي. كما أن هذا هو الوقت السليم للسماح للمواطنين الخبيرين والمصداقين بان يحملوا السلاح واعادة النظر في القرار المتهور والمتزلف للشعب لتقصير الخدمة العسكرية.

في العمليات التي لا ننجح في منعها أو احباطها، مهم الا يخرج منفذ العملية نظيفا وعائلته تدفع ثمنا باهظا – هدم البيت أو قسم منه، مصادرة الاملاك، سحب الحقوق، وبخاصة الاقامة الدائمة، بل والابعاد. فبحث أجريناه في فترة ارهاب الانتحاريين أظهر ان قلقهم الاساسي كان ماذا سيحصل لعائلاتهم ومنازلهم.

من المهم ان يكون الرد سريعا ومصمما – في غضون بضعة ايام، وثمة اهمية عليا لان يأتي انهاء موجة الارهاب هذه على ايدينا – دون أي انجاز للفلسطينيين. السلطة الفلسطينية مسؤولة عن موجة الارهاب واذا ما كسبت منها فستكون هذه سابقة خطيرة (اخرى). من الصحيح ان نتهمها وان نطالبها، ولكن لا أن نعول عليها، فما بالك انها لا يمكنها أن توفر البضاعة. كما ان « المفاوضات ستؤدي الى الهدوء » هو شعار عديم الاساس. نحن لا نعارض بالطبع المفاوضات، ولكننا نتذكر موجات ارهاب اعلى من هذه عشرة اضعاف في زمن اتفاقات اوسلو، التي اعطت ظاهرا « افقا سياسيا » وآمالا (عابثة).

ان المعركة التي نعيشها لن تنتهي في غضون ايام وعلينا أن نكون مستعدين حتى لاشتدادها واتساعها، ولكن على الحياة ان تستمر. القلق مفهوم وطبيعي، ولكن محظور علينا أن نخدم حفنة من الارهابيين، وان نعطل روتين الحياة، ونمس بالمعنويات ولاحقا بالاقتصاد. يجب أن نواصل العمل، الدراسة، التنزه، التوجه الى المناسبات الثقافية والا ندخل الى الخندق.

هنا مطلوب مسؤولية وطنية وقدوة شخصية. محظور على أي محفل أن يمتطي موجة الارهاب ويستغل الوضع للشقاق والنزاع بين الاخوة. هذا أمر ملزم ايضا لمحافل المعارضة وبالاحرى اعضاء الائتلاف. فانعدام المسؤولية المتطرف يبديه سياسيون ورجال دين عرب، ينجحون في تحريض قسم من الجمهور العربي. ينبغي أن نعالج الاعداء من الداخل بقبضة حديدية وبكل شدة القانون، قبل أن يجلب حربا أهلية لا سمح الله.

هذا هو أمر الفترة، الى أن تأتي ايام اخرى. وعندها سيتعين علينا ان نحقق أهدافا بعيدة المدى، في اقرار نظام في الحرم، سياسة بناء وغيرها. أما الان فيجب ان ننتصر.