اكدوا على خطورة نقل الرواية الإسرائيلية إلى إعلامنا الفلسطيني

تقرير خبراء يحذرون من نقل الرواية الإسرائيلية ويدعون لمواجهة « البروباغاندا » الصهيونية

الساعة 07:14 م|15 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

لُوحِظَ في الآونة الأخيرة تبني عدداً من الوسائل الإعلامية الفلسطينية ومواقع التواصل الاجتماعي بشكلٍ واضح للروايات الإسرائيلية المتعلقة في العمليات الفدائية والأحداث المندلعة في الضفة والقدس المحتلتين.

ولا تتحقق تلك الوسائل من الروايات « الإسرائيلية »، حتى أن بعضاً من تلك الوسائل لا تكلف نفسها عناء تنقية المادة من المصطلحات الصهيونية، بدافع الحصول على أسبقية نشر الخبر أو لأهداف أخرى.

 ومن المعروف أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تسعى بكل أدواتها لنقل الروايات المشبوهة المضللة والأخبار المكذوبة التي تريد نقلها إلى الرأي العام الفلسطيني بل والعالمي عبر إعلامنا الفلسطيني لتحقيق أهداف عدة أبرزها تأليب الرأي العام العالمي على الانتفاضة، وجلب التعاطف العالمي من وراءها لصالحها تلك الإخبار.

ولم تتوقف وسائل الإعلام الإسرائيلية عن « دس » مواد وروايات مضللة عبر رقابتها العسكرية بغية نقلها للإعلام الفلسطيني عبر الترجمة، ومن المعروف أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية هي من يدير الوسائل الإعلامية الإسرائيلية بل ويدير عدد منها ضباط في جهازي الشاباك والموساد الإسرائيلي.

« فلسطين اليوم » تحدثت إلى خبيرين في الإعلام الفلسطيني للوقوف على ظاهرة نشر الرويات الإسرائيلية دون تدقيق أو تمحيص، ومعرفة تداعيات نشر تلك الروايات على القضية الفلسطينية وانتفاضة القدس، ولمعرفة ضوابط وأدبيات النقل عن العبرية، مع تقديم سلسلة من النصائح للإعلاميين ونشطاء التواصل الاجتماعي.

الصحفي صالح المصري مدير ورئيس تحرير وكالة « فلسطين اليوم » الإخبارية ومنسق اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الفلسطينية أكد ان عدداً من الإعلاميين ومؤسساتهم وقعوا في فخ النقل من الإعلام الإسرائيلي من حيث لا يدرون.

 الصحفي المصري: عدد من الإعلاميين ومؤسساتهم وقعوا في فخ النقل عن الإعلام الإسرائيلي من حيث لا يدرون


صالح المصري

وأوضح المصري لـ« فلسطين اليوم » ان نشر الروايات الإسرائيلية الموجهة وما تحويه من دسائس ومصطلحات دون تدقيق أو تمحيص بمثابة تبني للرواية الإسرائيلية، الأمر الذي يؤثر على القضية الفلسطينية ككل وقد يكون عامل تأليب ضد انتفاضة القدس.

وحسب المصري فإن المنظومة الأمنية العسكرية الإسرائيلية عبر أداة الإعلام نجحت للأسف في « دس » عدد من المواد الإعلامية عبر إعلامنا الفلسطيني بطريقة أو بأخرى.

وقال الصحفي المصري: « جزء كبير من الحرب الدائرة (حرب إعلامية) لذلك علينا أن نتنبه لموضوع التغطية خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي ».

وأضاف: على الإعلامي الفلسطينية والمؤسسة الإعلامية ان تنظر بعين الريبة والشك والحرص في كل حرف وصورة وكلمة ينشرها الإعلام العبري، وضرورة أن نتنبه لمكائد وشراك الاحتلال التي ينصبها في إعلامه« .

وأشار إلى أن الإعلام العبري يتبع للمنظومة الأمنية الإسرائيلية ولن ينقل حرفاً ولا كلمة ولا صورة إلا بعد مرورها بالبوابة الأمنية ضمن إستراتيجية »حارس البوابة« .

ودعا الإعلاميين الفلسطينيين إلى ضرورة التحقق من الروايات الإسرائيلية عبر مصادر فلسطينية موثوقة كي لا يكون الإعلام معول تأثير سلبي على انتفاضة القدس، مؤكداً ضرورة أن يقود الإعلام الفلسطيني المرحلة والانتفاضة بحذر وروية وسياسة حكيمة.

المصري: نشر الرواية الإسرائيلية دون تحقق قد يضيع حقوق شعبنا ومظلوميته أمام العالم

وتابع: الاحتلال في كثير من ما يحصل في القدس والضفة خاصة العمليات الفدائية يوهم العالم أنه يقوم بقتل وإعدام إرهابيين، رغماً أن عدداً من العمليات المزعومة لم يتم التحقق منها عبر مصادر فلسطينية لكن المشكلة ان الإعلام الفلسطيني نشر تلك المعلومات حرفياً كما ادعاها الاحتلال الأمر الذي يُعدُ أمام العالم تبنياً لرواية الاحتلال.

وأوضح المصري أن نشر الرواية الإسرائيلية قد يضيع حقوق شعبنا ومظلوميته أمام العالم.

وأشار إلى أن الاحتلال يستخدم الإعلام الإسرائيلي بدقة في ظل حالة التيه الذي يعانيه الإعلام الفلسطيني لأسباب عدة.

ودعا المصري إلى ضرورة »تبني رؤية إعلامية تؤخذ في الحسبان أننا شعب محتل، نراعي ذلك من حيث نشر الأخبار والصور والمعلومات، قائلاً:« المطلوب الحفاظ على الجبهة الداخلية الفلسطينية بأن تظل متماسكة وقوية لأننا في حالة حرب واحتلال ».

وعلى الرغم من عثرات الإعلام الفلسطيني إلا أن المصري أكد أن « إعلامنا يشكل كتيبة متقدمة في التصدي للرواية الإسرائيلية، لذلك كان الاستهداف المتعمد للصحفيين والمؤسسات الصحفية » .

الأكاديمي والخبير الإعلامي د. نشأت الأقطش اتفق مع سابقه في خطورة نقل الرواية الإسرائيلية إلى إعلامنا الفلسطيني.

وأوضح الخبير الاقطش لـ« فلسطين اليوم » أن نقل الرواية الإسرائيلية بعيداً عن تمحيصها يصاحبه تداعيات خطيرة على الرأي العام المحلي والعربي والدولي، ومن ابرز تلك التأثيرات التي ساقها تأليب الرأي العام العالمي على الفلسطينيين والمقاومة.

خبير إعلامي: على الإعلام الفلسطيني أن لا ينتظر الرواية الإسرائيلية وان تكون لنا روايتنا الخاصة لأننا أصحاب القضية


نشات الاقطش

وقال الاقطش: الإعلام الإسرائيلي يتلقى جميع أخباره من المنظومة العسكرية والسياسية والامنية الإسرائيلية، ويتم دراسة الاخبار المتعلقة بشان الأحداث المندلعة في القدس والضفة المحتلتين من الناحية النفسية والامنية والعسكرية وعلينا ان نكون واعين بدرجة كافية لتلك الدسائس.

وأضاف:من المسؤولية الوطنية عند الترجمة عن العبرية أن نتحلى بالمسؤولية الوطنية، ودراسة الخبر الإسرائيلي من حيث المصطلحات والأهداف ومدى تأثيره على الجمهور الفلسطيني، ولنطرح تساؤل عند كل خبر هل سيخدم هذا الخبر القضية الفلسطينية؟ ام لا؟.

 الأقطش: علينا ان لا نترك الخبر دون إيجاد رواية فلسطينية مضادة للروايات الإسرائيلية

وتابع:« المسؤولية الوطنية عند النقل من الوسائل الإسرائيلية تحتم علينا ضرورة جلب تعقيب فلسطيني على الخبر الذي يمس قضيتنا، وعلينا ان لا نترك الخبر دون إيجاد رواية فلسطينية مضادة للروايات الإسرائيلية، مع ضرورة عدم انتظار الرواية الإسرائيلية وان تكون لنا روايتنا الخاصة لأننا أصحاب القضية ».

وأشار إلى أن السبب الرئيس في تعثر الإعلام الفلسطيني مقارنة بحجم التحديات امام الإعلام الإسرائيلي عدم وجود رؤية وخطة وطنية إعلامية واضحة موحدة.

ودعا الأقطش الإعلاميين الفلسطينيين خاصة المحررين والمراسلين إلى ضرورة التنبه للرواية الإسرائيلية والتدقيق في المصطلحات والسموم التي يبثها الإعلام الإسرائيلي، مطالباً وزارة الإعلام الفلسطينية بضرورة إيجاد رؤية وطنية موحدة للمصطلحات المستخدمة في إعلامنا، وضرورة تبني رؤية واضحة تتعلق بضوابط النقل الإعلامي من الصحافة الإسرائيلية.