خبر «الجهاد الإسلامي» لفتح كل الجبهات ضد الإسرائيلي

الساعة 08:55 ص|15 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

عمار نعمة ـ السفير

«الانتفاضة ستستمر، والنبض الشعبي سيتصاعد بوجه العنصرية الإسرائيلية». بهذه الكلمات يلخص مسؤول «حركة الجهاد الإسلامي» في لبنان أبو عماد الرفاعي، واقع الحال اليوم في الأراضي المحتلة.

لا يقيس الرفاعي طبيعة الانتفاضة الحالية بما حصل في «هذه الأيام الأولى؛ إذ إنها مستمرة، ولن تسير على وتيرة واحدة، كما حصل في الانتفاضتين السابقتين عامي 1987 و2000». ويؤكد «أن شعبنا يمتلك نفساً طويلاً وإرادة لا تنكسر، وسيتصدى لسياسة الإعدامات والقمع الإسرائيلية».

يشير الرفاعي الى ميزتين اتخذتهما الحركة الشعبية الفلسطينية اليوم، أولاهما، شمولها الأراضي المحتلة كافة، بما فيها تلك التي احتلت العام 1948، وعدم اقتصارها على الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، «ما يُضفي دلالات بالغة الأهمية على طبيعة الصراع». ثانيهما، امتيازها بـ «حرب السكاكين» التي أصابت الإسرائيلي بالمفاجأة والإرباك.

ثمة دلالة كبيرة، بالنسبة الى الرفاعي، في أن اليأس لم يتسلّل الى الشباب الفلسطيني، إذ إن هناك أجيالاً جديدة، لا تذكر الانتفاضتين الأوليين، لا بل إن بعضها لم يعش الانتفاضة الأولى، وبالرغم من ذلك، فإنها آلت على نفسها الانتفاض على العدو الذي لم يتمكّن من مسح الذاكرة الفلسطينية.

ولكن ما هي أهداف الانتفاضة الحالية؟ هل هي مقتصرة على حماية المقدسات؟ أم أنها تذهب الى أبعد من ذلك؟

تحدد «الجهاد» هدفين أساسيين للحراك الفلسطيني الحالي: حماية المقدسات، وفي مقدمها منع التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، ومواجهة السياسة الإسرائيلية الواضحة لتهويد القدس. وكذلك تحرير الضفة ورفع الحصار عن غزة.

ويؤكد الرفاعي أن من شأن ما يحدث اليوم فتح المجال أمام إعادة ربط أرجاء الوطن الفلسطيني المحتل كافة، من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه، «وهو ما يعني عملياً إسقاط نهج أوسلو وتداعياته الخطيرة على الوضع الفلسطيني». ويلفت النظر الى انه «لا يمكننا أن نغفل عما يحدث في المناطق المحتلة العام 1948، والنضال الذي يخوضه شعبنا هناك، وما سينتج عنه من تغيرات».

ماذا عن تصعيد النزاع الى حرب مسلحة مع الإسرائيلي؟

«هذا الأمر يتوقف على ما سيُقدم عليه العدو». يجيب الرفاعي. «المعركة تتخذ أشكالاً متعددة. الشكل الذي تأخذه اليوم هو الانتفاضة الشعبية وحرب السكاكين». ويشير الى أن تطوّر العمل المسلح يأتي في سياق التصعيد الإسرائيلي سواء تجاه المقدسات، أو في سياسة القمع والقتل. «المعركة مفتوحة مع العدو ولدينا تكتيكات عديدة»، يقول الرفاعي.

ويلفت النظر إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يعيش أزمة حقيقية، فهو لم يحقق أي إنجاز في حروبه السابقة على الشعب الفلسطيني، كما أنه لم يتمكن من استغلال الواقع العربي الحالي.

إضافة الى ذلك، «فقد تم تحييد الإسرائيلي من قبل الولايات المتحدة وروسيا، اذ لم يعد له أي دور، ذلك أن الكيان الإسرائيلي الذي قدّم نفسه في الماضي على انه المنقذ للمشاريع الغربية، بات دوره غير موجود وإسرائيل باتت في حاجة الى مَن يحميها». ويتوقع الرفاعي أن ينحو رئيس الحكومة الإسرائيلية الى التصعيد في المرحلة المقبلة، ذلك أنه سيتأثر بالمجتمع الإسرائيلي الداخلي المتطرف، وسيحاول المزايدة عليه.

ولكن ماذا عن الظروف العربية المحيطة التي يعدها كثيرون غير مؤاتية للانتفاضة؟

«قاتل شعبنا وحيداً في الكثير من المعارك، إن لم يكن في جميعها»، يقول الرفاعي الذي لا ينفي أن الوضع العربي المأزوم سيؤثر على قدرة الفلسطينيين. من هنا، فإن الشعب الفلسطيني، حسب الرفاعي، سيعيد الاعتبار الى القضية الفلسطينية، وسيوحد العرب خلفها، وسيعيد فرضها على رأس الأولويات العربية والدولية «بعد فشل كل محاولات شطبها وإنهائها».

ترى «الجهاد» أنه من الواجب أن تنتفض الأمة لحماية مقدساتها، علماً أن تلك المقدسات ليست إسلامية فقط، بل هي مسيحية أيضاً. وتطالب بقطع العلاقات «العلنية» مع العدو، أو تلك التي أقيمت «تحت الطاولة» مع الإسرائيلي، كحد أدنى في هذه المرحلة.

أما عن الجبهات، فإن «الجهاد» تتمايز على حركة «حماس»، على سبيل المثال، التي لا تطالب بفتح المعركة مع الإسرائيلي عبر تلك الجبهات. ترى «الجهاد» أن «فتح الجبهات كافة مع العدو واجب على الأمة» لحماية مقدساتها، نظراً للخطر الداهم الذي يتهددها، ولا سيما المسجد الأقصى.