خبر الحوار بدلا من الاغلاق -هآرتس

الساعة 09:08 ص|14 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

في أعقاب العمليتين في القدس أمس، قال رئيس البلدية نير بركات انه يجب النظر في امكانية فرض اغلاق على احياء شرقي القدس. هذا قول مدحوض. فعلى مدى كل سنوات ولايته عاد بركات ليشرح بان التطلع الى الحياة المشتركة والطبيعية مصيره ان ينتصر ويؤدي الى التوحيد الكامل والتام للمدينة. وهو مؤمن كبير في سياقات « الاسرلة » للجمهور الفلسطيني في شرقي المدينة، وعمل كثيرا كي يفرض السيادة الاسرائيلية في الاحياء العربية.

في كل فرصة يلوح ايضا بالاستطلاعات التي تظهر ان قسما هاما من سكان شرقي القدس سيفضلون العيش تحت سيادة اسرائيلية حتى لو قامت دولة فلسطينية، ورد باحتقار الادعاءات بان الاحتلال، الظلم والمشاعر تجاه الحرم ستؤدي الى انفجار موجة عنف وتجبر اسرائيل على اعادة النظر في تعبير « القدس الموحدة ». اما تصريحه أمس فهو اعتراف لا لبس فيه بفشل مشروع استمر منذ 48 سنة، كل هدفه هو شطب الخط الاخضر في القدس وطمس الفروق بين شرقها وغربها.

ولكن هذا المشروع لم يفشل تماما، وهذا ما سيكتشفه من سيحاول فرض اغلاق على شرقي القدس. فمصادرة اراضي سكان شرقي المدينة، اقامة الاحياء اليهودية هناك، شبكات المواصلات والمستوطنات في قلب الاحياء الفلسطينية – كل هذه تجعل محاولة الفصل بين شطري المدينة، حتى ولو بشكل مؤقت ولاغراض امنية، متعذرة. وذلك دون أن نذكر المشاكل القانونية في مثل هذه الخطوة. فمعظم سكان شرقي القدس هم اصحاب هويات اسرائيلية (ذوو مكانة مقيم) وقلة منهم هم ايضا مواطنون اسرائيليون. فكيف سيميز افراد الشرطة في الحواجز بين المواطن والمواطن وبين المقيم والمقيم؟

ولكن فوق كل شيء، فان هذه لن تكون خطوة ناجعة ضد من يريد أن ينفذ عملية. فلا يمكن الاغلاق التام لمئات المعابر، الدروب، الشوارع والطرق التي تربط بين شطري المدينة. يثور اشتباه بان قول بركات ليس سوى خطوة علاقات عامة تستهدف اعتباره كـ « جولياني » القدس، أكثر مما هو لمنع العملية التالية. منذ بداية موجة العنف يحاول اصحاب القرار في الحكومة – ناهيك عن راكب الموجة، رئيس العمل اسحق هرتسوغ – القاء المسؤولية على الطرف الاخر وايجاد حلول سهلة: بدء باتهام الفلسطينيين والنواب العرب بالتحريض، عبر التعليمات بقتل المخربين في ساحات العمليات، والان فرض اغلاق على احياء شرقي القدس. كل هذه هي ستار دخان لانعدام الوسيلة لدى حكومة نتنياهو التي بدلا من اطلاق الافكار الهاذية الى الهواء، عليها ان تهديء الميدان من خلال الحوار وخطوات لبناء الثقة مع الفلسطينيين.