بالصور موسم البلح الغزي: « كويس وارخيص وابن ناس »

الساعة 10:35 ص|02 أكتوبر 2015

فلسطين اليوم

في ساعات الفجر الأولى من أوائل شهر أكتوبر ينتفض الحاج الخمسيني أبو رامي من فراشه، ويوقظ عائلته حتى طفلته التي لم تبلغ عدد أصابع يديها لمساعدته في جني ثمار النخيل، التي تؤمِّن للعائلة مصدر دخل موسمي.

ومع حلول موسم جني ثمار النخيل (البلح والرطب) في قطاع غزة تتحلق عائلات المزارعين كبيرهم وصغيرهم حول أشجار النخيل, مصطحبين معهم الأدوات الخاصة بالموسم كـ(الحبال والسلالم والأكياس).

وتشكل أشجار النخيل وثماره من البلح قيمة اقتصادية كبيرة في فلسطين وخاصة في قطاع غزة الذي يمتلك أكثر من 153 ألف نخلة، حيث يؤمِّن الموسم نافذة عمل واسعة للفقراء والعاطلين عن العمل.

ويحمل أبو رامي والذي يسكن مدينة دير البلح -سميت بذلك لكثرة أشجار النخيل فيها- عائلته على عربة (الكارو) التي يجرها حصان نحو أرضه القريبة من بيته والتي تحوي 23 شجرة نخل.

 

 تشكل أشجار النخيل وثماره من البلح قيمة اقتصادية كبيرة في فلسطين وخاصة في قطاع غزة الذي يمتلك أكثر من 153 ألف نخلة

يتسلق أبو رامي أشجار النخيل عبر حبل متين، ويبدأ بجني الرطب برفق، بعد ذلك يقصُ قطوف البلح وينزلها عبر حبال خاصة إلى زوجته وأولاده الذين ينتظرونه بالأسفل.

بعد ذلك تقوم العائلة بتنظيف « قطوف » البلح من الحبات الفاسدة، وفصل الرطب عن البلح، وفي ساعات ما قبل المغرب تغادر عائلة أبو رامي وقد أنهت يوم طويل في جني الرطب والبلح، حيث تعود إلى منزلها وقد أملئت عربة (الكارو) بعشرات الكيلوات من ثمار النخيل.

يقول أبو رامي الذي ورثَ تلك الأشجار عن والده: اعتبر النخيل جزء من عائلتي، واهتم به لحظة بلحظة.

ويوضح أبو رامي أن لشجر النخيل في التربية فنيات خاصة لا يعرفها إلا أصحاب تلك المهنة.

وأشار إلى أن أشجار النخيل لها مواعيد محددة للتعامل معها، حيث يتم التلقيح في شهر ابريل، وربط القطوف في شهر مايو خشية سقوطها من ثقل الحمل، وفي شهر أكتوبر يبدأ جني الثمار، لافتا أن النخيل بحاجة إلى أدوية خاصة للمحافظة على الشجرة والثمار من الحشرات والتسوس.

ويضم قطاع غزة أصناف عدة من النخيل وهي: الحياني (الأحمر)، والأصفر، وبنت عيش، والمجعبر، وأصبع العروس.

مدير عام التسويق في وزارة الزراعة بغزة م. تحسين السقا يوضح أن قطاع غزة حقق اكتفاءً من ثمار النخيل (البلح والرطب)، مشيراً أن القطاع صَدَرَ العام الماضي أصناف عدة من البلح إلى السوق الضفاوية.

 الزراعة: حققنا اكتفاءً ذاتياً من ثمار النخيل (البلح والرطب) في قطاع غزة والأسعار في متناول الجميع

وتوقع السقا في تصريحه لـ« فلسطين اليوم » ان يبلغ إنتاج المحصول للعام 2015 أكثر من 7 آلاف طن في اقل التقديرات، مشيرا أن جزء كبير من البلح يتم تخزينه في الثلاجات لتحويله لرطب، لافتاً ان ثمار البلح بصحة جيدة وعالية الجودة.

وأوضح السقا ان « أسعار البلح والرطب في متناول الجميع وبأسعار معقولة، حيث يبلغ سعر 3 كيلو البلح بـ 10 شواكل، والرطب بـ 4 كيلو بـ 10 شيكل ».

وتبلغ المساحة المزروعة بأشجار النخيل في قطاع غزة حوالي 7660 دونماً، مزروع بها 153 ألف نخلة.

ويغطي القطاع الزراعي حوالي 11% من نسبة القوى العاملة في قطاع غزة، أي ما يقارب 44 ألف عامل.

 وعرفت زراعة النخيل في فلسطين منذ آلاف السنين، وحظيت باهتمام المزارع الفلسطيني؛ كونها شجرة ذات قيمة اقتصادية كبيرة، ومنزلة دينية عظيمة، تعيش مئات السنين، ولقدرتها على تحمل العديد من الظروف المناخية، بالإضافة لقدرتها على النمو في التربة المالحة.

ويعتبر البلح من العناصر المهمة التي يقوم الإنسان بتناولها حيث أنها تحوي على العديد من الفيتامينات التي يحتاجها جسم الإنسان، كما أنه يحوي الكالسيوم وأيضا به نسبة من الدهون والسكريات والبروتينات التي يحتاجها الإنسان فكل كل هذه العناصر وأكثر توجد في البلح.



100a75ac54620eb94d1d504497ce5266

4a3591fd642a49a56939778e80160dd5

76e2f64bf6888d86a50c8633ef4da445