تحليل تباين آراء المحللين حول القيمة والمصداقية السياسية لخطاب عباس

الساعة 06:40 م|30 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

اختلف محللون سياسيون فلسطينيون حول الجدوى والقيمة السياسية لكلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه أمام الدورة الـ70 للأمم المتحدة في نيويورك مساء اليوم الأربعاء، والتي أعلن خلالها أنه « لا يمكن استمرار الالتزام بالاتفاقيات وعلى إسرائيل تحمل مسؤولياتها كسلطة احتلال ».

كما وجدد عباس التأكيد على أن الوضع الحالي غير قابل للاستمرار « وسنبدأ بتنفيذ هذا الإعلان بالطرق والوسائل السلمية والقانونية، فإما أن تكون السلطة الوطنية الفلسطينية ناقلة للشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال، وإما أن تتحمل »إسرائيل« سلطة الاحتلال، مسؤولياتها كافة ».

الكاتب السياسي البروفسور عبد الستار قاسم قلل من قيمة خطاب الرئيس عباس، معتبراً إياه « استجدائي من الطراز الأول لا يليق بالقضية الفلسطينية »

 قاسم: خطاب عباس استجدائي من الطراز الأول ولا قيمة سياسية له

ورأى البروفسور قاسم أن خطاب عباس « لن يكون له تداعيات إيجابية لصالح القضية الفلسطينية، ولا تداعيات سلبية على الاحتلال الإسرائيلي »، معتبراً أن الخطاب « لم يقدم جديد على الساحة السياسية الفلسطينية، غير أنه زاد من حالة الذل والاستجداء المهانة التي تعيشها السلطة ».

وأوضح أن مناشدة عباس للمجتمع الدولي والهيئات الأممية بضرورة توفير الحماية للشعب الفلسطيني مناشدة لا قيمة لها « العالم لا يحمي أحد، الحماية يجب أن تكون فلسطينية ذاتية ».

وأشار إلى أن عباس الذي توعد بإلقاء قنبلة في الأمم المتحدة، ألقى عبارات فضفاضة لا قيمة لها على الساحة الفلسطينية، قائلاً: البند المتعلق بان السلطة لا يمكنها استمرار الالتزام بالاتفاقيات مع الاحتلال الإسرائيلي فضفاض وغير محدد بأوقات زمانية لتفعيله، ولم يضع خطة وطنية كاملة حول ماهية الخطوات القادمة.

ورأى قاسم أن خطاب عباس « فارغ » لعدم تطرقه لإجراءات واضحة المعالم وإجراءات عملية.

 وأختتم توصيفه السياسي لكلمة عباس أن الحالة الفلسطينية ليست بحاجة للتباكي أمام الهيئات الأممية والدولية، وأنها بحاجة إلى إستراتيجية وطنية تحررية، وليست خطابات وشعارات فضفاضة لا قيمة لها.

المحلل السياسي مصطفى إبراهيم، وصف الخطاب بأنه « عادي وبحاجة إلى فعل على الأرض »، مشيرا إلى أنه تم رفع سقف توقعات الناس مما يمكن أن ينتج عنه ولكن الختام كان عبارة عن « قنبلة صوت وعنوان شعاراتي ومناورة لم تؤدي إلى انفجار القنبلة بعد ».

مصطفى إبراهيم: خطاب ضبابي وغير حقيقي وبحاجة إلى انتظار

وقال في تدوينة على صفحته الشخصية في فيس بوك: « هذا خطاب ضبابي وغير حقيقي وبحاجة إلى انتظار وتوضيح وخطوات عاجلة وتهيئة . إنه يمثل إعلانا بدون أسنان، وبحاجة إلى تفسير أكثر ».

وتساءل إبراهيم: « هل سيتم وقف التنسيق والتعاون الأمني والتنسيق المدني ووقف اتفاق باريس الاقتصادي والتعامل الاقتصادي والتجاري؟ وهل سيتخذ إجراء بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وحرية العمل السياسي مثلا وفتح نقاش وحوار وطني ورفده بحراك جماهيري وشعبي لحمايته؟ ».

معربا عن أمله في أن تكون هناك إجراءات حقيقية وان يبدأ العمل بإستراتيجية وطنية.

الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل اختلف مع سابقيه في توصيفه ورؤيته السياسية لخطاب عباس في الأمم المتحدة، واصفاً الخطاب بـ« الشمولي الناجح ».

ورأى الكاتب عوكل أن خطاب عباس لم يترك لمعارضين أو مؤيدين كلام؛ لشمولية الخطاب بما تضمنه من قضايا حساسة تمس صلب القضية والإنسان الفلسطيني.

عوكل: الخطاب تجاوز التوقعات وألقى أكثر من قنبلة من النوع القوي

وقال عوكل: لم أكن أتوقع أن تكون كلمة الرئيس عباس بتلك القوة على منبر الأمم المتحدة، وكنت أتوقع أن الضغوط السياسية الأمريكية على الرئيس عباس ستضعف من خطابه، لكن ما حدث العكس.

وأضاف: تضمن خطاب عباس شكوى فلسطينية مريرة تُحَمِلُ المجتمع الدولي والأمم المتحدة المسؤولية فيما وصلت إليه الساحة والقضية الفلسطينية، وما ستصل إليه الأوضاع في فلسطين.

وأشار عوكل إلى أن خطاب عباس ناجح بمضامينه السياسية، حيث ترك الباب موارباً للمجتمع الدولي لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي قبل انفجار الأوضاع وانهيارها بالكامل.

ولفت إلى أن تفاصيل ومضامين الخطاب يستعدي توافقاً فلسطينياً للاتفاق حول الإستراتيجية القادمة وتداعياتها.

وأكد أن الخطاب بحاجة إلى ترجمة وتطبيق عملي على ارض الواقع تكون أولى خطواته تجسيد الوحدة الفلسطينية وتمتين الجبهة الداخلية.

وحول انعكاسات خطاب عباس على الاحتلال الإسرائيلي، أوضح عوكل ان الخطاب بمثابة هزيمة سياسية إسرائيلية، مشيراً إلى ان « إسرائيل » تخشى تداعياته.