خبر اليوم : ترقب لقنبلة عباس ويليها رفع العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة

الساعة 06:07 ص|30 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

يقود الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) اليوم بمشاركة لفيف من قادة العالم المشاركين في الدورة الحالية للجمعية العامة للامم المتحددة مراسم رفع العلم الفلسطيني بناء على قرار الجمعية، أمام مقر المنظمة الدولية.

وتسبق هذه المراسم الخطاب الذي يلقيه الرئيس في الساعة السابعة من مساء اليوم حسب توقيت فلسطين المحلي (الرابعة حسب توقيت غرينتش).

ويتوقع أن يتطرق الرئيس أبو مازن في خطابه كما قال مصدر فلسطيني مقرب من الرئيس لـ «القدس العربي» الى إعادة النظر في كل الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل بسبب عدم التزام إسرائيل بها وما تنطوي عليه هذه الإشارة من مخاطر.

غير أن الدكتور أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قال لـ «القدس العربي» إن الرئيس سيعلن في خطابه تحلل الجانب الفلسطيني من اتفاقات المرحلة الانتقالية التي وقعت بعد إعلان المبادىء للسلام ويعرف باتفاق أوسلو، التي انتهكتها إسرائيل ولم تلتزم بها أصلا منذ عام 2002. وتشمل هذه الاتفاقيات، حسب مجدلاني، اتفاق باريس الاقتصادي والترتيبات الأمنية المشتركة، بما فيها التنسيق الأمني واتفاقية المعابر والتنسيق العسكري (لجان الارتباط). وأكد مجدلاني أن الخطاب لن يمس باتفاق أوسلو باعتباره إعلان مبادىء للسلام والتخلي عنه يعني التخلي عن السلام.

وأمل صحيفة «إسرائيل هيوم» الاسرائيلية اليمينة المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فنقلت عن مصادر فلسطينية قولها إن الرئيس أبو مازن عدل عن فكرة خطاب دراماتيكي ومؤثر في الأمم المتحدة انطلاقاً من أن الأمم المتحدة ليست المكان الذي يعلن فيه عن بيانات ومواقف بخصوص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. واعتبرت الصحيفة في تقريرها أن الضغوطات الأمريكية أتت ثمارها في موضوع محتوى خطاب الرئيس أبو مازن.

ولم تختلف الصحف العبرية كثيراً في هذا الأمر فيما يتعلق بتغطيتها لمجريات الأمور في المحفل الأممي.

ففي وقت تتطلع فيه الأنظار الى ما سيقوله الرئيس عباس في خطابه المرتقب أمام الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة وما سيقوله رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال خطابه غدا، لوحظ خلال خطابات الزعماء الذين شاركوا في الجلسة الافتتاحية تجاهل او تهميش الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني حسب ما نشرته صحيفة «هآرتس». وقالت «إن الموضوع الفلسطيني احتل جانبا هامشيا في خطابات الزعماء المختلفين وغاب عن خطابات البعض تماما كما في خطاب الرئيس اوباما».

واعرب أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عن خيبة أمله من خطاب اوباما، وتساءل: «هل يعتقد اوباما انه يمكنه هزم داعش او تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط من دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي؟».

وسمع الأمر نفسه في ختام اللقاء الذي عقده الرئيس عباس مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. فكيري لم يعرض أي خطوط سياسية جديدة وخرج المشاركون في اللقاء بانطباع يرى أن الإدارة لا تنوي المبادرة الى حل ملموس في الشأن الفلسطيني او ممارسة الضغط على إسرائيل.

وتطرق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قليلا في خطابه الى الموضوع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال إنه في ضوء تدهور الأوضاع يجب على المجتمع الدولي الضغط على الأطراف من أجل استئناف المفاوضات بين الجانبين.

كما تطرقت رئيسة البرازيل ديلما روسيف باختصار الى الموضوع. وقالت إنه «لا يمكن تأجيل إقامة دولة فلسطينية ولا يمكن تحمل توسيع المستوطنات». كما تطرق الملك الاردني عبدالله الى عملية السلام باختصار من خلال تصريح حول التصعيد في الحرم القدسي، قال فيه «إننا نرفض تهديد الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين وللطابع العربي للقدس».

الى ذلك نشرت صحيفة «يديعوت احرونوت» تصريحا لمحمود الهباش وزير الأوقاف السابق في السلطة الفلسطينية قال فيه «إن الرئيس الفلسطيني لن يفاجئ أحدا في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة». وأوضح: «لن تكون هناك مفاجأة لم تسمعها الجهات العربية والدولية من قبل».

وسيلقي ابو مازن خطابه في الأمم المتحدة في الساعة السابعة حسب توقيت فلسطين (الرابعة حسب توقيت غرينتش). ومنذ وصوله الى نيويورك في نهاية الأسبوع الماضي التقى ابو مازن بكيري والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وقال الهباش ان لقاء ابو مازن وكيري كان صعبا. اوضح ابو مازن خلاله استعداده للعودة الى مفاوضات حقيقية مع إسرائيل إذا تم خلالها تجميد الاستيطان وقامت إسرائيل بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من اسرى ما قبل اوسلو.

وادعى مصدر فلسطيني رفيع ان كيري طلب من ابو مازن عدم اتخاذ قرارات كبيرة كوقف الالتزام الفلسطيني بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل وعدم تقديم استقالته خلال النصف سنة القريبة. وقال كيري لعباس إن الادارة الأمريكية تحتاج الى نصف سنة لإنهاء الاتفاق النووي مع إيران ومن ثم ستكرس الوقت لدفع العملية السلمية الإسرائيلية – الفلسطينية. وحسب المصدر فإن ابو مازن لم يرفض او يعلن قبوله لطلب كيري ولكن قبول الاقتراح سيكون منوطا بضمانات أمريكية تلتزم الإدارة من خلالها بأنه في حال فشل جولة المفاوضات المقبلة، ستعترف بالدولة الفلسطينية، ولن تعارض تقديم مسودة قرار الى مجلس الأمن يطرح خطة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

يشار الى أنه ستسبق خطاب أبو مازن في الأمم المتحدة مراسم رسمية أمام مقر الجمعية العامة سيتم خلالها رفع العلم الفلسطيني لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة. وقال ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية إن نتنياهو «سيحاول التعبير أمام المجتمع الدولي عن مشاعر المواطنين الإسرائيليين بعد توقيع الاتفاق النووي وتوقعات إسرائيل من المجتمع الدولي». كما سيتطرق خطاب نتنياهو إلى العملية السلمية مع الفلسطينيين وسيطالب بوقف التحريض الفلسطيني في موضوع الحرم القدسي.