خبر قنبلة عباس غداً وحماس تشكك في قوتها

الساعة 05:40 ص|29 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

قبل يوم واحد من خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي كشف في حديث لـ «القدس العربي» أنه سيختتمه بـ«قنبلة»، يعلن فيها موقفه القادم من تهرب إسرائيل من عملية السلام، قللت حركة حماس الخصم السياسي القوي على الساحة الفلسطينية، من أهمية هذا الخطاب.

وقال الدكتور إسماعيل رضوان القيادي في حماس لـ «القدس العربي» إنه لن يحمل سوى «جمل نارية» دون مضمون حقيقي، في وقت قال فيه مسؤول فلسطيني إن تصريحات الرئيس المصري بشأن عملية السلام جرى اجتزاؤها.

وقال إن حركة حماس لا تتوقع أن يتخذ الرئيس عباس أي قرار مهم خاصة في «القضايا الاستراتيجية الأساسية».

وبرر موقف حماس هذا بالقول إن الرئيس عباس لم يسبق ذهابه للأمم المتحدة، بالإعلان عن وقف «التنسيق الأمني»، كذلك لم يعمل على ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، ولم يدع لعقد اجتماع للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، من أجل اتخاذ موقف مشترك تجمع عليه كل الفصائل الفلسطينية، يضع خطة للمرحلة المقبلة.

والمعروف أن حركة حماس تشارك ووفق اتفاق مسبق، في الإطار القيادي المؤقت للمنظمة، الذي يضم اللجنة التنفيذية والأمناء العامين للفصائل، رغم عدم انضوائها تحت لواء المنظمة، هي وحركة الجهاد الإسلامي.

ودعت حماس قبل أسابيع إلى عقد اجتماع للإطار القيادي، للاتفاق على برنامج عمل مشترك.

واتهم القيادي رضوان الرئيس عباس بـ»التفرد بالقرار السياسي الفلسطيني»، وقال إنه «يعتبر التنسيق الأمني مع إسرائيل عملا مقدس». وأشار إلى أن هذه الحالة «لا تعكس أي متغيرات جدية وحقيقية على الأرض»، لافتا إلى أن الخطاب المتوقع للرئيس عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم غد الأربعاء سيكون «خطابا ناريا في بعض المواقف». وقال أيضا إنه «لن يكون أكثر من عملية تصعيد إعلامي لا رصيدا عمليا على الأرض له».

وجاءت تصريحات القيادي في حماس، ردا على تصريحات الرئيس السابقة لـ «القدس العربي» التي أعلن خلالها أنه سيلقي في ختام كلمته في الأمم المتحدة «قنبلة» دون أن يعلن عن ماهيتها.

وتبع ذلك أن كشف مسؤولون كثر أن الرئيس سيعلن عن وقف العمل في الكثير من الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل ضمن «اتفاق أوسلو» ومنها وقف التنسيق الأمني.

إلى ذلك أكد القيادي رضوان أن حماس ترى أن المطلوب في هذه المرحلة هو اتخاذ الرئيس «خطوات عملية» تشمل وقف التنسيق الأمني، وترتيب البيت الفلسطيني، وعقد اجتماع للإطار القيادي المؤقت، وتجديد الثقة في مؤسسات السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، وكذلك بناء نظام سياسي فلسطيني على أساس الثوابت وحماية المقاومة.

وسألت «القدس العربي» القيادي في حماس إن كانت الحركة ستدعم الرئيس في حال اتخاذه قرارا يوقف بموجبه «التنسيق الأمني» مع إسرائيل، فقال إنهم يدعمون أي قرار يحافظ على الثوابت الفلسطينية، لكنه عاد وأكد أن حماس «لا تتعامل بانتقائية» وأنها تريد «بناء استراتيجية فلسطينية قائمة على أساس الشراكة وحماية الثوابت».

وجاءت تصريحاته هذه قبل يوم واحد من كلمة الرئيس عباس أمام الجمعية العامة، وفي ظل لقاءات عديدة يجريها مع العديد من الرؤساء والمسؤولين الدوليين، لحشد تأييد كبير لموقفه في مواجهة إسرائيل السياسية.

وكان مسؤول فلسطيني قد أكد لـ «القدس العربي» أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي التقاه الرئيس في نيويورك يوم السبت الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد طلب منه أن يتراجع عن الخطوة التي يريد اتخاذها والإعلان عنها في آخر خطابه الذي سيلقيه في الأمم المتحدة نهاية الشهر، وأنه أبلغه بأن خريطة المنطقة السياسية لا يمكن لها أن تتحمل أي إجراءات جديدة من شأنها أن تساهم في تأجيج الأوضاع أكثر.

واستبق كيري الطلب من الرئيس بالتراجع عن خطواته، بأن استفسر منه عن تفاصيل دقيقة في خطة التحرك الفلسطينية المقبلة، وأكد له على عدم موافقة الإدارة الأمريكية عليها.

وأكد المسؤول أن ذات الطرح والمطالب كانت الإدارة الأمريكية قد طلبتها من الرئيس عباس، قبل أن يطلب حصول فلسطين على صفة عضو كامل من مجلس الأمن الدولي، ووقتها أفشلت الإدارة الأمريكية هذه الجهود، قبل أن يلجأ في العام الذي تلاه لطلب الأمرذاته من الجمعية العامة، التي صوتت بالأغلبية لمشروع القرار.

ولا يخفي المسؤولون الفلسطينيون أن هناك ضغوطا كبيرة تمارس على الرئيس عباس والقيادة السياسية من الإدارة الأمريكية ومن أطراف عديدة أخرى لوقف أي قرارات ستتخذ في المستقبل.

وكشف المصدر أن اللقاء الذي عقد في مقر إقامة الرئيس بفندق ميلينيوم في نيويورك «لم يغير موقف الرئيس الفلسطيني ولا يوحي بأي تأثير أمريكي على (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو»، حيث لا نزال أمريكا عاجزة عن إلزامه بأي بند من بنود السلام أو شروط الاستقرار.

ومن المقرر أن تجتمع اللجنة الرباعية للسلام غدا في نيويورك، أي اليوم الذي سيخطب به الرئيس عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وستصدر قرارات في محاولة منها لإنقاذ عملية السلام.

وقال المصدر في تعقيبه على اهتمام إسرائيل البالغ بتصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ودعوته لتوسيع دائرة السلام بضم دول عربية أخرى للعملية، إن الإعلام الإسرائيلي «اجتزأ» اقوال السيسي.

وأضاف «الرئيس المصري وطني وقومي بامتياز ويدافع عن فلسطين في كل المحافل وكان يتحدث عن مبادرة السلام العربية لكن الإعلام الإسرائيلي اجتزأ عبارات يريدها من خطابه وقام باقتطاعها والتركيز عليها لإفقاد المضمون لصالح غاية خاصة بهم».

وكانت تقارير قد نقلت عن السيسي اقتراحه بتوسيع دائرة التسوية مع إسرائيل لتشمل عددا أكبر من الدول العربية. وطالب الرئيس المصري بتكثيف الجهود من أجل التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، وعبر عن تفاؤله بإمكانية تحقيق ذلك.

وكان السيسي الذي التقى قبل يومين بالرئيس عباس، على هامش اجتماعات الجمعية العامة، قد أكد أن القضية الفلسطينية ستظل «قضية العرب المحورية»، مشيرا إلى الأولوية التي تتمتع بها تلك القضية في السياسة الخارجية المصرية.

ونقل عن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير علاء يوسف، قوله إن السيسي أكد مساندة مصر للحقوق الفلسطينية، مستعرضاَ مساعيها الدؤوبة لمساعدة الشعب الفلسطيني على إقامة دولته الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ولاقت تصريحات السيسي عن توسيع دائرة السلام مع « إسرائيل »، باهتمام كبير من الأخيرة، وأبدى نتنياهو ترحيبه بالدعوة، وناشد الرئيس عباس بالعودة مجددا إلى طاولة المفاوضات بغية دفع عملية التسوية إلى الأمام.