خبر ليس ايقافا للروس بل تنسيق معهم فقط- معاريف

الساعة 09:13 ص|17 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: ألون بن دافيد

 (المضمون: روسيا هي دولة لغرض الربح. وهي لا تدعي ادارة سياسة اخلاقية، وليس لديها أي نية لان تراعب مصلحة اجنبية عندما لا تخدمها هذه. ووقفتها الى جانب الاسد بالذات تناسب المصلحة الاسرائيلية – فهي كفيلة بان تؤدي الى الاستقرار - المصدر).

لا حاجة للمبالغة في التهديد المحدق باسرائيل من نشر قوات روسية في سوريا، ولا في أهمية اللقاء بين نتنياهو وبوتين أيضا. فعندما يصل هذا الى بوتين فانه حتى رئيس الوزراء الذي « يحقق كل ما يريد » يعرف كيف يفهم قيوده. فنتنياهو لا يسافر الى موسكو كي يوقف انتشار قوات الجيش الروسي في سوريا – بل يسافر كي ينسق فقط.

تعد روسيا بنية تحتية لقاعدة جوية في سوريا، ينتشر فيها أكثر من ألف عسكري روسي ومعهم طائرات قتالية من طراز ميغ29 وبطاريات دفاع جوي من طراز SA-22 . كما سترابط في القاعدة ايضا قوة من البحارة مزودة بدبابات T-90، هدفها الدفاع عن القاعدة وليس المشاركة في الحرب الاهلية.

 

يستخدم جيش الاسد بطاريات SA-22  منذ عدة سنوات. وهذه منظومة من مضادات الطائرات المتطورة وللمدى القصير والمتوسط، تلقائية، حتى قبل بضع سنوات كانت تعتبر تحديا هاما لسلاح الجو. ولكن اذا ما استندنا الى منشورات أجنبية، فانها لا تمنع من ان يهاجم في سوريا مرة كل بضعة اشهر.

الفرق هذه المرة هو أن المنظومة سيشغلها جنود روس وهذا بات يتطلب تنسيقا، ليس فقط مع اسرائيل، بل ومع كل قوات التحالف ضد داعش والتي تعمل في سماء سوريا. ولهذا الغرض مطلوب تفاهم على ما ستكونه قواعد اشتباك البطاريات الروسية، كيف ستشخص الطائرات التي ستظهر لها على الرادارات وتمتنع عن اشتباكات غير مرغوب فيها.

هكذا ايضا بالنسبة للطائرات. فسلاح الجو السوري يستخدم طائرات ميغ 29 منذ أكثر من عقدين. وتعرف اسرائيل هذه الطائرة جيدا، تدربت في مواجهتها، ولكن ينبغي تحديد قواعد لمنع لقاءات غير مرغوب فيها بين طيارين روس واسرائيليين. في حرب الاستنزاف قاتل طيارون اسرائيليون ضد الروس. وانتهت المعركة بـ 0:5 في صالح اسرائيل، وأي من الطرفين لا يرغب في تكرارها.

لاسرائيل هام ان تمتنع روسيا عن ان تنصب في المنطقة منظومات كفيلة بان تعرقل حرية الطيران الاسرائيلية، مثل الـ S-400والـ S-300. كما أن اسرائيل لا ترغب في أن ترى روسيا تنشر طائرات متطورة مع قدرات تملصية في سوريا. وبالنسبة للتخوف من تسريب منظومات متطورة الى حزب الله: فقد سبق لنتنياهو أن طلب هذا في الماضي من بوتين، ولكن هذا لم يمنعه من أن يبيع مثل هذه المنظومات لسوريا، في ظل العلم الواضح بان بعضها مخصص لحزب الله.

 

   روسيا هي دولة لغرض الربح. وهي لا تدعي ادارة سياسة اخلاقية، وليس لديها أي نية لان تراعب مصلحة اجنبية عندما لا تخدمها هذه. ووقفتها الى جانب الاسد بالذات تناسب المصلحة الاسرائيلية – فهي كفيلة بان تؤدي الى الاستقرار، والذي هو في هذه اللحظة السيناريو الافضل من ناحية اسرائيل. الاسد، النازف والضعيف، سيبقى يحكم في دمشق وموانيء البحر، داعش سيبقى في الشرق وحزب الله سيبقى منشغلا في سوريا.