خبر يستطيع ولا يريد -هآرتس

الساعة 11:10 ص|16 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

في لقاءاته مع زعماء اوروبيين، بما في ذلك في زيارته الاسبوع الماضي الى بريطانيا، يقول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، انه « مستعد لاستئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، بلا شروط مسبقة، لعقد المفاوضات و... مستعد لفعل هذا بشكل فوري ».

في اسرائيل، في حديثه مع نساء اضربن عن الطعام امام بيته، اضاف رئيس الوزراء شروطا مسبقة: اعتراف الفلسطينيين باسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي، وتجريد فلسطين من السلاح. عشية الانتخابات أعلن نتنياهو بان في فترة ولايته لن تقوم دولة فلسطينية، وبالتالي ما هو معنى استعداده لاستئناف المفاوضات؟ على ماذا سيتفاوضون؟ المشكلة مع رئيس الوزراء هي أنه اذا كان له موقف في المسألة الاكثر مركزية لمستقبل اسرائيل – علاقاته مع الفلسطينيين – فانه يخفيه، وما يقوله يتقرر حسب الجمهور الذي يستمع اليه. لمقترعيه ينقل رسالة واحدة، أما للاوروبيين فرسالة معاكسة.

 ان استعداد نتنياهو لاستئناف المفاوضات عديم المعنى؛ وكأنه لم يقل. من الافضل ان يفهم محادثوه الاوروبيون الامر. رئيس الوزراء ملزم بان يقرر اذا كان يريد المفاوضات، وليس فقط « مستعد للمفاوضات »، وقراره سيفحص حصريا اذا كان سيوظف في استئناف المفاوضات طاقة مشابهة لتلك التي يوظفها في مسائل اقل اهمية لاسرائيل، مثل صفقة الغاز (« انا في النهاية احقق ما اريد »).

 

والان يتحدث نتنياهو عن مفاوضات مباشرة، غير أنه بعد مغادرة وزير الخارجية الامريكي جون كيري، بعد المفاوضات العابثة التي وصلت الى المأزق، لا يمكن لنتنياهو أن يتقدم الا اذا نجح في تجديد ثقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، به وبجدية نواياه لخوض مفاوضات عملية وجوهرية. فمن الجولة السابقة كان استنتاج مختلف: نتنياهو يجر الى المفاوضات وكأنه تملكه الشيطان، وربما رأى حاجة ومنفعة للاحاديث غير المباشرة، ولكن ليس لتحقيق الاتفاق.

أما من المعارضة في اسرائيل فليس هناك ما يمكن أن نتوقع شيئا. حزب العمل يتورط مع نفسه، وزعيم كتلة يوجد مستقبل هو رجل يميني متعالٍ. في ولاياته السابقة بحث نتنياهو عن مهرب من المسألة الفلسطينية من خلال الصراع ضد النووي الايراني، ومؤخرا على امل تعزيز المكانة السياسية لاسرائيل بين الدول الاسلامية من خلال توريد الغاز. غير أن الاتفاق مع ايران سيقر، والمصريون اكتشفوا غازا خاصا به. اما الان فملزم رئيس الوزراء لمواطني اسرائيل واصدقاء اسرائيل في العالم باجوبة استراتيجية حقيقية.

   في رحلته القريبة الى الجمعية العمومية للامم المتحدة سيرى نتنياهو علم فلسطين يرفرف بين اعلام الامم. وبدلا من الحروب العابثة ضد الاعتراف الدولي بالفلسطينيين، والاتفاق بين القوى العظمى وايران، يجدر بنتنياهو أن يستغل خطابه ليعرض رؤيا عملية لحل النزاع.