خبر قداسة الاستفزاز- هآرتس

الساعة 10:47 ص|16 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

قداسة الاستفزاز- هآرتس

بقلم: عميره هاس

 (المضمون: الحكومة الاسرائيلية والشرطة الاسرائيلية­ تعتبران أن حق الزيارة الاستفزازي لليهود في الحرم اكثر قداسة من واجب منع الحرب الدينية - المصدر).

« يجب اغلاق الحرم أمام المصلين المسلمين »، كتب أمس رونين بتوكباك ردا على نبأ نير حسون حول يوم الثلاثاء الذي حدثت فيه مواجهة بين الشرطة الاسرائيلية والشباب الفلسطينيين في المكان المقدس للمسلمين.

          يمكن حل المسألة بجملة اخرى غريبة في اطار حرية التعبير لتوكبكي يهودي آخر .

          اذا سعينا فيمكن أن نعتبر موقع « اخبار الحرم » غريبا وهامشيا، مع عنوانه الرئيس – « حركة احياء الهيكل تدعوك الى الصعود الى الحرم » – مع برنامج الساعات المخصصة لليهود. في يوم الاحد نشر الموقع أنه من بين اليهود الكثيرين الذين ذهبوا الى الحرم، وزير الزراعة اوري اريئيل، كعادته عشية رأس السنة. الزوار اليهود ذهبوا الى المكان المقدس بعد أن قامت الشرطة بابعاد الشباب الفلسطينيين بالقوة حيث كانوا ينوون احباط الزيارة بواسطة رشق الحجارة. المواجهات تكررت أمس وصباح أول أمس، والمصادر الفلسطينية تقول إنه أصيب 40 فلسطينيا على الأقل، بينهم كثير من الصحفيين، ولحق دمار كبير بالمكان – بما في ذلك تحطيم أبواب المسجد.

 اريئيل، حسب الموقع، بارك شعب اسرائيل. إنه اريئيل نفسه الذي التقى في تموز 2015 مع الطاقم البرلماني للطلاب من اجل الحرم، ووعد بأن يعمل من اجل وقف التمييز ضد اليهود في الحرم. ووعد الطلاب أنه سيبادر الى لقاء مع وزير الامن الداخلي جلعاد اردان لفحص « سلوك الشرطة الاسرائيلية تجاه الزوار اليهود في الحرم ». وقد بارك اردان الشرطة على تصرفها الحاسم في يوم الاحد وقال « يجب اعادة النظر في الترتيبات في الموقع ».

 اريئيل حينما كان وزيرا للاسكان قال قبل سنتين في مؤتمر ابحاث شيلا « نحن بحاجة الى بناء الهيكل الحقيقي في الحرم ». ومنذ ذلك الحين هو لا يكرر تصريحاته بشكل علني. لكن هذه الجملة ليست جملة عابرة لتوكبكي. في الدمج بين الزيارات والاقتحامات المتكررة للمسلحين الاسرائيليين الى الموقع الاسلامي المقدس، يكون لهذه الجملة دعوة توجيهية مخيفة.

    إن محاولة تقديم زيارات اليهود اليوم على أنها تصحيح للتمييز وخطوة مساواة هي أمر يدعي السذاجة، وخطير بسذاجته. وكذلك المحاولة الصحفية الاسرائيلية (الناجحة) لابتزاز التنديد الفلسطيني الديني لعلاقة اليهود بالبلاد وبالحرم، ولامكانية وجود الهيكل في الماضي.    اليهود ليسوا طائفة اقلية مطاردة في البلاد، تناضل من اجل حقوقها الدينية. فاليهود هم السلطة. سلطة الاحتلال اثبتت العلاقة المباشرة بين اقوال « غريبة » قبل 47 سنة وبين واقع الاقتلاع لمصلحة المستوطنين وانشاء المحميات الفلسطينية، وبينها وبين طرد الفلسطينيين في 1948. لذلك فان لدى الفلسطينيين كل الاسباب والذرائع للاعتقاد بأن « الزيارات » والاقتحامات الشرطية للموقع المقدس والغالي عليهم هي جزء من خطة يهودية لاستكمال طردهم من ارضهم، واستكمال تقزيم التاريخ الفلسطيني ومحو علاقتهم العميقة بهذه البلاد. من هذه الناحية فان المسجد الاقصى هو صورة مصغرة لفلسطين كلها. أهميته الدينية بالنسبة للاسلام توحد وتمنح الفلسطينيين قوة مقاومة اكثر من أي منطقة مهددة اخرى (غزة مثلا). هنا الجميع – متدينون وعلمانيون، مسيحيون ومسلمون، فتح وحماس – موحدين.

  وبدل تبديد مخاوفهم فان الشرطة الاسرائيلية والحكومة الاسرائيلية تعملان وكأنهما مقتنعتان أن حق « الزيارة » الاستفزازي لليهود اكثر قداسة من واجب منع الحرب الدينية.