خبر لنعد الأمل- معاريف

الساعة 10:50 ص|13 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

بقلم: ألون بن دافيد

 (المضمون: يبدو الامل كبضاعة نادرة في اسرائيل. نعم، هناك غير قليل من التحديات التي تقف امامها اسرائيل، بعضها امني، ولكن توجد فرص ليست اقل، ان لم تكن اكثر - المصدر).

لا بد أنكم شعرتم بشيء ما ينقصكم في نهاية الاسبوع الماضي – وليس فقط الهواء النقي. فها هو الغبار بدأ يترسب. وقبل لحظة من انتهاء السنة، لا يزال هناك احساس صعب بالفراغ، بغياب الاحتفال: مع السنة العاشرة لعدد سنوات ملكه في اسرائيل الغى بنيامين نتنياهو مقابلات العيد التي خططت له. فلبست وسائل الاعلام لباس الحدود وبكت مرارة مصيرها، ولكن باستثناء الصحفيين الذين يجرون المقابلات لم التقي بعد احدا كان ينقصه حقا ان يسمع مقابلة عليلة اخرى مع رئيس الوزراء.

يكاد يكون نظام المقابلات الصحفية فقد معناه امام السياسيين الكبار. فكل شيء هناك مهندس حتى التعب. وكل جواب محفوظ عن ظهر قلب مسبقا، لدرجة اني اجد صعوبة في أن أتذكر قولا مشوقا طرح في هذا الاطار في السنوات الاخيرة؟ ومع علمهم بذلك، يجعل الصحفيون المقابلة ساحة يحاول فيها الصحفي جمع النقاط امام الرجل الالي الذي يجلس امامه ويتفوه بالرسائل التي صيغت له بعناية مسبقة. وهكذا يحاول الصحفي مقاطعة المتحدث قدر الامكان ليزرع اسئلة مشحوذة، على امل ان يقول رفاقه بعد المقابلة انه صفعه، ولكن الجمهور لن يتعرف على أي شيء جديد من هذه المقابلة.

في هذا العصر تختفي الحاجة لمن كانوا ذات مرة الوسطاء بين الحكم والجمهور. فالزعيم ينقل رسائله بطريقة ناجعة وبلا وساطة، دون حاجة الى وجود وسيط يرفع حاجبا او يكفهر بوجهه أمام جواب متملص. يمكن لوسائل الاعلام أن تهزأ من جهل دونالد ترمب حتى الغد ولكنه هو مع كفاءاته الواقعية، سيضحك عليهم كل الطريق الى الصندوق. فما بالك عندما يدور الحديث عن رئيس وزراء خالد « ينال ما يريد ».

 

 عشية الايام الفظيعة احاول أن اتخيل ما يكون في حساب النفس الشخصي لرئيس الوزراء اذا كان يجري مثل هذا الحساب. رجل مثقف وكفؤ جعل نفسه فنان التخويف، امير الشقاق والانقسام وقيصر الحملات الانتخابية. مع ولاية طولها ثان فقط لطول ولاية دافيد بن غوريون، ما هي الانجازات التي يتمناها لنفسه نتنياهو للسنة الجديدة؟ هل مهم له ان تكون هذه دولة جيد العيش فيها؟ هل لا يزال يتطلع للطموح اليهودي في أن نكون « نورا للاغيار »؟ في ماذا حسن وضع اسرائيل في نحو عقد قادها فيه؟

إذن نعم، هو بنى ويبني جدرانا عالية حولنا، هي ضرورية ولازمة. تحت قيادته بدا ايضا بعض الوزراء النشطاء الذين يمكنهم ان يسجلوا لانفسهم ميزانا ايجابيا في حساب النفس: في السنوات الست الاخيرة رفع اسرائيل كاتس مستوى البنى التحتية المواصلاتية لاسرائيل الى نقطة لم تكن تعرف فيها، ولعل نفتالي بينيت نجح في اشهر ولايته القصيرة ان يفعل ما لا يصدق ويقلص عدد التلاميذ في الصف الاول. ولكن هل نجح نتنياهو في أن يزرع الامل في اوساط مواطني اسرائيل، الايمان بانه يقودهم الى مكان افضل؟

الامل هو الوقود لمحرك الفعل الانساني، وهو الذي يدفع الانسان الى الامام، الى انجازات جديدة. فأي امل يوجد في اسرائيل مع سنة « تشعو »؟ أن تنفذ اسرائيل الاتفاق النووي والا تصبح نووية؟ الا يتسلل داعش الى حدودنا؟ الا تقاطعنا اوروبا؟ هل يوجد لنا ايضا آمال وأمان ايجابية؟

لسنوات وهو يشرح لنا التهديدات التي تختبىء في كل زاوية ويشعل مخاوفنا. بعضها بالفعل مبرر ومهدد، ولكن الخوف يدفع نحو الانطواء او الهروب، وليس نحو النمو والتجدد. ومقياس الانسان هو في قدرته على أن يطور املا يقوده نحو الغد، وعشية السنة الجديدة يبدو الامل كبضاعة نادرة في اسرائيل.

الامر الوحيد الذي سيثير تحدي حكم الفرد ويعرض املا هو البديل: معارضة ذات صلاحية تصطدم بنتنياهو وتخلق ساحة يكون فيها اكثر من متنافس واحد. معارضة تثبت صلاحيتها انطلاقا من المواجهة مع الحكم والمعارضة الحالية تمتنع عن مثل هذه المواجهة.

نعم، هناك غير قليل من التحديات التي تقف امامها اسرائيل، بعضها امني، ولكن توجد فرص ليست اقل، ان لم تكن اكثر.