السلطات المصرية مطالبة بإعتقال المهربين والكشف عن مصير المفقودين

خبر « فلسطين اليوم » تكشف « طرف خيط » عن مفقودي قارب 6/9

الساعة 01:03 م|10 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

عامٌ مرَ على اختفاء قارب 6/9 الذي كان على متنه عشرات المهاجرين الفلسطينيين والسوريين والمصريين، أثناء إحدى رحلات الهجرة عبر البحر المتوسط إلي أوروبا، والذي تحول لأسباب غامضة إلى لغزٍ كبير، وإلى طلسم يَصعُبُ حلُهُ على الرغم من كل المناشدات الإنسانية التي يبذلها أهالي المفقودين.

العام بالمفهوم الحسابي 365 يوماً، ولكن بالنسبة لعائلات المفقودين في قوارب الهجرة بالمتوسط، كل يوم بمثابة عامٍ من الألم والعذاب، حيث أنهكهم مصير أبناءهم وسط لامبالاة من المسئولين الفلسطينيين والمصريين وذوي الاختصاص.

 أهالي المفقودين شكلوا لجنة تُعرف بـ« لجنة مفقودين قارب 6/9 » للتفعيل قضية أبناءهم والضغط باتجاه الكشف عن مصيرهم

وشَكَلَ أهالي المفقودين لجنة تُعرف بـ« لجنة مفقودين قارب 6/9 » وذلك للتواصل مع الجهات الرسمية المحلية والعربية والدولية، ومن أهدافها تنظيم الفعاليات الشعبية المطالبة بالكشف الفوري عن مصير أبناءهم.

سمير عصفور منسّق لجنة المفقودين أكد أن « أهالي المفقودين لم يبلغوا بشكلٍ رسمي من أية جهة كانت بموت أبناءهم عن طريق الغرق ».

ويقول عصفور والذي فقد أربعة من عائلته في قارب 6/9: جميع الروايات حول غرق السفينة متناقضة ولا نثق بها، ما لم نبلغ بطريقة رسمية عبر الدول المعنية، ونحن حتى اللحظة نعتقد ان جزء كبير ممن كانوا على متنها أحياء.

وأوضح عصفور ان رسائل خاصة وصلتهم عبر جهات عدة، ودلائل كبيرة تؤكد أن أبناءهم أحياء في السجون المصرية، وان جهاز امني مصري يتحفظ عليهم داخل السجون، مشيراً أن أكثر من شخص كانوا معتقلين في السجون المصرية أكدوا تلك الأحاديث وأنهم التقوا عدد من المهاجرين الغير شرعيين في عيادات السجون المصرية.

 لجنة أهالي المفقودين: لم نبلغ بشكلٍ رسمي بموت أبناءنا ولدينا أسماء المهربين في الجانب الفلسطيني والمصري، ولا نثق برواية الناجين لتناقضها

ومن الإشارات التي تدعم رواية بعض الشهادات والدلائل على وجود عددٍ منهم في السجون المصرية استقصاء الأجهزة الأمنية المصرية عن عدد كبير ممن كانوا على متن قارب 6/9 حول نشاطاتهم السياسية والأمنية والعسكرية إن وجدت.

ووصولاً إلى حل لغز القارب المفقود، كشف عصفور اسماء عدد من مهربي المهاجرين الغير شرعيين على متن قارب 6/9 والذين نظموا تلك الرحلة، ومنهم فؤاد الجمل (أبو حمادة) فلسطيني من سكان مخيم اليرموك سابقا وحاليا موجود بالإسكندرية، حنفي فراج، فهيم الأزلي، يحيى زكريا الجندي ( ابو فاتن )، وزكريا الجندي (ابو يحيي)، أشرف نصار.

 شهادات: جهاز امني مصري يحتجز عدد كبير من مفقودي قارب 6/9

وأستنكر عصفور عدم متابعة الأجهزة الأمنية المصرية المهربين وملاحقتهم، مشيراً أن عائلات الضحايا رفعت دعاوى قضائية ضد مهربين الهجرة الغير شرعية في الجانب الفلسطيني (قطاع غزة)، وان السلطات الفلسطينية تحقق في الدعاوى.

ولفت أن مساءلة الأجهزة الأمنية المصرية للأسماء أعلاه سيحل المشكلة، وسيكشف عن مصير المفقودين، مطالباً بضرورة فتح ملف خاص بقضية قارب  6/9 ووضعه على الأجندة الفلسطينية لدى المسؤولين.

وأكد أنه  يمتلك وثائق ومعلومات ضخمة تمكن الجهات الأمنية من حل لغز اختفاء السفينة، ولكن المشكلة لديهم أنهم غير قادرين على المتابعة؛ كونهم جهات غير رسمية، متهماً السلطة الفلسطينية في رام الله، وحركة حماس في غزة (على اعتبار أنها تحكم القطاع)، والسلطات المصرية بالتباطؤ في الكشف عن مصير المجهولين.

* لجنة أهالي المفقودين: نمتلك وثائق ضخمة حول مصير أنباءنا تمكن الجهات الأمنية من حل لغز اختفاء السفينة، ولكن المشكلة لدينا في عدك القدرة على المتابعة؛ كوننا جهات غير رسمية، وسنحمل الملف للإتحاد الأوربي والجنائية الدولية

وذكر أن المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر، لم تتخذ أي خطوات فعالة من أجل معرفة التفاصيل الدقيقة والصادقة لما حدث للقارب الغريق، وما هو مصير من كانوا عليه.

وأكد عصفور أن « لجنة أهالي المفقودين » تتواصل مع جهات محلية وعربية ودولية حقوقية وإنسانية للوصول إلى حل لغزة السفينة، مشيراً إلى أن اللجنة تسعى لتدويل وانسنة القضية ورفع دعوى قضائية إلى محكمة الجنايات الدولية تطالب فيها بالكشف عن مصير أبناءهم، إلى جانب التواصل مع وزراء خارجية الاتحاد الأوربي لتحريك الملف.

كما وناشد سيادة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) إلى ضرورة العمل والتواصل مع الجهات المصرية السيادية للكشف عن مصير أبناءهم.

 وكانت المفوضية المصرية للحقوق والحريات أصدرت تقريراً لتقصي الحقائق حول حادث إغراق القارب المعروف إعلاميا بـ«6 سبتمبر»، الذي انطلق من السواحل المصرية باتجاه أوروبا فى نفس اليوم من العام الماضى، وكان يقل على متنه قرابة الـ400 لاجئاً ومهاجراً، أغلبهم فلسطينيين.

وكشف التقرير الملابسات التي اكتنفت حادث الإغراق التي تعرض له القارب يوم 10 سبتمبر 2014 على بعد 300 ميل بحري جنوب شرق مالطا، والذي لم ينج منه سوي 11 فقط، بينما أصبح الباقون في عداد المفقودين حتى اليوم.

وحمل التقرير السلطات الإيطالية مسوؤلية تجاهل انتشال الجثث الغارقة فى البحر المتوسط بحجة ارتفاع التكلفة، وكذلك ممارستهم الإخفاء القسري للاجئين والمهاجرين واحتجازهم بمعزل عن العالم الخارجي، وطالبت المفوضية بالتحقيق في مسألة معرفة السلطات الإيطالية المسبقة بوقوع الحادث وتقاعسها عن إنقاذ الضحايا.

المفوضية المصرية للحقوق والحريات: وجود بعض ممن كانوا على متن مركب 6 سبتمبر داخل سجون مصرية منها سجن العازولي، وسجن بورسعيد العمومي، بالإضافة إلي مركز شباب الأنفوشي

وأثار التقرير في ثناياه عدة تساؤلات ملحة عن إمكانية أن تكون السلطات الإيطالية قد انتشلت عددا من مهاجري 6 سبتمبر في عملية غير معلنة ثم سلمتهم للسلطات المصرية، والتي أخفت بدورها مصير هؤلاء المهاجرين.

وتشير  بعض الشهادات التي أدلى بها ذوو الضحايا إلي وجود بعض ممن كانوا على متن مركب 6 سبتمبر داخل سجون مصرية منها سجن العازولي، وسجن بورسعيد العمومي، بالإضافة إلي مركز شباب الأنفوشي الذي حاولت الحكومة تجربته كمركز إيواء للاجئين في الفترة من سبتمبر إلى نوفمبر 2014.