خبر لاجئو الشرق الاوسط -يديعوت

الساعة 09:51 ص|06 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

لاجئو الشرق الاوسط -يديعوت

كابوسي 

بقلم: سيفر بلوتسكر 

(المضمون: ماذا سيحصل اذا ما وصل غدا عشرات الاف اللاجئين من مناطق المعارك والقمع في سوريا والعراق الى الحدود في هضبة الجولان ليطلبوا اللجوء في اسرائيل؟- المصدر).

 

حلم كان لي: طرق على باب بيتي في منتصف الليل. أنظر عبر عين الباب فأرى خلفه طابورا طويلا من الناس بلباس أبلته مشاق الطرقات، بعضهم يحملون على اكتافهم وبين اذرعهم رضعا واطفال، وجوههم تبث تبعا، غضب وطلبا للرأفة. اذا فتحت الباب، فانهم سيغرقون شقتي، سيملأون فضاء البيت بالخطاب العربي والصلاة الاسلامية. اذا لم افتح الباب، سيبقون واقفين خلفه، جوعى وعطشى، اطفالهم تبكي بمرارة. بحر عاصف من اللاجئين.

 

استيقظت متصبب العرق. احد لم يكن يقف خلف باب البيت. ليس بعد.

 

اسرائيل تنظر الى ما يسمى « أزمة اللاجئين في اوروبا بخليط من المشاركة بالاسى والشماتة. الاسى على اللاجئين، والشماتة على كشف وجه الاوروبيين مزدوجي الاخلاق. مبعوثون عن قنوات التلفزيون من البلاد يبلغون عن الصدمة لقلب الحكومات المتحجر التي تغلق ابوابها في وجه اللاجئين المساكين، عن افراد الشرطة عديمي الرحمة وعن الموت الذي يعربد في مسارات الهروب من الجحيم الشرق اوسطي الى الجنة الاوروبية.

 

وتروي التوصيفات والصور قصة مأساة انسانية. ولكن توجد ايضا ارقام جافة. وحسب هذه الارقام لا توجد في اوروبا أزمة لاجئين. يعد سكان الاتحاد الاوروبي 500 مليون نسمة. فاذا أوفت كل الـ 28 دولة الاعضاء فيه هذه السنة بالتزاماتها ولم تبقي لاجئا واحدا بلا مأوىن فانها ستستوعب في اراضيها بالمتوسط 50 الف لاجيء في الشهر؛ 0.015 في المئة من عدد سكان الاتحاد. هذه ليست أزمة، ليست طوفانا وليست خطرا ديمغرافيا.

 

كما لا توجد هنا مشكلة اقتصادية حقيقية: فاستيعاب مليون لاجيء في دول الاتحاد الاوروبي سيتطلب استثمار 50 مليار يورو – ربع في المئة فقط من الناتج السنوي للاتحاد (19 تريليون يورو). مصروف جيب، يشحب أمام المساهمة الاقتصادية المتوقعة للسكان العاملين الشباب لاوروبا الشائخة.

 

لا أزمة لاجئين اقتصادية او ديمغرافية تهدد اوروبا، بل ازمة سياسية تعكس صعود قوة الحركات الشعبية على انواعها. وعلى عادتها، فان هذه الحركات تفتش عن اكباش فداء، تفتش عن مذنبين بـ »الوضع". احيانا يكون هؤلاء هم البنوك، احيانا الاغنياء، احيانا اليهود (حتى في ظل غيابهم الجسدي)، احيانا الاتحادات المهنية، احيانا المسلمين المحليين ومؤخرا اللاجئين من الشرق الاوسط وافريقيا. هذه نزعة التزلف الشعبية الصاخبة جعلت عدد اللاجئين غير الكبير، الذي لا توجد للاتحاد الاوروبي كما اسلفنا أي مشكلة عملية في استيعابه، طوفانا جبارا على ابوابه. هراء، ولكنه ناجع في التخويف.

 

أزمة لاجئين ثقيلة على الحمل تعصف فقط بالشرق الاوسط، أي، حولنا. فالحرب الاهلية في سوريا – نحو 300 الف قتيل حتى الان، 15 الف منهم على الاقل اطفال – هربت منها الملايين. وحسب التقديرات، فان الاردن الصغير استوعب حتى الان نحو 700 الف لاجيء من سوريا ومئات الاف آخرين من العراق، واستوعب لبنان ما لا يقل عن 1.5 مليون. في هاتين الدولتين لا يوجد بالفعل مكان لطالب لجوء واحد آخر.

 

وهنا يبدأ كابوسي. ماذا سيحصل اذا ما وصل غدا عشرات الاف اللاجئين من مناطق المعارك والقمع في سوريا والعراق الى الحدود في هضبة الجولان ليطلبوا اللجوء في اسرائيل؟ يدقون الابواب، يخاطرون في المعابر، يتسلقون على الجدران واطفالهم الباقون على ايديهم؟ يفضلون العيش في بلاد معادية على الموت في دوامة الحرب والارهاب أو في طرق الهروب؟

 

كرمشة عين يمكن لازمة اللاجئين أن تتدحرج نحو بوابة اسرائيل. وسيكون مثيرا للاهتمام في حينه أن نرى كيف سيرد الوزراء والمحللون عندنا عندما تبث السي.ان.ان من الحدود في الجولان صورا تمزق القلب لعائلات اللاجئين المستنزفين، الذين يستجدون جنودا اسرائيليين منحرجين يحملون سلاحا مصوبا ان يتيحوا لهم الفرار للنجاة بارواحهم الى داخل دولة اليهود.

 

تعالوا نخفف النبرة الاخلاقية الموجهة لاوروبا ونستعد للامكانية، غير القليلة بالتأكيد، لوصول طوابير اللاجئين الى مدخل البيت.