خبر حين يكون لدينا ب. ميخائيل لا حاجة لليمين-هآرتس

الساعة 11:11 ص|05 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

حين يكون لدينا ب. ميخائيل لا حاجة لليمين-هآرتس
بقلم: اوري كيدار
رئيس شباب حزب العمل
(المضمون: ب. ميخائيل وجدعون ليفي يمثلان تيارا صغيرا تخلى عن القدرة على التغيير. اما نحن فلم نفقد الايمان. لم نكف ولن نكف عن المحاولة - المصدر).
بعد تبادل الرسائل العلنية بين رئيس المعارضة اسحق هرتسوغ وجدعون ليفي، انضم ب. ميخائيل ايضا الى المراسلات. في مقال ليس فيه ادعاء مبدئي غير محاولة خلق مقارنة مدحوضة بين حزب العمل بصوره التاريخية، التي جعلت عجينة واحدة، واليمين الذين يسيطر في اسرائيل منذ نحو 40 سنة، باستثناء حالات توقف قصيرة في عهد اسحق رابين وايهود باراك.
ب. ميخائيل وجدعون ليفي يمثلان تيارا صغيرا في الجمهور، تخلى عن القدرة على تغيير الدولة وهو الان غارق في التذمر من مرارة مصيرنا. لا داعٍ لان نشغل بالهما بالحاجة الى تقليص الفوارق في المجتمع الاسرائيلي، والتي اتسعت على مدى عشرات سني حكم اليمين. لا عاملي المقاول يهمونهما، ولا أجر المعلمات. لا الامن التشغيلي للعاملين ولا البث العام المستقل. لا تهمهما حقيقة أن تحت حكم اليمين تبنى دولة الرفاه في يهودا والسامرة، بينما يهمل المحيط، الاجتماعي والجغرافي.
ان البراغماتية السياسية التي يشير اليها هرتسوغ هي كلمة فظة في نظرهما؛ وليس لها مكان في عالمهما. ولماذا يكون؟ فكل شيء ذاته من ناحيتهما، الواقع ليس مهما، المهم عالم الصور الذي يمكن فيه جعل حزب العمل والليكود توأمين ايديولوجيين. في مثل هذا العالم، فان محاولة هرتسوغ الانتصار في الانتخابات هي محاولة نكراء، إذ لماذا المحاولة على الاطلاق اذا كان كل شيء هو ذاته؟
احد الجدالات الهامة التي طرحت في اعقاب اجوبة هرتسوغ لليفي، تعلق بمسألة لماذا على الاطلاق ينبغي التعاطي مع تيار متفق عليه أن حجومه السياسية بائسة. يمكن التذمر من ذلك. ولكن من ناحيتي هناك جواب واحد، رأيت من الصواب أن اقدمه. ميخائيل: مواقفه تعرض للخطر الامر المركزي الذي سيسمح لنا في المستقبل تغيير حكم اليمين – الامل في أنه يمكن ان يكون هنا امر مختلف.
في السنوات الاخيرة نشأ جيل جديد في اليسار الاسرائيلي، جيل لا يقبل الانهزامية التي تستشري في هوامش المعسكر السياسي الذي اعتز في الانتماء اليه. فهذا الجيل يعنى بتغيير وجه المجتمع الاسرائيلي في منظمات العاملين، في الجمعيات والهيئات المدنية، وكذا ايضا في احزاب معسكر اليسار – الوسط وعلى رأسها حزب العمل. وهو يفعل ذلك انطلاقا من الفهم بان الواقع الذي يخلفه الجيل السابق لجيلنا هو واقع نحن مطالبون بتغييره. واقع سيء بسبب حجوم الفقر، سيء لان اليمين يمس بالديمقراطية، سيء لان الاحتلال يتعمق.
ولما كان ليفي وب. ميخائيل يعرضان نفسيهما كمن يريان في الاحتلال ام كل خطيئة، فثمة اخفاق بنيوي في نهجهما. فالاحتلال لن ينتهي دون تغيير الحكم في اسرائيل؛ وكما يحاولان، نظريا على الاقل العمل على انهائه، غريبة معارضتهما التلقائية لكل محاولة حقيقية من معسكر اليسار – الوسط حشد القوة السياسية الحقيقية. فمريح على ما يبدو البقاء في هامش الخطاب دون محاولة حقيقية للكفاح في سبيل المجتمع الاسرائيلي.
محظور علينا أن نغمض عيوننا ونتجاهل الاخطاء العديدة التي ارتكبت في الماضي، بعضها تحت حكم الحزب الذي أنا جزء منه.
كأعضاء حزب يمكنه أن يقول بفخار انه اقام الدولة، علينا واجب اخلاقي لاصلاح المظالم التي احاقتها، مثلا معاملتها مع الشرقيين الذين ظلموا بشكل جسيم؛ وبالفعل، ثمة داخل الحزب قوى هامة تقوم بهذه المهامة. جيلنا لم ييأس، بل يحاول مكافحة الميول السيئة في المجتمع الاسرائيلي وتحسينه أنطلاقا من ايمان كامل بالدولة، الشعب وعدالة طريقنا.
هذا الطريق صعب، ولكن الخطر الحقيقي الوحيد علينا هو فقدان الامل، بالذات انطلاقا من هذا الموقع، محظور علينا أن نتنازل عن الرغبة في مواصلة العمل من اجل تغيير الحكم في اسرائيل. لا يوجد شيء أخطر من العمل الايديولوجي الذي يرى كل شيء كجملة واحدة، ويدعي عمليا انه خسارة على الوقت، كل شيء ضائع. ليس كل شيء ضائع، ومحظور الكف عن المحاولة، حتى اذا كان هناك من يبدو أنهم كفوا عن الايمان. نحن لم نكف، ولن نكف.