تقرير موسم العنب الفلسطيني... الأجود و الأقل حظا بالتسويق والإمكانيات

الساعة 06:40 ص|05 سبتمبر 2015

فلسطين اليوم

من أعلى تله في منطقة الجنوب يقع جبل ظهر الزياح، والذي يعود امتداده إلى بلدة الخضر ببيت لحم، أصحاب الأراضي هناك اعتادوا ومنذ سنوات على زراعتها بالعنب، وهو ما حافظ عليه الأبناء رغم الاستيطان الذي لف المنطقة من جميع جهاتها.

يقول المزارع أحمد يوسف غنيم 46 عاما، إن معظم الأراضي المحيطة تم مصادرتها من قبل المستوطنين ولتوسيع المستوطنات التي كانت قائمة من قبل، وهو أربعة مستوطنات، أكبرها مستوطنة عتيصيون وإفرات.

غنيم رغم هذا الامتداد الاستيطاني إلا أنه لا يزال يزرع أرضه بالعنب، أكثر من 70 دونما كلها مزروعة بالعنب الذي من الصعب زراعته في مناطق أخرى من الضفة المحتلة.

يقول غنيم:« نزرع هنا أكثر من 20 صنفا من العنب، منه ما هو بلدي و منه ما تم إدخاله من الخارج إلى فلسطين كالعنب الشامي و المراوي و الحلواني و البيروتي، وهو ما يحتاج رعاية كبيرة ».

وعائلة غنيم تزرع العنب منذ مئات السنوات، وهو ما جعله بترك عمله في هندسة السيارات، وهي مجال دراسته في الجامعة، ليتفرغ للأرض:« لم يعد أبي يقدر على العمل في الأرض، وإن تركت بلا زراعة يعني مصادرتها من قبل المستوطنين ».

ويعاني غنيم كما غيره من المزارعين من مشاكل عدة في زراعة العنب، كإرتفاع الضرائب على المعدات و الآليات، وأرتفاع أسعار المواد والأسمدة والأدوية، إلى قله المياه وصعوبة التسويق أيضا.

وتشتهر مناطق جنوب الضفة الغربية، وتحديدا منطقة الخضر و الخليل بزراعة العنب بكميات كبيرة، حيث تشكل هذه الزراعة ما نسبته 12% من المحصول النهائي للزراعة في فلسطين.

خليل أبو ريا أحد المزارعين للعنب، يقول أن السبب في تركز زراعة العنب في الجنوب هو الظروف البيئة الملائمة له من حيث البرودة وارتفاع الأراضي وقله المياه.

ويتابع أبو ريا:« نحن هنا نعتمد على زراعة العنب البعلية فلا مياه لسقيه، وهو ما يجعل المنتج العنب من أجود ما يكون مقارنة بالعنب المنتج  بالمستوطنات الإسرائيلية ».

إلا أن جودة العنب الفلسطيني لم تحميه من المنافسة الكبيرة التي يخوضها كل عام مع عنب المستوطنات والذي يتم السماح ببيعه في الأسواق الفلسطينية بحيث يتم ضرب موسم العنب الفلسطيني.

يقول أبو ريا إن الجهات الرسمية الفلسطينية وعدت بإغلاق الأسواق الفلسطينية بالكامل أمام التسويق العنب الإسرائيلي ابتداء من الخامس من آب الفائت، إلا أن هذا القرار لم ينفذ حتى الأن.

وأشار أبو ريا إلى أن المحصول العنب يكفي السوق المحلي بالكامل في حال اقتصاره على المنتج الفلسطيني، حيث يتم تسويقه إلى مناطق الشمال و الوسط، ولا يكون هناك حاجة لتصديره أو تصنيعه، إلا أن ما يحصل هو ضرب الموسم بالسماح بالعنب الإسرائيلي دخول الأسواق.

وطالب أبو ريا، كما أبو غنيم بتدخل حكومي رسمي لدعم هذا القطاع، ووضع خطط و إستراتيجيات لتطويره وعدم إبقاء الأمر منوط بالمزارع الذي تكبله قله الإمكانيات.



عنب 1

عنب 17


عنب 2

عنب14