خبر القصف الذي لم يكن -يديعوت

الساعة 09:51 ص|24 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

القصف الذي لم يكن -يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: باراك هو من نوع الاشخاص الذين من الخطر السفر وراءهم على الطريق. عندما يؤشرون بالغماز يسارا، يديرون الدفة يسارا وفي النهاية مع ذلك يتوجهون يمينا، أو العكس. مشكوك أن نعرف في أي مرة اذا كان حقا اراد عملية عسكرية، أم قدر بان نتنياهو سيرتدع في اللحظة الاخيرة - المصدر).

مئير دغان، يوفال ديسكن، غابي اشكنازي، بيني غانتس، غادي آيزنكوت، امير ايشل، افيف كوخافي، تمير باردو، دان مريدور، بيني بيغن، يوفال شتاينتس، بوغي يعلون، هؤلاء هم الوطنيون الاسرائيليون الحقيقيون في قضية الهجوم على منشآت النووي في ايران – الهجوم الذي لم يكن.

لقد طرحت الخطة على البحث في ثلاث جولات، في 2010، 2011 و 2013. ظاهرا، الوزراء الكبار الثلاثة في الحكومة، رئيس الوزراء، وزير الدفاع ووزير الخارجية دفعوا بكل قوتهم نحو اقرار الخطة. ظاهرا فقط، لان الحديث يدور عن بنيامين نتنياهو، ايهود باراك وافيغدور ليبرمان، ثلاثة سياسيين ظاهرا هو اسمهم الاوسط.

لقد تركزت المداولات في مسألتين، واحدة مفهومة من تلقاء ذاتها والثانية مصيرية. المسألة المفهومة من تلقاء ذاتها كانت ما يسميه ايهود باراك « النضج العملياتي » – هل الجيش الاسرائيلي قادر على أن يضرب بشكل ذي مغزى المنشآت النووية ويعيد طياريه الى الديار بسلام؛ اما المسألة المصيرية فكانت من أجل ماذا هذا جيد، ماذا ستكون نتائج العملية اذا ما نجحت، ماذا ستفعل للمشروع النووي، وماذا ستحدث في الشرق الاوسط.

الاقوال التي بثت في القناة 2 من المقابلة التي منحها باراك لايلان كفير وداني دور، صحفيين كتبا سيرة ذاتية جديدة عنه، تتركز في المسألة الاولى، الاقل مصيرية. والسامع كفيل بان يأخذ الانطباع (1) بانه كان ابتكار، قيادة سحرية، حملة لامعة، بواسطتها كان يمكن ان يصفى بضربة واحدة تهديد وجودي الى دولة اسرائيل؛ (2) انه كان ثلاثة وزراء شجعان، مصممين، مستعدين لان يقوموا بفعل ما، ولكن عصبة من السياسيين والجنرالات الجبناء، عديمي الايمان، عملاء العدو، منعوهم من ذلك؛ و (3) انه كانت في داخل هذه الثلاثية الرائعة اطياف: واحد، باراك، سعى الى العملية بكل قوته؛ ثان، ليبرمان، لم يؤدِ دورا حقيقيا؛ وثالث، نتنياهو، فشل كزعيم.

خطأ، خطأ، خطأ.

الادعاء المركزي الذي طرح ضد الهجوم كان ان ضررها اعظم من نفعها: في اللحظة التي تهاجم فيها اسرائيل، ستكون ايران حرة في الدفع الى الامام ببرنامجها النووي بكل القوة، بل والادعاء بالدفاع عن النفس. وفي غضون سنتين في اقصى الاحوال ستصل الى القنبلة الاولى. لو كنا هاجمنا في 2010، لكانت ايران نووية في 2013. لو هاجمنا في 2013 لكانت نووية اليوم، دون اتفاقات مقيدة ودون رقابة دولية.

الهجوم الاسرائيلي، كان يمكنه أن يعطي ثمارا فقط اذا كان جر الولايات المتحدة الى الحرب. اسرائيل تهاجم؛ ايران ترد بضربة شديدة على الجبهة الداخلية الاسرائيلية؛ الولايات المتحدة تضطر الى الوقوف الى جانب حليفتها وتستخدم قوتها العسكرية بكل شدتها. المشاركون في المداولات التي جرت في حينه ما كان بوسعهم الا يشكوا في أن هذا هو الهدف الحقيقي لباراك ونتنياهو، هذا الرهان. والا فليس للعملية الاسرائيلية أي منفعة.

لقد اراد الذيل الاسرائيلي ان يهز الكلب الامريكي وان يدق طبول حرب اقليمية، ما كان يمكن ان نعرف الى أن كانت ستتدحرج. لقد جند تشرتشل روزفيلد الحرب ضد هتلر؟ نتنياهو سيفرض على اوباما القتال ضد خامينئي. غير أن اوباما ليس روزفيلد، خامينئي ليس هتلر ونتنياهو ليس تشرتشل. كله حكي.

قادة جهاز الامن الذين شاركوا في المداولات لم يرغبوا في أن يعتبروا جبناء. فأيدوا، بالتالي، تخصيص المليارات للمشتريات والتدريبات التي تستهدف رفع الجيش الاسرائيلي الى النضج العملياتي. قسم كبير من هذا الاستثمار ضاع هباء. ويمكن أن نواسي أنفسنا بحقيقة أن الانباء عن الاستعدادات العسكرية التي قام بها الجيش الاسرائيلي ساهمت في شيء ما في تشديد العقوبات على ايران.

باراك هو من نوع الاشخاص الذين من الخطر السفر وراءهم على الطريق. عندما يؤشرون بالغماز يسارا، يديرون الدفة يسارا وفي النهاية مع ذلك يتوجهون يمينا، أو العكس. مشكوك أن نعرف في أي مرة اذا كان حقا اراد عملية عسكرية، أم قدر بان نتنياهو سيرتدع في اللحظة الاخيرة وينقذه من المسؤولية عن الكارثة.

في قرار من هذا النوع ثمة لرئيس الوزراء دور حاسم. بن غوريون مرر في حرب الاستقلال كل قرار كان هاما له، بما في ذلك القرار بتصفية « التلينا »، بما في ذلك القرار بحل البلماخ. في قرار واحد اغلبية الوزراء صوتوا ضده: احتلال جبل الخليل. فقد فهموا بان رئيس الوزراء عدمي. ولاحقا اتهم بن غوريون حكومته بـ « البكاء لاجيال »، ولكن الوزراء عرفوا الحقيقة

عندما يكون كل قادة جهاز الامن، كرجل واحد، يعارضون حملة عسكرية، يعرف رئيس الوزراء بانه اذا ما فشلت الحملة فلن يكون له مع من يتقاسم المسؤولية: كل شيء سيقع عليه. هذه المخاطرة أخذها على نفسه مناحيم بيغن حين قرر قصف المفاعل العراقي. راهن ونجح.

أسهل على المرء ان يتغلب على معارضة الوزراء. عندما لا ينجح نتنياهو في اقناع شتاينتس فلا مفر من الاستنتاج التالي – إما أن يكون عميقا في داخله شتاينتس هو المتآمر الذي لا يكل ولا يمل، تشي جيفارا شتاينتس، او أن نتنياهو، لاعتباراته هو، لم يجتهد بما يكفي.