خبر حلم الجيوب... هآرتس

الساعة 10:07 ص|23 أغسطس 2015

بقلم

(المضمون: فكرة ان نتمكن من أن نبقي في ايدينا اجزاء من المناطق المحتلة، وان العدو – اليوم الفلسطينيين – سيوافق على جيوب تراقب اسرائيل حدودها، بعيدة عن ان تلفظ انفاسها، ولكنها مثلما في الماضي، لن تحل المشكلة ولن تجلب السلام او الامن ايضا - المصدر).

قد لا تكون عميرة هاس دقيقة تماما حين تدعي بان ارئيل شارون اعتزم التوقف بعد فك الارتباط عن غزة (هآرتس 16/8). فثمة أدلة على أنه فكر باخلاء اضافي للمستوطنات في الضفة. ويتجاهل معظم الناس حقيقة أن شارون، الصقر اليميني والوحشي، كان رئيس الوزراء الاسرائيلي الاول الذي دعا الى اقامة دولة فلسطينية، وأعلن منذ 2001 بان هذه هي السياسة الاسرائيلية الرسمية.

ولكن خطة الاخلاء هذه لا تتناقض وفكرة الجيوب الفلسطينية السبعة التي تذكرها هاس. عمليا منذ مداولات حكومة اسرائيل في صيف وخريف 1967 تطرح فكرة الدولة الفلسطينية التي تتشكل من الجيوب في الضفة. اما غزة فكان يفترض ان تضم الى اسرائيل بعد نقل اللاجئين الى اماكن اخرى.

في مداولات الحكومة في 18 و 19 حزيران 1967 يذكر نهر الاردن بصفته الحدود الشرقية لاسرائيل، التي كان يفترض بها أن تحتفظ بغور الاردن وبشرقي القدس. في هذه المداولات لم يتقرر ما العمل بالضفة الغربية، وطرحت عدة امكانيات، مثل اعادتها الى الاردن واقامة دولة فلسطينية. فكرة الدولة الفلسطينية التي تكون مركبة من جيوب ومحاصرة من اسرائيل بحثت مع زعماء فلسطينيين، رفضوها. وبعد أن هجرت الفكرة، اخذت الحكومة في النهاية بمشروع الون، الذي أبقى القرار الاصلي الذي بموجبه يظهر نهر الاردن كحدود، غور الاردن يبقى في يد اسرائيل، اجزاء من الضفة تعاد الى المملكة الاردنية فيما أن المنطقة المتبقية تضم الى اسرائيل.

ومنذ المداولات المبكرة أوصى يغئال الون باستيطان الضفة الغربية او على الاقل الاجزاء التي ترغب اسرائيل في ابقائها في يدها. وطلبت الحكومة فتوى المستشار القانوني لوزارة الخارجية، وعلى الرغم من أنه قضى بان اقامة المستوطنات سيشكل انتهاكا للقانون الدولي، فقد تم البدء ببنائها بعد زمن غير طويل من حرب الايام الستة.

لم تنكشف هذه القرارات على الجمهور الاسرائيلي في تلك الفترة، ولكن منذئذ وثقت (ويمكن رؤيتها في الارشيف الرسمي) وتوصف في كتب الكثيرين مثل توم سيغف، روبين بدهتسور، آفي راز والموقعة ادناه.

بين الافتراضات التي قبعت خلف هذه القرارات كانت ثقة الحكومة في حينه (وتقريبا ثقة كل حكومات اسرائيل منذئذ) بان العرب لن يوقعوا ابدا على اتفاق سلام حقيقي مع اسرائيل ولن يعترفوا بشرعية وجودها، وعليه، فحتى لو تحققت اتفاقات ستكون حاجة الى خطوات امنية، كالرقابة على الحدود بين دولة فلسطينية وبين باقي العالم. وقد يكون هذا موقفا حذرا ومتوازنا، ولكن كاساس لتحقيق الاتفاق – مع الاردن، مثلا – كان متعذرا، مثلما منع تفكير مشابه اسرائيل من الموافقة على مبادرة السلام لانور السادات قبل حرب يوم الغفران، لان الثمن الذي كان يفترض ان ندفع كان التنازل عن ذخائر امنية في سيناء.

ان فكرة ان نتمكن من أن نبقي في ايدينا اجزاء من المناطق المحتلة، وان العدو – اليوم الفلسطينيين – سيوافق على جيوب تراقب اسرائيل حدودها، بعيدة عن ان تلفظ انفاسها، ولكنها مثلما في الماضي، لن تحل المشكلة ولن تجلب السلام او الامن ايضا.