خبر باراك لم يكشف أسرار، لكنه أخل بثقة زملائه

الساعة 09:59 ص|23 أغسطس 2015

بقلم

(المضمون: ما قاله باراك عن اجتماع الكابنت تم نشره في الماضي وهو لا يعتبر كشفا لأسرار الدولة - المصدر).
أدخل الحكماء التعبير الشوفيني للعبرية « الجميع يعرفون لماذا دخلت العروس الى عريشة العرس »، وفي المقابل الجميع يعرفون لماذا يتهامس السياسيون مع الصحفيين. في الحالتين محظور الاجابة بوضوح. يجب على اهود باراك أن يعرف ذلك عندما سمح لايلان كفير وداني دور بكتابة سيرته الذاتية قبل 15 سنة، وتسجيل صوته من اجل الأريحية، وهكذا أطلق على ساقه. لقد أعطيا التسجيلات لروني دانييل من القناة 2 – الصحفي الذي نشر في 2010 الوثيقة الكاذبة بعنوان « بوعز هرباز ».
باراك لم يكشف سرا أمنيا، والمادة التي بُثت تم نشرها في السابق. لكن عن سماعها بصوته، وعندما يؤكد ادعاء غابي اشكنازي أنه عارض مهاجمة ايران، وبالتحديد عندما يزعم أن بوغي يعلون ود. يوفال شتاينيتس أيدا الهجوم وندما، فانه يحدث احراج كبير. حتى عند معرفة الجميع أن هذه المعلومات تم تسريبها في الماضي – عندما تخرج من فم وزير الدفاع، فهذا يعني الاخلال بثقة الزملاء.
هناك موضوعين مطروحين: هل بنيامين نتنياهو واهود باراك تعاملا بجدية مع مهاجمة ايران؟ لقد اعتقدت وما زلت أنهما اكتفيا من البداية باعطاء انطباع عن الخيار العسكري، وبفضل هذا الانطباع تمكنا من الحصول على انجاز سياسي بعيد المدى وهو أن المجتمع الدولي فرض على آيات الله العقوبات الاقتصادية لتليين موقف اسرائيل. كانت هذه الطريقة أفضل حسب رأيي، لكن باراك نفى ذلك. وحسب قوله كانت نيتهما هي الهجوم.
لو كانا جديين لأمكنهما فرض موقفهما على الكابنت. رئيس اركان واحد (اشكنازي) عارض بادعاء أنه ليس ممكنا، أما وريثه (بني غانتس) قال بصدق إن هذا ممكن، لكنه يعارض. اضافة الى رئيس الموساد مئير دغان ورئيس « الشباك » يوفال ديسكن، حيث لا يوجد للشباك صلة بهذا الامر.
في المقابل، حينما توصل رئيس الحكومة ووزير الدفاع مناحيم بيغن الى قرار قصف المفاعل العراقي في 1981، فقد تغلب على معارضة رئيس الموساد اسحق حوفي ورئيس قسم الاستخبارات يهوشع ساغي ومدير عام لجنة الطاقة النووية عوزي عيلام ومن كانوا وزراء للدفاع، شمعون بيرس وعيزر وايزمن، وحصل على الاغلبية الساحقة التي تؤيد الهجوم. وبما في ذلك رئيس الاركان يغئال يادين.
بقي الشك حول تصميم نتنياهو وباراك والى أي حد استخدما التهديد العسكري من اجل فرض الحصار الاقتصادي على ايران، الذي لولاه لما وافق آيات الله على التفاوض من اجل تقييد المشروع النووي.
الموضوع الآخر هو من على حق في الجدل الذي خرج من الغرفة المغلقة في الكابنت حول مهاجمة المنشآت النووية. كلما تحقق الاتفاق الذي وقعه اوباما مع ايران ستميل الكفة لصالح معارضي الهجوم، وكلما تبين مع الوقت أن آيات الله قد خدعوا العالم، سيتم تذكر نتنياهو وباراك من الملايين. لم يبق سوى انتظار قرار التاريخ النهائي.