تقرير عادت المدراس ولكن...!!

الساعة 09:07 ص|22 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

بعد أن حبسوا أنفاسهم خوفاً وقلقاً، ها هم سكان أهالي فلسطين يتنفسون الصعداء من جديد، ، بعد أن أعلنت وكالة غوث وتشغيل « الأونروا » أن العام الدراسي سيبدأ كما هو مقرر له في 24 أغسطس دون تأجيل، وذلك بعد تحذيرات من عدم إمكانية « الأونروا » من بدء العام الدراسي في موعده بسبب نقص التمويل.

لكن يبقى التساؤل الذي يطرحه أهالي قطاع غزة على أنفسهم، كيف سيوفرون متطلبات أبنائهم للمدارس في ظل وضع اقتصادي سيء وتذبذب في الرواتب وتفاقم الأزمات والديون، خاصة أن بعض العائلات تمتلك أربعة أو خمس طلاب في المدارس.

أم عماد: لأهالي يعملون على استخدام الأزياء والحقائب القديمة من الأعوام الماضية، والعمل على إصلاح ما تلف منها

وفي هذا السياق قالت المواطنة أم عماد، إن الأهالي أصبحوا غير قادرين على تجهيز أبنائهم للمدارس وإدخال الفرحة لقلوبهم، لأن ما يتحصلون عليه بصعوبة من أموال يحاولون أن يوفرا القدر الكافي لسد حاجتهم وعائلاتهم من مأكل ومشرب وحياة إنسانية.

كما أكدت أنَّ « الأهالي يعملون على استخدام الأزياء والحقائب القديمة من الأعوام الماضية، والعمل على إصلاح ما تلف منها، وشراء فقط ما يضطرون إلى شرائه ».

أم همام: من حق أبنائنا أن يعيشوا حياة كريمة، وحياة دراسية متميزة

فيما رأت المواطنة أم همام أنه حتى من يستطيع توفير مستلزمات المدرسة لأبنائهم لا تجد لديه نفسية جيدة لذلك، مشيرةً إلى أن « كل ما شهدته غزة من فظائع وأكبرها الحرب الأخيرة على غزة لم تترك للمواطنين رغبةً في فعل شيء ».

وأضافت: « من حق أبنائنا أن يعيشوا حياة كريمة، وحياة دراسية متميزة »، داعياً الأهالي وكل المسؤولين إلى النظر بعين الرفق إلى الأطفال ودعمهم في مسيرة تعليمهم حتى ينضج جيل قادرٌ على استرداد حقه ووطنه.

هذا وقد استشهد أكثر من 530 طفل في قطاع غزة أثناء العدوان الصهيوني صيف عام 2014

جاء إعلان « الأونروا » ليتدارك السوق الغزّي وخاصة سوق الملابس ومستلزمات المدارس من الانهيار التام، بعد حالة من الركود غير المسبوقة، بالإضافة إلى افتقار السوق للسلع وغلاء أسعارها إن توفرت، بسبب الحصار المضروب على قطاع غزة منذ سنوات.

نصر: أصبحنا غير قادرين على دفع إيجار محلاتنا، ولا زالت البضائع تتراكم والخسائر تتوالي

من جانبه قال سمير نصر أحد بائعي المستلزمات الدراسية في سوق غزة، إن هذا الموسم من أسوأ المواسم التي صادفته، نظراً لتأخر إعلان « الأونروا » عن العودة للمدارس مما أدى إلى تكبدهم مخاسر كبيرة، متمنياً أن يكون الاعلان في صالحهم وتعود الحركة للأسواق.

وأوضح نصر لـ « فلسطين اليوم الاخبارية » أن سوء الحالة المادية والفقر الذي يعاني منه المواطنون ينعكس بالسلب عليهم، مؤكداً أن « الكثير من الأهالي ينتظرون المساعدات من قبل المؤسسات الخيرية أو من وكالة الغوث لتوفير الحقائب والزي المدرسي لأبنائهم، بدلاً من شرائها في ظل أوضاعهم الاقتصادية الصعبة ».

وزيادة في الأعباء أشار نصر إلى أن أسعار البضائع مرتفعة الثمن ومنها ما هو شحيح كذلك، موضحاً أن « تجار الجملة يرفعون الأسعار بسبب الاغلاق المستمر للمعابر وعدم دخول البضاعة المصرية، وانعدام دخول البضائع من الأنفاق، كل ذلك يزيد من معاناتنا كبائعين ويكبدنا مخاسر لا تتوقف ».

وأضاف: « أصبحنا غير قادرين على دفع إيجار محلاتنا، ولا زالت البضائع تتراكم والخسائر تتوالي ».

وفي ذات السياق أكد محمد أبو عاصي أحد بائعي « البسطات » في سوق غزة، إنه لم يشهد مواسم سيئة بقدر الذي نعيشه حالياً، مبيناً أنه ومنذ عرضه للزي المدرسي والحقائب وحتى اللحظة لم يبع سوى القليل، ذلك الذي لا يغطي ثمن البضائع أو حتى مصروف أسرته ومتطلبات الحياة اليومية.

وأرجع أبو عاصي هذا الشح إلى حالة الانقسام السياسي والاجتماعي الفلسطيني بين قطاع غزة والضفة، الذي أدى إلى تراكم الديون والقروض والفواتير، إضافة للحصار المفروض على غزة، ما أنهك المواطن والتاجر والبائع البسيط أمثاله.

الجدير بالذكر أن قطاع غزة تكبد خسائر اقتصادية جراء العدوان الأخير وصلت إلى 35 مليار دولار.