خبر الخنازير تنقذ قريباً البشر الذين لا يجدون متبرعين بالأعضاء

الساعة 08:51 م|21 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

كل سنة يموت 8000 شخص كانوا على قائمة الانتظار ولم يجدوا متبرعين بالأعضاء، لأنه لا يوجد أعضاء كافية، وهو ما جعل شركة “بيوتيك المتحدة للصناعات الدوائية” توجه اهتمامها إلى طرق لإنماء أعضاء من الخنزير ونقلها إلى الإنسان، وبعد أربع سنوات من العمل المتواصل أصبحت الشركة أكبر داعم تجاري حتى الآن لنقل الأعضاء من الحيوانات، أي النقل بين الأنواع المختلفة، وقد حققت في ذلك نجاحاً اولياً.

هذه ليست المرة الأولى التي تخطر فيها هذه الفكرة للعلماء، فقد حاول الأطباء في الماضي وضع أكباد وقلوب الخنازير داخل الإنسان، لكن محاولاتهم تلك باءت بالفشل، واتهم الأطباء عادة بجرائم القتل.

موت الإنسان يحدث بسبب الاختلاف بين الأنواع الذي يسبب تحفيز مناعة المتلقي وتوحشها، بشكل لا تستطيع حتى أدوية تثبيط المناعة كبح جماحه، لكن، إذا قررنا اختيار أفضل الانواع الأخرى كي ننقل منها إلى الإنسان، فإن تفكيرنا يتوجه إلى الخنازير بشكل منطقي، لأن الأعضاء لها الحجم المناسب، كما أن الخنازير سهلة الإيجاد.

فريق العلماء الذي سمى نفسه Revivcor، قام بالتلاعب في بيولوجيا الخنازير بحيث تقوم بإنماء أعضاء إنسانية، وقال مارتين روثبلات مساعد المدير التنفيذي ومؤسس الفريق أنهم يريدون أن يكونوا قادرين على إنتاج العشرات من الأعضاء كل يوم.

الفريق بدأ بباحث واحد فقط كان قد بدأ العمل على هذا لوحده بداية عام 2000، والذي اكتشف حينذاك طريقة لتثبيط نوع من السكر في الخنازير درس مسئوليته عن استحثاث رد الفعل المناعي القاتل في الإنسان، لكن البحث تطور بعد ذلك، ليقرر الفريق استخدام طريقة أخرى، بزرع جينات الإنسان في الخنازير، وتشغيلها، وكان هذا ممكناً نظرياً بسبب التشابه الوظيفي بيننا وبين أجساد الخنازير، فمثلاً، الخنازير لديها بروتين في الدم يمنع التجلط ايضاً، لكنه بنسخة أخرى أكثر تعقيداً.

الفريق يتقدم الآن أكثر، ففي يونيو نشر العلماء ورقة بحثية توثق زرع كلية من خنزير في قرد البابون، والتي صمدت لمدة 136 يوماً، كما أن جراحاً من المعهد الوطني للقلب والرئة والدم قال أن القلوب التي زرعها الفريق بقيت تعمل لمدة سنتين ونصفاً في قرود البابون، مسجلة رقماً قياسياً جديداً.

الخطوة القادمة للفريق هي زرع الرئة، وسوف يكون ذلك أصعب من كل ما سبق، فالرئة تحتوي كمية كبيرة من الأوعية الدموية، كما إنها متأثرة بالجهاز المناعي بكثافة، والأبحاث على ذلك لن تكون رخيصة.

المعهد ما يزال يمول هذا الفريق على أمل جعل زرع الأعضاء غير محدود ذات يوم، والفريق يأمل بهذا المعدل أن يصل إلى زراعة ناجحة للرئة من الخنزير إلى الإنسان في السنوات القليلة القادمة.