خبر « علان انتصر، سواء عاش أو مات ».. يديعوت

الساعة 09:06 ص|21 أغسطس 2015

بقلم

(المضمون: « الشباك » يعتبر محمد علان مخربا خطيرا، وحكومة اسرائيل تعتبره وجع رأس، أما الطاقم الطبي في مستشفى برزيلاي فيعتبره انسانا - المصدر).

في زاوية في غرفة العناية المكثفة في مستشفى برزيلاي في عسقلان تنام قنبلة موقوتة. معتقل اداري (31 سنة)، محامي في مهنته من نابلس يسمى محمد علان، مثل مخرب انتحاري بطيء تحت العناية الطبية. وهو مضرب عن الطعام منذ أكثر من شهرين، وكل يوم يموت قليلا.

علان يعيش أيام صعبة جسديا، شعرة تفصل بين حياته وموته. قبل اسبوع توقف عن الرؤية. نحن تعودنا على قتل المخربين، والحديث هنا عن شخص تعتبره الدولة مخرب، لكنه يحاول القضاء على نفسه. اذا مات فلا يمكن معرفة أين سيصل الصدى وكم سيكون من المصابين والقتلى. لقد حوله الشارع الفلسطيني الى رمز، وسجناء فلسطينيون يهددون بالانتقام.

هذا وضع غريب. فجأة أصبح من مصلحة اسرائيل الحفاظ على حياة من تعتبره مخربا. فهذه قنبلة تحاول الدولة تفكيكها بحذر. من جهة دون الانتصار عليه أكثر من اللزوم والتسبب في موته في السجن. ومن جهة اخرى دون الخضوع للتهديد والتسبب بموجة من الاضرابات عن الطعام للمعتقلين. لو كنا في الولايات المتحدة لكان بالتأكيد في مكان طبي خاص ومعقد لحالات كهذه. لكن نحن في البلاد، وعلان ينام في قسم العناية المكثفة وهو محاط بحراس مصلحة السجون، وعلى مسافة غير بعيدة يوجد مرضى آخرون يصارعون على حياتهم.

أحد الاشخاص المسؤولين عن الحفاظ على حياة علان، الدكتور يوسف مشعل، الذي يعمل في المستشفى منذ 1981. « أنا هنا بطاقيتين »، قال، « بالطاقية الاولى أنا عربي، وطبعا أتحدث العربية والعبرية. وبالطاقية الثانية أنا طبيب رفيع المستوى ومستشارا لامراض التلوث في العناية المكثفة ».

« وصل علان الى هنا مثل البرق في يوم مشمس من سوروكا. وأنا لا أعرف لماذا. سجين في سرير، مع الكثير من الحراس، مكبل الرجلين، وفي اليوم الخمسين لصومه. يشرب المياه فقط ولم يسمح لنا بلمسه. ولم نعرف كم النبض وضغط الدم ودرجة الحرارة. سألته عن اسمه وكيف يشعر وكم عمره. قلت له إنني طبيب عربي وطلبوا مني الترجمة. إنه يتحدث العبرية الركيكة. قلت له أين هو موجود وطلبت اجراء بعض الفحوصات التي هي امور اساسية. فقال لا. سألته هل أنت مستعد للأكل. فقال لا. هل تعرف نتائج ذلك؟ قال نعم. أنا أعرف وقرأت. أعرف ما يمكن أن يحدث في اليوم الـ 52 والـ 54 والـ 60 ».

قسام بجانب المكتب

« في الابحاث الطبية توجد شهادات على 75 يوم صيام. نحن الآن في اليوم الـ 63 »، قال لي هذا الاسبوع مدير مستشفى برزيلاي، د. حيزي ليفي، الذي كان في السابق ضابط طبي رئيسي في الجيش الاسرائيلي.

هل لديك جدول يأس؟ « لا، أنا في حالة يأس بدون جدول ».

المريض الذي حصل عليه ليفي قبل عشرة ايام يثير الاهتمام الكبير، وقد اضطر للخروج الى وسائل الاعلام والتحدث عن حالة علان كما لو كان طبيب رئيس الحكومة، وليس كباقي مدراء المستشفيات في العالم. ففي الطريق الى مكتبه يوجد تمثال لصاروخ قسام اسود.

حصلت على أسير عنيد جدا، مصمم جدا على الصيام« ، قال. »نحن نسير على حبل دقيق جدا بين الحاجة والواجب لاحترام رغبة المريض، وبين الحاجة والواجب لاعطاء العلاج الذي ينقذ الحياة. أفهم ما هو ملقى على أكتافنا، ايضا على المستوى الجيوسياسي، لكننا قررنا التركيز على الطب المهني الصحيح والاخلاقي. هذا ايضا يحوي الكثير من الصعوبات والالغام« .

كيف تعالجون من لا يريد أن تعالجوه؟

»في الاسبوع الاول نحن لم نعالج. أقمنا لجان اخلاقية كل يوم، وقررنا أنه في المكان الذي تظهر فيه علامات عدم الوعي أو الخطر الفوري على الحياة، فاننا ننقض عليه ونعالجه لانقاذ حياته. في تلك اللحظة يكف عن الاضراب عن الطعام ويبدأ بصفته مريضا« .

ماذا بخصوص التغذية القسرية؟ مؤخرا تم سن القانون الذي يسمح بذلك.

»في اليوم الخمسين فما فوق ليس هناك معنى ولا امكانية لاعطائه الطعام عن طريق الجهاز الهضمي لأنه لن يمتصه. سيقولون حسنا، لنعطه مواد مفككة – لن يتم طعن الشاورما واطعامه إياها، لكن هذا لن يطلب منا. نحن نعطيه ما ينقصه كعلاج« .

أرجو أن توضح.

»عندما تأكل موزة ففيها بوتاسيوم حيوي جدا لعمل القلب. البوتاسيوم عند محمد منخفض جدا. اذا أنت لا تعطيه موزة بل تعطيه سائل فيه بوتاسيوم، والجسم يأخذ المركبات المهمة« .

هل اتصل بك أحد من »الشباك« وقال »لا تسمح بموته« ؟

»لا. نحن مستشفى، وهذه وظيفتنا، الحفاظ على حياته. ولكن مع احترام القانون« .

هل تحدثت معه؟

»نعم. فأنا أتحدث العربية. وعرفت أن الحديث يدور عن شخص مثقف، محامي، له اخوة في الولايات المتحدة وروسيا وهنا. هو لم يوافق على وصله بجهاز الرقابة، لهذا وضعت بجانبه ممرضة لـ 24 ساعة في اليوم لمراقبته والتحذير في حال تدهور حالته. ممرضة وكأنها جهاز رقابة. ممرضة واحدة اتفقت معه على احضار جوز الهند له لكن بعد وقف الاضراب. وقد دعانا لأكل « المقلوبة » عنده. وفي مرحلة ما عملت على ادخال والدته لتراه. وعرفنا أن التغيير لن يكون من جهة الأم، لكننا طلبنا منها المجيء لأنها والدته« .

في مقصف المستشفى تجلس والدة علان، معزوزة، وهي تشرب القهوة. تبلغ 65 عاما، وتغطي رأسها وجسمها، وتقول بين الفينة والاخرى »الله أكبر« وترفع يديها الى السماء. إنها هنا منذ اسبوعين والمستشفى منحها غرفة للنوم والأكل.

»منذ 18 حزيران يعيش إبني على الماء، وهو ضعيف جدا ووضعه حرج« ، قالت الأم. »أنا خائفة، أريد أن أرى أحفادي منه. وقد تحدثنا عن العروس قبل اعتقاله بأيام، وأردنا الذهاب لخطبتها. ولو لم يكن اعتقل لكان متزوجا. حرام. إنه محامي. لديه مكتب في نابلس ورام الله. وهناك محامون يتدربون عنده. وهو المعيل للبيت الذي فيه اربعة أفراد. ومنذ اعتقاله أغلقوا مكتبه« .

يقولون في »الشباك« إنه خطير على اسرائيل لهذا اعتقلوه.

»قال هذا أحد يكرهه. وشوا به. واذا كنتم تعتقدون أنه خطير فحاكموه« .

لكنه سبق وكان في السجن.

»كان عمره عشرين عاما، واعتقل بسبب رشق الحجارة والمشاركة في مظاهرات الجامعة. كانوا شباب صغار أخذ الواحد الآخر ورشقوا الحجارة« .

هل زرتيه في الغرفة؟

»مرتين لربع ساعة. قلت له أنت بريء، والله سيخرجك من هذا. طلبت منه أن يأكل. أنا أخاف عليك، فكر مرتين. فقال لي إنه قرر الاستمرار حتى النهاية. فالله معي، أنا بريء وليس هناك شيء ضدي« .

حتى لو كان على حق، فانه قد يموت.

»أخاف على حياته، وأبكي كل ليلة. ولكن من ثقته ببراءته لا أريد مجادلته بل تأييده. ليس هناك أم تقبل أن يكون إبنها معتقلا وهو بريء« .

ايضا ليس هناك أم مستعدة لأن يموت إبنها لهذا السبب.

»أنت مُحق. ولكن يجب أن يحصل على الحرية. لقد قال اذا كان هناك ضدي فأنا أريد المحاكمة. إنه انسان. عندي ست بنات واربعة اولاد، ومحمد هو الاصغر بين الاولاد، وقد أحب القراءة جدا« .

أي كتب أحب قراءتها؟

»القرآن الكريم. وقد كان يصلي ويصوم« .

لقد اقترحوا عليه حل وسط وهو مغادرة البلاد الى الاردن أو التحرر في الثالث من تشرين الثاني.

»اذا كان الامر كذلك فليمت هنا. فليس عنده ما يفعله في الاردن. عندنا هنا منزل وارض ولن نتركهما. فليذهب حتى النهاية ونحن معه« .

حتى لو مات؟

»هذا قضاء وقدر. لقد اتخذ القرار ونحن سنؤيده« .

بالمناسبة، ما الذي يحب أكله؟

»الشوربة والمقلوبة والأرز مع لحم الضأن« .

هل فكرت بأن تحضري القليل له، وهل سيقنعه ذلك بالأكل؟

تضحك. »بعد انهاء اضرابه سأحضر له الطعام كل يوم. فهو يحب طبخي« .

يطلقون صافرات السيارات

الدولة كلها تحدثت هذا الاسبوع عن علان. هناك من توقف نفسهم خشية تدهور وضعه، وآخرون أملوا أن يموت. وفي خارج المستشفى تحدث مظاهرة غريبة قليلا. قافلة من السيارات تحمل الاعلام الاسرائيلية وتمر على الشارع الوحيد للمستشفى وتغلقه ويطلقون صافرات السيارات. »ياللاه، ليمت محمد« ، يصرخ أحد المتظاهرين من داخل سيارته المكيفة. واسأل شخص آخر عن سبب المظاهرة فيجيب »إنها مظاهرة تأييد« . تأييد ماذا؟ »موت المخرب« . ومن الذي نظم هذه المظاهرة؟ »إنها عفوية« ، ويضيف »اعضاء من الليكود« . في خارج المستشفى يأمل الاسرائيليون موت علان، وفي الداخل اسرائيليون آخرون يحاولون انقاذ حياته.

على حائط مدخل المبنى الذي يُعالج فيه نقش مقطع من صلاة الطبيب للرمبام: »إمنحني النظرة لكل من يعاني ويطلب استشارتي، بدون فرق بين الغني والفقير، الصديق والعدو، الجيد والسيء. أريني الانسان فقط« . والى جانب هذا كتبت مقولة للمستشفى: »الناس قبل كل شيء« . باختصار، لا يمكن معالجة من تعتبره اجهزة الامن مخرب، ببساطة. اغلبية المرضى هم من سكان المنطقة، واشخاص تلقوا في السنة الماضية مئات الصواريخ من القطاع. ايضا الطاقم الطبي تلقى الضربات. وفي الطريق الى غرفة العناية المكثفة تقول لي احدى الموظفات في المستشفى: »هنا سقط صاروخ قسام« . يوجد هنا مرضى من غزة، وكثير من الناس يعملون في هذا العمل غير البسيط لانقاذ حياة الناس. وعدد كبير منهم ينشغلون في الايام الاخيرة بمحمد علان.

بيريز: »أنت تعالج شخص كان يمكنه الحاق الأذى بك. ولو كان ألحق الأذى بي، لكان هذا سببا كافيا. لكن حينما تشاهد شخصا نائما فأنت منفصل نهائيا. إنه انسان. أنا أتحدث العربية، وقبل أن يسقط تحدثت معه وقد تذكر اسمي. ونادى أين أبي؟ أين أبي؟ استدعوا أبي. وقال لي أنت انسان جيد، فحافظ علي.  أمس رافقته طول فترة الصباح، وشد علي يدي بقوة ورفض تركها، ليشعر بنوع من الأمان، وليشعر أنه ليس وحيدا« .

بيدار: »أمس لم يكف عن القول أنتم تعاملوني بشكل جيد، ولا لي مشكلة في هذا. رأيت هناك اشخاصا قادوا السيارات وهم سكارى، وقتلوا عائلة كاملة، ونحن نقدم لهم العلاج. وحينما أطلقوا علينا في الجرف الصامد وصل مرضى من غزة ومنهم اولئك الذين قاموا بتجهيز العبوات وفجروها، وحصلوا عندنا على العلاج الكامل وخرجوا على أقدامهم. أنت تحمل مشاعرك الى البيت، المشاعر الصعبة« .

بيريز: »هذا صعب لي. إنهم يعرفون « إذبح اليهود »، وفجأة يرون انسانا« .

من اجل الحفاظ على حياة الانسان يجب عليه أن يأكل، أو على الأقل الحصول على الحد الأدنى مما يحتاجه الجسم. ريكي غروبر، مديرة وحدة التغذية والريجيم في المستشفى تعمل في ذلك كل يوم، حيث يحلق قانون التغذية القسرية فوق قصة علان، الذي تم سنه في الكنيست، ويسمح للاطباء بتغذية المريض بخلاف رغبته.

»الآن لا تتم تغذيته« ، قالت غروبر، وتوضح أنه بسبب وضعه الخطير فليس لديها ما تفعله الآن. وهي ستبدأ العمل اذا عاد علان لتناول الطعام. »اذا أكل الآن ساندويش شنيتسل وحمص أو شاورما فهذا سيقتله. سيموت. من أين نعرف هذا؟ من الكارثة. نجا أبي من برغن بلزن، وقد قال لي إنه لم يفهم لماذا لا يسمحون لهم بالانقضاض على الكعك. فقد أحضروا الكعك هناك، وفي الاماكن التي سمحوا للناس بأكله ماتوا فورا. من هناك تراكمت المعرفة وبدأوا باجراء الابحاث حول تجديد الأكل لمن لم يأكل لفترة طويلة. شخص كهذا يجب تأهيله قبل تغذيته، يجب اعطاءه خمس سعرات حرارية لكل كيلوغرام من جسمه. مثلا شخص يزن 70 كغم يجب أن  يأكل ألفي سعر حراري. وللشخص المضرب يجب اعطاءه 350 سعر حراري في اليوم، قطعة حلوى لكل اليوم بدون طبقات. وفي المقابل يجب اعطائه فيتامين « بي 1 »، وهو يحتاج الى اسبوعين للعودة الى الأكل الطبيعي.

واذا قرروا تغذيته؟

« عندها سنعالجه ».

وماذا فيما يتعلق بالتغذية القسرية؟

« نضع له خطة تأخذ في الحسبان أنه يرفض الأكل. وستكون على الاغلب بواسطة الأنبوب ».

هل ستشاركين في أمر كهذا؟

« اعتباري مهني. فأنا أغذي اشخاص حتى لو قالوا إنهم لا يريدون. واحيانا يكونون في حالة صعبة ويتألمون. أعتقد أن هذا موضوع أساسي. لا يوجد لدي صراع. حتى لو مات فلن يكون هذا من الجوع. لا أريد أن يموت المريض من الجوع. يمكن أن هذا بسبب أنني من الجيل الثاني ».

حتى الآن تمت معالجة علان بمساعدة الفيتامينات والاملاح وليس التغذية القسرية. « في صباح يوم الجمعة تم استدعائي فورا »، يقول د. مشعل. « كان فاقدا للوعي وأجرينا تقييما سريعا ووجدنا أن حياته في خطر. بعد أن فقد وعيه قمنا بادخال السوائل بحذر، الاملاح بالتدريج والفيتامينات بكمية كبيرة. وعندما حاولنا اجراء التنفس الاصطناعي له بدأ يقاوم، وكان يجب تهدئته. وفي فحوصات الدم تبين نقص الفيتامينات والاملاح وأن قلبه والمرارة مصابان وعنده التهاب رئوي والكلى أصيبت ».

كيف يمكن علاج شخص لا يريد العلاج؟

« هذا هو الامر الاصعب بالنسبة للطبيب. كل ما تعلمته من الحياة هو علاج الناس وانقاذهم. وفي حالة المضرب فان حالته تتدهور، وهو لا يريد وأنت لا تستطيع. لديك كل الأسس والأدمغة والتجربة، وفي المقابل يقف أمامك شخص لا يمكنك انقاذه ».

 وماذا عن التغذية القسرية؟

« نحن نتصرف وفق هستدروت الاطباء في اسرائيل: لا نوافق على هذا. أعتقد أن هذا تعذيب. هذا يسبب له الضرر الجسدي. ادخال أنبوب الى الرئتين سيقتله بالتهاب رئوي حاد، واذا قاوم فقد يخرج الدم من كل ثقب. واذا كان علاجه بشكل عنيف فأنت في مشكلة. أنا لا أعمل على تغذية أحد بالقوة. وفي نهاية المطاف يوجد ضمير، هكذا علمونا – العمل بضمير ».

اطباء تحت خطر المقاطعة

محمد علان يوجد منذ تشرين الاول في الاعتقال الاداري. وقد قدمت ضده مواد سرية للمحكمة التي صادقت على اعتقاله مدة نصف عام. بعدها تم تمديد الاعتقال نصف عام آخر. يزعم « الشباك » أن هناك معلومات حول صلته بنشيط ارهابي من الجهاد الاسلامي من اجل تنفيذ عمليات. حوالي 400 أسير فلسطيني (وثلاثة من فتيان التلال اليهود) هم معتقلين اداريين. لا تتم محاكمتهم بل يسجنون لفترة معينة لمنع الخطر. علان يزعم أنه بريء، وتزعم الاجهزة الامنية عكس ذلك. وقد اقترحت الدولة حل وسط: أن يتحرر في 3 تشرين الثاني، بعد انتهاء فترة الاعتقال الحالي. وهنا يبرز سؤال: اذا كان علان شخص خطير فكيف يسمحون بتحرره؟.

عميد علان، شقيقه الأكبر (43 سنة)، حصل في يوم الثلاثاء على اذن لزيارته في المستشفى. « دخلت الى الغرفة ولم أصدق. لم يكن هذا أخي. نصف جسم، لا يرى، العيون كما هي بعد حادثة، الجلد جاف. هذا شيء مخيف. بصعوبة واصلت الحديث معه وسألته هل أنت بخير؟ وشجعته. تحدثت لدقيقتين، أما هو فلم يستطع قول أي شيء ».

هل طلبت منه أن يوقف اضرابه؟

« قلت له لماذا لا تسمح لهم بعلاجك؟ فأجابني: لا تقل لي هذا مرة اخرى، لا يجب أن أكون هنا. فصمت. فمحظور أن أجعله ينفعل الآن لأنه اذا تم استفزازه فهذا خطر عليه. هذا ما قاله الطبيب. لهذا لم أضغط عليه. هو في السجن منذ تسعة اشهر بدون ملف. هل تعرف ماذا يعني بدون ملف؟ إنه محامي وهو يعرف ماذا يعني هذا. ولو كان رآه أحد من الحكومة الآن لقال أطلقوا سراحه ».