خبر كوماندو حماس يزداد قوة

الساعة 05:51 ص|21 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

مدربون جيدا ومزودون بالتجهيزات المتقدمة والحديثة المتوفرة، ومشحونون بالحافز والدافعية، ويسعون للحصول على صورة انتصار هذه هي القدرات المتعاظمة والصورة الحقيقية التي رسمها الجيش الاسرائيلي للكوماندو البحري التابع لحركة حماس الذي نجح باستخلاص العبر من عملية « زكيم » لينشغلوا الان بالتخطيط للعملية القادمة عبر البحر.

لقد كان احد ابرد الايام في الشتاء حين وقف 10 افراد كوماندو بحري مرتدين في ارجلهم « الزعانف » على شاطئ مدينة غزة وكانت الساعة تمام الخامسة فجرا ليشاركوا في التدريب الخاص باللياقة البدنية وفنون الغوص في اعماق مياه البحر الباردة ومع بزوغ الفجر قرر القائد وفي اخر لحظة الغاء التمرين بسبب مياه البحر الهائجة لكن المقاتلين لم يعودوا الى منازلهم بل شرعوا بتمرينات مكثفة على اللياقة البدنية تضمن الركض على الرمل وتمارين اخرى خاصة بتقوية بنيتهم الجسدية، وهذا هو احد تعبيرات الحافز القوي والدافع العظيم الذي يحركهم ويحثهم على تحسين قدراتهم ورفع مستوى الكوماندو البحري التابع لحركة حماس تلك الوحدة التي شنت اولى عملياتها خلال الحرب الاخيرة على غزة « الجرف الصامد » حين هاجم افرادها موقع « زكيم » العسكري وتخطط في الحرب القادمة لتفجير اربع محطات لتوليد الكهرباء في اسدود .

بدت محاولة حماس الفاشلة تنفيذ عملية من خلال اربعة من افراد الكوماندو الذي تم تصفيتهم من الجو للوهلة الاولى كقصة نجاح كاملة للجيش الاسرائيلي الذي قال بانه نجح بتحريك قواته لتقتل هؤلاء الاربعة ووصم حماس بالفشل الذريع في اولى عملياتها البحرية .

حرص الجيش الاسرائيلي على نشر صور عملية قتل افراد الخلية لكن بعد عدة اشهر شهد الجيش فضيحة كبرى تمثلت في خلل كبير اصاب نظام حماية المعلومات ليصل الى ايدي حماس تسجيلا سريا تابعا لقيادة المنطقة الجنوبية الاسرائيلية ظهرت فيه جوانب اخرى لعملية الكوماندو الفلسطيني حرص الجيش الاسرائيلي على اخفائها .

وظهر في الفيلم العسكري الاسرائيلي السري للغاية ان افراد الكوماندو مكثوا على الساحل الاسرائيلي اكثر من 40 دقيقة نجح خلال احد افراده بالصاق عبوة ناسفة على جسد دبابة اسرائيلية وفجرها لكن الانفجار لم يوقع اصابات حسب الجيش.

منح تسريب الفيلم افراد الكوماندو البحري التابع لحماس مزيدا من المعنويات والدافعية قبل ان يشكل خسارة دعائية كبرى للجيش الاسرائيلي لان افراد الكوماندو ادركوا ان زملائهم الذين نفذوا العملية حققوا انجازات، الامر الذي ادى الى اتخاذ حماس قرارا باستثمار المزيد من الموارد لتطوير قدرات الكوماندو البحري الذي يقابله على الجانب الاخر من حيث التصنيف العسكري « شيطت 13 » حسب تعبر موقع « يديعوت احرونوت » الالكتروني صاحب هذا التقرير المنشور اليوم الخميس .

واضاف الموقع « ضاعفت قوة حماس البحرية خلال العام الماضي من قوتها وضمت الى صفوفها العشرات من المقاتلين الشبان المدفوعين بمعنوية وحافز عال للقتال ومدربين جيدا على استغلال مميزات تحت سطح الماء لتنفيذ عملية استراتيجية كبرى ضد اهداف اسرائيلية منتقاة خلال الحرب القادمة.

وتتواصل عمليات الاعداد والتدريب وفقا لعقيدة ونظرية قتالية منظمة فيما يعتقد الجيش الاسرائيلي جازما بان حماس ستعود في الحرب القادمة للهجوم عبر البحر لكن هذه المرة سيكون الهجوم اكثر جدية ونجاعة وستسجل نجاحات اكبر بما في ذلك عمليات وصولا الى حدود محطة توليد الطاقة جنوب عسقلان التي تبعد هوائيا 4 كلم فقط عن شمال قطاع غزة هي مسافة يمكن لأفراد الكوماندو البحري التابع لحماس ان يقطعوه تحت سطح الماء بنجاح تام وبسرية كاملة حاملين على ظهورهم كامل عتادهم وسلاحهم.

ووفقا لتقديرات الجيش سيكون قتل الاسرائيليين في هذه العملية هدفا ثانويا بالنسبة لحماس وكذلك يشك الجيش بان حماس تطمح الى وقف عمل محطة توليد الكهرباء التي تزود سكان المنطقة الجنوبية بالتيار الكهربائي بل سيكون الهدف كما يبدو ووفقا لتقديرات الجيش اطلاق صواريخ مضادة للدروع باتجاه »مداخن« المحطة والتسبب بوقوع حريق يمكن تصويره ما يمنح حماس صورة الانتصار والنصر التي تسعى اليها .

هناك خيار اخر امام فرق الكوماندو يتمثل بالغوص الى المنطقة الفاصلة بين اسدود وعسقلان ومن هناك اطلاق صواريخ ارض - ارض باتجاه سفن تجارية ترسوا في ميناء اسدود، ما سيوقف التجارة البحرية الاسرائيلية .

وتشير التقديرات الاسرائيلية الى ضرورة اشراك اعداد كبيرة من المقاتلين في هذه العملية كما سترافقهم نيران تضليلية ثقيلة سيتم توجيهها الى شمال غلاف غزة وهذا عاملا لم يكن متوفرا خلال عملية »زكيم" .