خبر بصق نار- يديعوت

الساعة 10:33 ص|19 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: الهذر الذي نخلقه الان لغرض التأثير على الكونغرس لرفض الاتفاق النووي مع ايران وكأن ايران تستهدف اشعال معركة في الجولان هو واحد من المسارات نحو التدهور الذي قد ندفع عليه ثمنا باهظا - المصدر).

 

يخيل للحظات أن ثمة بضعة اشخاص عندنا لن يعارضوا لو أن بضعة صواريخ كانت تطير الى هنا من لبنان أو من سوريا، أن تسخن الحدود قليلا، ربما قتالا لبضعة ايام – على أن يكون ممكنا اسقاط هذا الحدث على الايرانيين والاثبات للعالم كم هو الهديد الايراني على المنطقة خطير، ولا سيما بعد الاتفاق النووي.

 

ولكن ما العمل، الايرانيون وحزب الله لا يوفرون البضاعة: فلم يحصل أي شيء جديد على حدود سوريا ولبنان مع اسرائيل في الاشهر الاخيرة، باستثناء سياقين يحصلان على مسافة الاف الكيلومترات من هنا في واشنطن وفي طهران. فالكونغرس الامريكي يوشك على أن يقر – أو يرفض – الاتفاق مع ايران في ايلول، وفي ايران يستعدون للانتخابات في بداية 2016 لمؤسستين هامتين: المجلس (البرلمان) ومجلس الخبراء الذي سينتخب الزعيم الروحي التالي.

 

في الجبهتين الارض تشتعل والافواه – في واشنطن، في طهران وفي القدس – تبصق النار. منذ بضعة ايام تجري في اسرائيل حملة تحت شعار « الايرانيون على الجدار »! بهدف التجسيد بالملموس وكأن « التهديد الذي حذرنا منه يتجسد امامنا! » والاظهار بان الامريكيين لم يعالجوا التآمر الايراني ونحن سندفع لقاء ذلك ثمنا باهظا. وفقط من أجل زيادة القلق الجماهيري، يضيفون عندنا ايضا داعش وجبهة النصرة وكأنها هي ايضا جاهزة في مناطق الدخول كي تهجم على هضبة الجولان.

 

لدى الايرانيين الصراع بين المحافظين والاصلاحيين يبدأ فقط: ما يولد التصريحات المتطرفة ضد الاتفاق مع الغرب والتهديدات على اسرائيل وعلى الولايات المتحدة. وخلف كل هذا الهذر يختبىء صراع سياسي سواء على الخليفة المحتمل لخامينئي أم على الهيمنة في البرلمان ايضا.

 

وعندنا: مسؤولون كبار في الجيش جندوا للهجوم الاعلامي الاسرائيلي حيال واشنطن نجدهم مشوشين بعض الشيء: فمن جهة يتوقع الاخرون منهم ان يرووا كم هو الوضع على الحدود متوتر وسائل. ومن جهة اخرى يعترفون بان حزب الله ينقل رسائل بانه ليس معنيا بتسخين الحدود، وحتى ايران لا مصلحة لها الان في استخدام حزب الله ضد اسرائيل. التقدير في الجيش هو أنه طالما كانت ايران تسعى الى الاستفادة من انجازات المفاوضات مع الغرب، فانها لن تشعل لبنان. ينتشر حزب الله في سبع مراكز في سوريا وفي العراق و5 الاف مقاتل للمنظمة يتواجدون خارج الجبهة الاسرائيلية بينما اكثر من الف من رجال حزب الله قتلوا في سوريا وفي العراق.

 

أما الدور الاستخباري الايراني في الجولان فهو مسألة اشكالية مستمرة منذ بضع سنوات. بينما عدد الارهابيين الدروز من منطقة الحضر ممن يستخدمهم الايرانيون لن يتمكنوا من احصائهم.

 

 في الجيش الاسرائيلي ايضا يعترفون بانه منذ اندلعت الحرب الاهلية في سوريا قبل أربع سنوات تقترب كمية الاحداث على الحدود من الصفر. فنصف السكان المدنيين في الجولان السوري – فروا. والقوات المسلحة التي تتجول هناك هي اساسا سكان مسلحون باسلحة خفيفة يهتمون بالدفاع عن مساكنهم، طرد النظام السوري وقتل الواحد الاخر. بعضهم انضموا الى الاسلاميين المتطرفين – إذ من هناك يأتي الدعم والمال – وآخرون انضموا الى منظمات « معتدلة ». وليس لاي منهم مصلحة في التحرش باسرائيل.

 

مؤخرا نفذت الفرقة اللوائية الجديدة في الجولان مناورة شاملة لحماية الهضبة وفي اطارها تدربت على سيناريوهات متطرفة مثل وقوع تسلل الى بلدة اسرائيلية، سيطرة على موقع عسكري، اطلاق صواريخ وزرع عبوات. ولما كانت طريقة الدفاع العسكرية الاسرائيلية هي الهجوم – لعلهم ايضا نفذوا اعمالا هجومية داخل الارض السورية المجاورة للحدود. كانت هذه مناورة تستهدف فحص جاهزية الفرقة، ولكنها اصبحت عناويت رئيسة تبشر بان الجيش الاسرائيلي وكأنه يستعد لاحتلال الجولان السوري.

 

ما بالفعل من شأنه أن يحصل هو التدهور نحو مواجهة شاملة كنتيجة لاخطاء وقراءة غير صحيحة لسلوك العدو. وكاد هذا يحصل في بداية السنة عندما ادعى حزب الله بان اسرائيل قتلت بعض من نشطائه، بمن فيهم جنرال ايراني. ووقعت لحظات كانت فيها قيادة المنطقة الشمالية مستعدة لمواجهة شاملة. ان الهذر الذي نخلقه الان كي نؤثر على الكونغرس الامريكي هو واحد من المسارات نحو التدهور.