قائمة الموقع

خبر القانون الاسوأ في العالم -هآرتس

2015-08-18T09:50:03+03:00
فلسطين اليوم

 

القانون الاسوأ في العالم -هآرتس

بقلم: نحميا شترسلر

          (المضمون: قانون الترتيبات يحوي الكثير من الاصلاحات، ومن يعارضه فانه يفعل ذلك من اجل الاثرياء وأصحاب رأس المال - المصدر).

          قانون الترتيبات هو القانون الاسوأ. يجب علينا فعل كل شيء لمنع المصادقة عليه في الكنيست. الحديث يدور عن قانون تسبب بضرر غير قابل للاصلاح لنا في عام 1985 حينما كبح التضخم الزائد، وبذلك منع استمرار انخفاض أجر العمال. وفي 1991 تفاقمت المشكلة عندما تم فتح الاقتصاد للمنافسة مع جنوب شرق آسيا وهكذا تراجع بشكل حاد سعر قطاعي النسيج والالكترونيات. فبدلا من أن يكون سعر القميص 200 شيكل أصبح السعر 50 شيكل. وبدل أن يكون سعر التلفاز 4000 شيكل أصبح سعره 1200. هذه كارثة للتجار.

          في 1997 سمح القانون بالاصلاح في التأمين الالزامي للسيارات، الامر الذي حفض تكلفته الى النصف. وشركات التأمين تكره هذا القانون حتى اليوم. وعلى مدى بضع سنوات تسبب بقائمة طويلة من الاصلاحات في مجال الاعلام، الامر الذي مكّن من زيادة عدد شركات الهواتف الخلوية، والانتقال  السهل من شركة الى شركة من خلال « انتقال الارقام » وتخفيض اسعار المكالمات واستخدام الانترنت بشكل كبير. وبدون هذا القانون كنا سنجلس اليوم أمام هاتف حكومي كبير اسود ونحاول الاتصال بـ « الانترنت »، لكن « الانترنت لا يجيب ». هذه أمثلة قليلة فقط.

          استمرت معارضة القانون بضع سنوات، وهي كانت تصل دائما من اعضاء كنيست يرون كل شيء معاكسا. فلديهم الابيض هو اسود والجيد هو سيء. احدى المتطرفات من بينهم كانت شيلي يحيموفيتش، التي تتحدث دائما بلهجة حادة ضد كل شيء، وايضا ضد قانون الترتيبات: « ليس في القانون اصلاح واحد حتى يمكن القول إنه يوجب الازدهار أو يمنح الامل للمواطنين ». كم يوجد من الجهل في جملة واحدة.

          لنأخذ مثلا ستة اصلاحات: الاصلاح في مجال الأعلاف – خفِّض اسعار الدجاج بعد أن تلغي احتكار المنتجين لاسواق معينة، الامر الذي قلص الانتاج ورفع السعر بـ 25 بالمئة في السنوات الثلاثة الاخيرة. الاصلاح في مجال الكورنفليكس – أزل حواجز التجارة في موضوع استيراد الغذاء اليابس، الكورنفليكس، الباستا، السكر، البن، الكوكاكولا، الكعك، البسكوت، الأرز، وبذلك تُخفض الاسعار. الاصلاح في حليب الماعز – خفِّض سعر الجبن المرتفع عندنا بصورة كبيرة. المنافسة أمام البنوك – أدخل المنافسين الجدد وبذلك تخفض سعر الفائدة التي تدفعها المنازل. الاصلاح في مجال التأمين الصحي – قلّص التأمينات المزدوجة والمرتفعة لصالح المواطنين. الاصلاح في مجال الغاز – إسمح بالتوصيل السريع والناجع للغاز الطبيعي الرخيص الى المصانع.

          كل هذه الاصلاحات بدون استثناء تُدخل المنافسة الى السوق، وتخفض الاسعار، وتزيد النمو – خلافا لما تقوله يحيموفيتش.

          المعارضون لهذا القانون يزعمون أنه قانون غير ديمقراطي، لكن قانون الترتيبات يمر بـ « طريق الآلام » الى أن يصل الى المصادقة. ويمر بالتصفية من قبل وزير المالية ورئيس الحكومة. بعد ذلك يقضم منه المستشار القانوني للحكومة كل ما هو غير مرتبط بالميزانية. وفي السياق يصل الى الوزراء الذين يتجادلون مع المالية حول كل اصلاح يتعلق بالوزارات. وبعد ذلك فقط يصل الى الكنيست للمصادقة عليه.

          يوجد لاعضاء الكنيست الوقت من اجل التعلم والنقاش فيما يتعلق باصلاحات القانون.  ولديهم بضعة اشهر. فليعملوا اذا ليل نهار، بما في ذلك عشية الاعياد وايام الجمعة. إنه زمن الاقتصاد الآن.

          من أين تنبع المعارضة للقانون؟ انها نتيجة عمل اللوبيين الذين يحصلون على الاموال الكثيرة من اجل تمثيل اصحاب المصالح وأرباب المال والصناعيين والمزارعين واللجان الكبيرة – التي تعارض قانون الترتيبات لأنه يضر ببئر الزيت الخاصة بهم.

          ومن يخدم أصحاب المصالح هؤلاء؟ اولئك الذين يسمون أنفسهم خطأ اعضاء كنيست « اجتماعيين ».

اخبار ذات صلة