خبر نعم للجار- معاريف

الساعة 10:54 ص|17 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: عوديد تيره

في شهر ايلول سيخرج رئيس الوزراء الى الامم المتحدة في نيويورك لالقاء كلمة امام الجمعية العمومية. وعلى حد افضل تقديري، فان هذه فرصة للشروع في خلق تحالف بيننا وبين الدول السنية والعالم السني المعتدل، الذي يوجد على مدى الصواريخ النووية الايرانية. فدول مثل مصر والسعودية، يمكنها أن تشكل جسرا نحو مزيد من الدول السنية، هي جمهورنا المستهدف. كما ان الاقلية السنية الواسعة في اوروبا هي جزء من هذه الجمهور ايضا. على نتنياهو أن يشرح وحدة المصالح الاستراتيجية لدولة اسرائيل مع الجماهير السنية في العالم بأسره. فالعالم يوجد اليوم في ذروة صراع كبير بين الشيعة بقيادة ايران وبين طيف من الكيانات السنية. العالم السني يخاف التهديد الايراني لاعتبارين اساسيين: أولا، هناك خوف بين السنة من أن يخلق تعزز قوة ايران هيمنة استراتيجية في الشرق الاوسط فتنهار الانظمة السنية كنتيجة لذلك. وهذا سيساعد الايرانيين، على حد نهجهم، في نشر الاسلام الشيعي في المنطقة. ثانيا، هناك خوف مادي من ان تتعرض الدول السنية لهجوم بسلاح صاروخي وغيره فيصاب مواطنوها بلا تمييز. اما السنة في اوروبا بالمقابل، فيخافون تسلل الهيمنة الايرانية نحو اوروبا ايضا. فما الذي يمكننا أن نعرضه على السنة؟ أولا، تكنولوجيا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول السنية المعتدلة. وكذا، التعاون الاستراتيجي وذلك رغم تأييد الولايات المتحدة للشيعة. لقد أثبتنا اننا يمكننا ان نتخذ مواقف وأعمالا مستقلة بل وخلافا لارادة الولايات المتحدة. والتحالفات الاستراتيجية ستستوجب ايضا استخداما للقوة، في صالح الحلفاء، ولا ينبغي الامتناع عن ذلك. فاستخدام القوة يمكن أن يكون مساعدة جوية واستخبارية وكذا قتال السايبر. نحن يمكننا أن نساهم لاوروبا بقدرة تكنولوجية هامة من أجل المساعدة على تنمية القارة.

          على الحكومة أن تفكر بمساهمة محتملة اخرى من جانبنا في صالح الجمهور السني المعتدل في المنطقة وفي اوروبا والاعراب عن ذلك في الامم المتحدة دون خوف. علينا أن نعقد حلفا مضادا لحلف الامريكيين مع الشيعة. هذا الحلف مع السنة سيعززنا في نظر الامريكيين والاوروبيين، يلطف المقاطعات من جانب اوروبا ويقلل الضغط على اسرائيل في السياق الفلسطيني. على اسرائيل أن تعمل بالتشاور مع الدول السنية المعتدلة ضد اشكال سنية مثل جبهة النصرة، القاعدة وغيرها. صحيح أنه يوجد خطر في أنه في آخر الايام سيقوم السنة المعتدلون ليصبحوا عدوا متراصا ضدنا. وهنا أقترح اخذ مخاطرة محسوبة وترك حل هذه المسألة عندما نصل الى الجسر لان في الشرق الاوسط كل شيء سائل كما هو معروف. يا نتنياهو، هذه ساعتك الكبرى لان تجري تغييرا دراماتيكيا في الشرق الاوسط وفي المنطقة بأسرها، دون اخذ مخاطر زائدة وتنفيذ خطوات لا رجعة عنها، بمعنى عدم التنازل عن متر مربع من الارض. نادي في الامم المتحدة لحلف استراتيجي مع السنة. لقد اثبت العرب بانهم يحبون الحلول المؤقتة مثل "التهدئة، الهدنة وغيرها. اعتقد ان مثل هذه الخطوة اذا ما اعدت كما ينبغي وحظيت بالدعم من جانب كيان سني واحد او اثنين، يمكن أن تنضج الى تغيير ذي مغزى في الشرق الاوسط. وحتى لو لم يخرج شيء من الخطوة، ليس في هذا فشل، بل فقط محاولة للمبادرة الى خطوة تدعو الى السلام الذي فشل وليس بذنبنا.