خبر إكتشاف الإكتئاب عن طريق إختبار البول سينقذ حياتنا

الساعة 08:37 م|14 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

عندما تقرأ كلمة “ثنائي القطب” يخطر في بالك نوبات الاكتئاب الجامح، المتبادلة مع نوبات الهوس فائق السعادة ، وهي الصورة الشهيرة عن هذا المرض، لكن، في الحقيقة، فإن هذه الاضطرابات ليست سهلة الاكتشاف أبداً، وقد أصيب بها اشخاص مشاهير مثل روبين ويليامز، والذي قال إنه لم يشخص بصورة رسمية أبداً مع ذلك، وقد نشرت ورقة بحثية جديدة مؤخراً بأنه قد تحدث العديد من نوبات الاكتئاب قبل أن تحدث أول نوبة من الهوس.

في هذه الحالات، فإن الأعراض ثنائية القطب قد تكون صعبة التفريق جداً عن أعراض الاضطراب الاكتئابي الكبير، والذي بسبب شيوعه، يميل الأطباء إلى تشخيص المريض به، مع أن ذلك قد يكون خاطئاً، وقد لا يفكرون في الاحتمالية الأخرى اصلاً، وقد وجدت الدراسات أن 39% من المرضى المشخصين بالاكتئاب كانوا مرضى ثنائيي القطب.

يضيف البحث أن هؤلاء المرضى توصف لهم أدوية الاكتئاب، وأن نتائج ذلك قد تكون قاتلة، فأدوية مثبطات التقاط السيروتونين مثل البروزاك وسيليكسا لا تساعد هؤلاء المرضى، بل وتزيد خطر لجوئهم للانتحار، وهو مصدر قلق كبير خاصة أن معدلات الانتحار بين المرضى ثنائيي القطب أعلى من الناس العاديين بـ20 بالمئة.

ومع أن الجهود مستمرة لتنبيه الأطباء بخصوص هذا التشخيص الخاطئ، إلا أن المشكلة ستظل موجودة ما دمنا نعتمد على علامات خفية عدة.

هنا، جاء فريق صيني من جامعة تشونغ تشينغ وقالوا أنهم وجدوا طريقة لحل هذه المشكلة، عندما تعرفوا على علامة بيولوجية يختلف تركيزها في بول مرضى ثنائية القطب عن الاكتئاب، وقد لاحظوا أن بعض هذه العلامات تم التحري عنها قبلاً، لكنها لا تمثل بمفردها طريقة كافية للتشخيص، لكن الدكتور بينج شيه قال إنها مجتمعة سوف تنجح في ذلك.

قام الباحثون بإجراء الاختبارات على 71 شخصاً مصاباً بالاضطراب ثنائي القطب، مع 126 شخصاً تم تشخيصه بالاكتئاب، و126 شخصاً سليماً، وقد تم تقسيم كل مجموعة إلى مجموعة التدريب ومجموعة الاختبار، أما بالنسبة لمجموعة التدريب، فقد عرف الباحثون حالة الشخص في وقت سابق، واعتمدوا على هذه المعرفة للتعرف على العلامات البيولوجية المصاحبة في بوله، أما المجموعة الأخرى، فقد فحصوا البول الخاص بهم دون أن يعرفوا ما إن كان هؤلاء مصابين أم لا مسبقاً، لكي يتأكدوا من دلالة العلامات البيولوجية.

تم إجراء تجربة أولية، وجدوا فيها أن الاختبار استطاع التعرف على 76% من حالات الاكتئاب، و79% من الحالات ثنائية القطب، وهي نسبة قليلة وجد الباحثون أنها ارتفعت إلى 90%، بعد قيامهم بتعديل نسب المواد الأيضية إلى مستويات الكرياتينين في البول.

وأضاف الباحثون ملاحظة أن هؤلاء المرضى ينتمون إلى نفس العِرق، وتمت معالجتهم في ذات المشفى، ما يتطلب المزيد من البحث قبل التعميم، ومع ذلك فإن البحث يضيف للعمل الذي نشر السنة الفائتة والذي قال بأن العلامات البيولوجية قد يكون لها دور كبير في تشخيص الاكتئاب.