خبر الجالية في حالة دفاع- يديعوت

الساعة 09:41 ص|10 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

وهم القوة اليهودية 

بقلم: بن – درور يميني

 (المضمون: اذا ما استمر ميل معارضة الاتفاق مع ايران في امريكا، فهذا لن يحصل بفضل الاعلام الناجح لنتنياهو او اللوبي اليهودي، بل بسبب التسويق الفاشل لاوباما. فقد تجاوز خطوطا حمراء وهو كفيل بان يدفع الثمن- المصدر).

يهود الولايات المتحدة قلقون. أحد ما تجاوز الخطوط الحمراء. لا، هذا ليس نتنياهو.

من ينبغي لليهودي أن يؤيده؟ معارضي الاتفاق أم مؤيديه؟ هناك الكثير من المبررات المشروعة مع وضد. المشكلة هي عندما يعرب غير يهودي عن موقف سياسي، يكون هذا موقفا موضوعيا. ولكن عندما يعبر يهودي عن موقف، فانه في مشكلة. اذا كان يؤيد، فقد يعتبر وكأنه يترك اسرائيل لمصيرها. واذا كان يعارض، فانه سيتهم على الفور بالولاء لاسرائيل. وبالانجليزية يسمون هذا « Israel Firsters » (تعبير تنديدي باليهود ممن يفضلون المصلحة الاسرائيلية على المصلحة الامريكية« . ويكاد يكون هذا اتهام بالخيانة.

اوباما ونتنياهو يتصارعان على الرأي العام اليهودي والزعامة اليهودية. والنتيجة المحتمة هي ابراز »القوة اليهودية« . إذ انه اذا كانت اغلبية ضد الاتفاق، وبالتأكيد اذا كانت اغلبية تتغلب على الفيتو الرئاسي فان الشكاوى ضد اليهود سترتفع درجة. وقد سبق أن اطلقت في الماضي ومن شأنها أن تعود بكامل قوتها: مرة اخرى يجر اليهود الولايات المتحدة الى مواجهات زائدة مع العالم الاسلامي، مرة اخرى يخدمون مصالح دولة أجنبية، مرة اخرى مالهم الطائل يؤثر على مجلسي الشيوخ والنواب.

غير أن البحث في الموقف اليهودي ارتفع درجة منذ الان. فهذه ليست فقط مواقع الكترونية هامشية، معقبين وشبكات اجتماعية. المشكلة هذه المرة ليست الهوامش. فالمجلة اليهودية »تابلت« ، التي تصر على التنوع السياسي والكثير من محرريها يؤيدون الاتفاق، نشرت مقالا افتتاحيا غير مسبوق في حدته، حيث وجه اصبع الاتهام الى البيت الابيض. وتدعي المجلة بان من هناك تنشر الادعاءات الفاسدة عن »الولاء المزدوج« وعن »لوبي المصالح الاجنبية« .

»هذه مادة ظلماء وحقيرة، يمكن سماعها في مسيرة « القوة البيضاء » وليس من الرئيس الامريكي. وحتى اولئك منا ممن يؤيدون الادارة والاتفاق – اصيبوا بالصدمة من هذا الخطاب« ، جاء في المقال. غضب الكثير من اليهود، بمن في ذلك محرري »تابلت« ، وجه ضد التسريبات عن الخطاب الذي يستخدمه اوباما في مكالماته الهاتفية لاقناع اعضاء الكونغرس.

الحقيقة هي ان »القوة اليهودية« هي بالاساس وهم. هذا لا يعني أن اليهود يعيشون على الصدقات بل بالعكس هم يزدهرون. هم أصحاب مواقع اساسية في مجالي المعرفة الاهم – الاعلام والاكاديميا. ولكنه لا توجد »قوة يهودية« . لان اليهود ليس لهم موقف موحد. أمام المؤسسة اليهودية، والتي هي بشكل عام مؤيدة لاسرائيل، هناك اليهود في الصحف وفي الاكاديميا ممن مواقف بعضهم تتراوح في المجال الذي بين العداء التام لاسرائيل وبين انعدام التأييد الصرف لاسرائيل.

في الخطاب اللاسامي للصحافة الامريكية بشكل عام والـ »نيويورك تايمز« بشكل خاص هو من المؤشرات البارزة »للقوة اليهودية« . هناك شيء واحد يمكن قوله بيقين عن الـ »نيويورك تايمز« وهو أنها ليست مؤيدة لاسرائيل. فهذه مركز قوة مساوية في قيمتها على الاقل بمؤتمر الرؤساء، وربما اكثر بكثير. وبشكل عام، فان المنتقدين الاكثر حدة لاسرائيل هم بروفيسورات وصحفيون يهود. اليهود يمثلون بقدر اكبر بكثير من نصيبهم النسبي بين السكان في حملة الـ بي.دي.اس. وهكذا فان كل الاحاديث عن »القوة اليهودية« في سياق التأييد التلقائي لاسرائيل هي هراء.

الرأي العام في الولايات المتحدة تغير بالفعل. ففور التوقيع كانت هناك اغلبية مطلقة تؤيد الاتفاق مع ايران – سواء بين عموم الجمهور ام في اوساط اليهود. اما الان فمعظم الامريكيين يعارضون الاتفاق، ويتبين أن معظم اليهود ايضا كذلك. هذا لم يحصل بسبب »القوة اليهودية". هذا حصل بسبب الكلمة المحرجة التي القاها جون كيري في الكونغرس، ولانه انكشفت المزيد فالمزيد من العلل في الاتفاق.

اذا ما استمر الميل، فهذا لن يحصل بفضل الاعلام الناجح لنتنياهو او اللوبي اليهودي، بل بسبب التسويق الفاشل لاوباما. فقد تجاوز خطوطا حمراء وهو كفيل بان يدفع الثمن.