خبر انسانية ضعيفة -هآرتس

الساعة 09:27 ص|10 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: عميره هاس

          (المضمون: ما هي العلاقة بين حادثتين رُفض فيهما الدخول الى البلاد، واحدة عن طريق جسر اللنبي والثانية عن طريق مطار بن غوريون - المصدر).

          احيانا تكون جملة واحدة يقولها شخص تجرى معه مقابلة، مشعة مثل الجمرة. هكذا كانت كلمات رشيد دبعه الذي وقف بجانب الانقاض التي كانت قبل ساعتين بيته، في القرية الصغيرة عقبة. الادارة المدنية هدمت البيت لأن الجيش أعلن عن المنطقة منطقة عسكرية. يعيش هناك فلسطينيون؟ فليختفوا. دبعه (61 سنة) قال: « مشكلة الاسرائيليين هي أن انسانيتهم ضعيفة ». قال هذا التشخيص الطبي بأسى ورحمة.

          هذا التشخيص ذكرني بمراقبي الحدود الذين منعوا قبل ثلاثة اسابيع دخول جورج خوري الى البلاد - 70 سنة، من مواليد القدس - لأن اسرائيل تابعة لليهود. وعندما لم يفهم خوري لماذا منعوه من الدخول كمواطن امريكي، قال له الشخص المسؤول في المطار: « لماذا تنكر أنك فلسطيني؟ ». فأجاب خوري أنه فلسطيني ويفتخر، لكنه يحمل جواز سفر امريكي ويجب احترامه. فأجابه الموظف: « كيف تريدني أن أحترمه، أن أقبل جواز السفر؟ أن أعانقه وأن أسجد له؟.

          قبل اسبوع طلبت من وزارة الداخلية التطرق لشهادته وشهادة الكاتبة الفلسطينية سوزان أبو الهوى التي مُنعت من الدخول قبل اسبوعين عن طريق جسر اللنبي. وقد تم ارفاق الحوارات التي دارت معهما أمام موظفي الحدود. ولم أحظى بنشر نبأ حول هذا الموضوع، وقد لخص جدعون ليفي ما مر عليهما في مقالة له.

          سألت المتحدثة باسم سلطة السكان والهجرة سابين حداد بخصوص خوري: هل يتم ارشاد العاملين في المطار للقول إن البلاد تابعة لليهود، لذلك يحظر على الفلسطينيين العبور عن طريق المطار؟ هل من واجب الموظفين التحدث بفظاظة مع الفلسطينيين؟ لماذا تم رفض دخوله؟ فهو لم يحمل حواز سفر فلسطيني ولم يحصل على هوية السلطة الفلسطينية، ألا يوجد مكان لشيء من التساهل مع شخص يبلغ 70 عاما؟ لماذا منعوه من الطيران الى الاردن كي يدخل عن طريق جسر اللنبي (وبدل ذلك فرضوا عليه العودة الى الولايات المتحدة)؟ لماذا يتم منع قراءة الكتب في غرفة التوقيف في المطار؟ لماذا منعوه من التحدث مع اشخاص آخرين كانوا في جواره ولماذا غرف التوقيف نتنة؟.

          حداد أجاب: »السيد خوري زعم أنه جاء لزيارة سياحية في اسرائيل في اطار مجموعة سياحية، وأنه لا يعرف أحد. وقد أظهر الفحص أنه مواطن فلسطيني، وبعد الفحص قيل له إنه يستطيع الدخول الى اسرائيل عن طريق جسر اللنبي حسب قانون الدخول الى اسرائيل وأوامر الطواريء. ونظرا لأن الاسئلة ليست على طريقة الاسئلة الصحفية، وإنما هي اسئلة تحقيق، أقول: المساءلة التي تتم في الحدود تتم بشكل يومي وتهدف الى معرفة اذا كان الشخص يصل الى اسرائيل في اطار الاذن الذي أعطي لهدف الزيارة. والاقتباسات التي وردت لا تحدث يوميا، واذا كان السيد خوري تحفظ حول المساءلة فهناك طرق لتقديم الشكوى بدلا من التوجه الى وسائل الاعلام« .

          في جسر اللنبي سألت مراقبة الحدود أبو الهوى أين ستمكث في القدس. فأجابت أنها ستمكث عند إبن عمها وذكرت اسمه. وعندما طلبت منها المراقبة اسماء أولاد عمها جميعا أجابت أبو الهوى: »إنها عائلة كبيرة فيها مئات أبناء العم. هل تريدين اسماءهم جميعا؟ أنا لا أفهم ماذا تطلبين« . فأجابت المراقبة وهي تنظر الى الطاولة: »لدى من ستمكثين؟« ، فأجابت أبو الهوى أنها ذكرت الاسم قبل لحظة.

          سألت المتحدثة لماذا كان على أبو الهوى التنقل بين سبعة محققين/ مراقبين/ ممثلين (على مدى سبع ساعات)؟ وكيف تم اعتبار اجاباتها »عدم تعاون« ؟ ماذا كان عليها أن تقول لتكون اجاباتها بشكل متعاون؟ من الذي قرر منع دخولها؟ هل وزارة الداخلية؟ »الشباك« ؟. الجواب الذي حصلت عليه كان: »السيدة أبو الهوى لم تقل ما هي أهداف زيارتها وما هي تفاصيلها واستهزأت من الذين سألوها وتصرفت بفظاظة وتلفظت بكثير من الشتائم والعبارات السياسية التي لا صلة لها بالامر. وبناء على سلوكها هذا وعدم تعاونها تم رفض دخولها".

          ملاحظة: إن نشر رد المتحدثة لا يعني الموافقة على صحة هذا الرد. شهادات خوري وأبو الهوى تضاف الى شهادات مواطنين اجانب آخرين، فلسطينيين وغير فلسطينيين، حول المعاملة السيئة والتهجم والاشتباه، ورفض الدخول الى فلسطين/ اسرائيل.