خبر العهد الصهيوني الأخير- هآرتس

الساعة 09:22 ص|09 أغسطس 2015

فلسطين اليوم

بقلم: نيفا لنير

« مهم أن يعرفوا في واشنطن أن اسرائيليين كثيرين يتحفظون من سلوك نتنياهو. تجدر الاشارة مرة تلو الاخرى: نتنياهو ليس اسرائيل » – بهذه الكلمات اختتمت افتتاحية « هآرتس » بتاريخ 3/8/2015. صحيح أن نتنياهو ليس اسرائيل، لكن اسرائيل تشبه نتنياهو اكثر فأكثر. في قصيدة « القافلة » كتب علي موهر أن اسرائيل « أقوى من كل نواقصنا ». وأنا أخشى من أنها لم تعد كذلك. فاسرائيل أضعف من كل نواقصنا. دولة اليهود، وعلى رأسها رئيس الحكومة الاكثر يهودية، سيهزمان اسرائيل، الاسرائيلية والاسرائيليين. اسرائيليتنا تراجعت أمام يهوديتنا.

          أخشى من أن عهد نتنياهو سيكون العهد الصهيوني الاخير. ومهم أن يعرفوا ذلك في واشنطن: من سيقرر مصير الصهيونية هو الذي سيقرر مصير دولة اسرائيل، الحليفة الاستراتيجية (الوحيدة) للولايات المتحدة في الشرق الاوسط، حاملة الطائرات الخاصة بها، ونحن الاسرائيليون نرى الآن كيف أن الضوء الذي أضاء قافلة الصهيونية في ديمونة ودغانيا، يخفت.

          كانت هناك علامات مبكرة على ذلك، أبرزها كان زمن الانتخابات للكنيست في أيار 1996: « نتنياهو. جيد لليهود »، حباد واموال أحد مؤيديه، يوسف اسحق غوتنيك، من المحببين للمستوطنات في يهودا والسامرة، وقفوا وراء الحملة الانتخابية. لكن المبادرين والمفكرين الذين كانوا من وراء الحملة هم من مقربي نتنياهو. الى جانب ضعف وهزيمة شمعون بيرس تم انتخاب نتنياهو لرئاسة الحكومة، ومنذ ذلك الحين يفعل ما هو جيد ليهود البلاد ولليهود أينما كانوا. ومنذ ذلك الحين تراجعت اسرائيل أمام دولة يهودا.

          في موضوع واحد يزعم الارهابيون الذين يريدون بناء مملكة اسرائيل هنا: مملكة اسرائيل الاولى توجد على خط الانتاج، برعاية ائتلافات نتنياهو، التي كان مصنعها الوحيد هو « مصنع الاستيطان ». تلال السامرة مليئة بالمجانين دون أن يشوش عليهم أحد. ولن تطول الايام حتى يُنصبوا الملك نتنياهو الاول، الذي سيعفو في المقابل عن الحفيد وابن العم والأخ والصهر. وبعد كل شيء، صعدوا الى التلال لكونهم أحفاد « غوش ايمونيم » التي أنجبت « الخلايا اليهودية السرية » التي أنجبت « خلايا بات عاين » التي أنجبت « فتيان التلال » التي أنجبت « اذا شئتم » التي أنجبت « لهفاه » التي أنجبت « التمرد ». في الماضي قاموا بتفجير الفلسطينيين بالمواد المتفجرة واليوم هم يحرقونهم بالنار المقدسة.

          يستطيع اسرائيل هرئيل الادعاء أن غوش ايمونيم ليس لها أسهام في انشاء الارهاب اليهودي. ويمكنه الادعاء ايضا أن اسحق رابين هو الذي حرض بقوله إن غوش ايمونيم هي « سرطان في جسم الديمقراطية الاسرائيلية ». لكن رابين كان محقا حتى لو لم يكن مجاملا، حسب اقوال هرئيل، ورغم أنه كان لاسرائيل رؤساء حكومات اقاموا علاقات محظورة مع غوش ايمونيم. عملية سبسطيا تجذرت كقيمة للفقراء. اموال صغيرة. نقل اموال وميزانيات، سلب اراض واخلالات يهودية وتحرش بالفلسطينيين، أصبحت في فترة نتنياهو تحدث في وضح النهار. بؤر استيطانية أقيمت على اراض مسلوبة، حظيت وتحظى بالمصادقة. محكمة الاستئنافات الدينية مقابل محكمة العدل العليا، وهذه مرحلة في اقامة مملكة اسرائيل.

          أين نتنياهو؟ تسألون. رأسه في الغرب، في واشنطن، وقلبه في الشرق، مع عائلة دوابشة واوريت فركش هكوهين، التي أقالها من سلطة الكهرباء. « يمكنكم اقتباس اقوالي »، قال رئيس الحكومة (آفي ليخت، مساعد المستشار القانوني، وأمير ليفي المسؤول عن الميزانيات) في جلسة الاقالة، في لحظة مساواة بين قلبه ولسانه. « أنا ألغي هذا »، قال نتنياهو الذي هو ليس اسرائيل.